December 31, 2011


الثورة ومكارم الأخلاق

مهما قالوا و مهما كتبوا  فلن نجد ما هو أعلي منزلة و لا أروع مكانة للشهداء مما ذكره رب العزة في كتابه الخالد حيث  هم عند ربهم أحياء  يرزقون فرحين متمتعين بما لا عين رأت ولا أذن سمعت
و مهما قالوا و مهما كتبوا فلن يجدوا أبلغ مما ذكرة نبي الرحمة و الحكمة عن حلاوة الشهادة و متعتها عندما صور رغبة الشهيد في أن يعود إلي الدنيا فيقتل مرة أخري ... و لن يجدوا مهما حاولوا  دينا أكثر ثورية و رفضا للخنوع وقبول الضيم  من الإسلام  حينما حرض البشر علي بذل الروح رخيصة في مقاومة من يعتدي علي ماله أو عرضه  ثم رفع من قيمة كلمة الحق في مواجهة الطاغوت و الكبر و رفع منزلة من يستشهد في سبيلها ليكون رفيقا لسيد الشهداء حمزة بن إبي طالب
و إذا استثنينا من أصبح  الإنكار  يجري  في شرايينه و من تعاطي مصلا ضد الصدق  أو من خضع لعملية استئصال الضمير أو توسيع الذمة  فلن تجد من ينكر أن الإخوان هم من حمل همّ هذا الوطن لعشرات السنين  وقدموا له مشروعا حضاريا يهدف إلي وصل ما انقطع من سلسلة تاريخ في الرقي و القوة و المنعة  والرفاهية يستحقها أهل هذا البلد  و جاهدوا من أجل طي هذه الفترة العارضة من التخلف و الانحطاط التي نكبنا بها و تولي فيها أمرنا الأفاكون و العملاء و الفاسدون ممن نسوا الله فأنساهم أنفسهم فطغوا و بغوا و فسقوا فيها .... من الحقائق التي يحاول الإعلام المشبوه  الهماز اللماز المزور  تغييبها عن الذاكرة هي أن الإخوان هم أكثر من تصدي و هم  أصلب من قاوم وهم أغلب  من دفع الثمن  اعتقالا و ملاحقة و تعذيبا  و انتهاكا  لأبسط حقوق الإنسان و هم أول من قدم قوافل الشهداء في فلسطين  و علي ضفاف القنال ضد المحتل الإنجليزي , وعلي أعواد مشانق الظلم  و في مسالخ  نظام القهر و الاستبداد  ومن َقَبروهم تحت رمال صحراء مدينة نصر و في سفح المقطم  ومن  أعلام الرجال  الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه  القاضي المجاهد عبد القادر عودة الذي تمثّل بيت الشعر
 و لست أَبالي حين اُقتل مُسلما ** علي أي جنب كان في الله مصرعي .....
و ذلك في ذات الإله و إن يشأ** يبارك علي أوصال ِشلْوٍ مُمَزّع
 ثم دعا عليهم بأن يجعل الله دمه لعنة علي قاتليه و هو ما تحقق ....  وعلي رأس شهداء الإخوان  سيد شهداء هذا العصر حسن البنا الذي اغتالوه مرتين عندما أطلقوا عليه النار في الشارع  و الأخري عندما تركوه في المستشفي ينزف  حتي صعدت نفسه  المطمئنة إلي بارئها   ثم شيعوه إلي قبره في طريق مقفر موحش خالي من البشر حتي نوافذ البيوت أغلقوها في مشهد حزين  لا يحمل جثمانه إلا النسوة و شيخ ثاكل هو والده ... و الشهيد الصابر الزاهد  سيد قطب  الذي نعي نفسه قبل أن يشنقوه و من أصدق ما قال (   ستظل كلماتنا عرائس من الشمع لا روح فيها ولا حياة...حتى إذا متنا في سبيلها..دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة....و هو ما تحقق).....و الشيئ بالشيئ يذكر أنه كلما أ قرأ عن أهل المفقورين اثناء الثورة  الذين يبحثون عنهم بلا جدوي أتذكرأنه عندما كنا نسمع ميكرفون السجن  ينادي اسم واحد من اخواننا الذين كانوا معنا و استشهدوا في السجن الحربي و لم يعرف ذووه مصيره فلا يجدون ما يفعلونه سوي المرور علي كل سجون مصر ينادون عليه لعلهم يعثروا له أثر (فجار السجن الحربي كانوا يكتبون في سجلاتهم  أمام اسم كل من يغتالوه ملاحظة مفادها أنه قد هرب من المعتقل )
هناك حقائق يجب أن يعيها شباب مصر الطاهر الذين ثاروا من أجل حرية مصر و كرامة أهلها
الحقيقة الأولي : هي أن شهداء ثورة 25 يناير و في القلب منهم شهداء شباب الإخوان  ماهم إلا صف في طابورطويل من شهداء هذا الوطن  قدموا أرواحهم فداء لأهلهم من شعب مصر   و يجب أن نتذكرهم جميعا بكل الإجلال و التكريم و بلا تركيز علي فترة زمنية بعينها ...هنا يجب أن أذكر الجميع بشهداء الشرطة الأمناء و من القوات المسلحة الضباط و آلاف الجنود المجهولين الذين احتضنت جثامينهم الطاهرة رمال سيناء و دفنهم إعلامنا تحت ركام من التجاهل و قلة الأصل و الجري وراء عمولة إعلانات الشيبسي و مزيكا البقرة الضاحكة  ...
أما الحقيقة الثانية  التي يجب ترشيدها...هي مقولة تتكرر ليل نهار وهي أن الشباب  هو كل من قام بثورة  25 يناير ... إقدام الشباب ومنهم شباب الإخوان لا يحتاج لشهادة ولا إشادة من  أحد و لكن هذا الكلام  يحتاج إلي  شرح حتي لا يتم إهدار ــ وسط صخب الإعلام و مؤتمرات  إئتلافات شباب الثورة المائتين ـــ كفاح ثمانين عاما للإخوان و من معهم من رجال مصر الشرفاء من تظاهر و من كتب ومن حرض  و كل من دفع الثمن مطاردة وإقصاء و حظرا و تضييقا في الرزق ....كل هؤلاء الرواد هم أول  من أشعل نار الثورة و حافظوا علي جذوتها متقدة تحت الرماد في انتظار يوم  يرونه آتٍ لا ريب فيه  مثلما قال الشاعر
أري خَلَل الرماد وميض ناٍر ** و يوشك أن يكون له ضِرام
ما مناسبة هذا الكلام ؟؟؟؟
المناسبة هو ذلك الموقف المنفلت من بعض الشباب في حفل نقابة الصحفيين  لتأبين  شهيد الإسلام و الوطن الشيخ عماد عفت  و الذي حضره أخونا المجاهد الدكتور غزلان مبعوثا و ممثلا لجماعة تعرف قدر الشهداء و مكانتهم في قلوب كل أعضائها فقوبل بشغب جاهل من عقول  تم غسلها   بنخبة فقدت بوصلتها و صوابها و بإعلام  منتمي لمن لا ينتمي لأهل هذا البلد و لا يرجو لهم أي خير ...و ...
الدكتور غزلان لم  يأسف  لنفسه  و إنما أسف لهم  و هو موقف  ليس غريبا علي كل  من تربي  في مدرسة  البنا ....    
يجب ألا ننسي أن  ثورة 25 يناير لن تحقق كل أهدافها إلا من خلال تمام مكارم الاأخلاق ....

December 14, 2011


نحن ....و  هم

 يمنعني ديني ألا أعطي كل ذي حق حقه  ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم )...و بالمقابل لم يمنعهم وازع من دين ــ إن كان للدين الحق اعتبارا لديهم ــ أن يتقولوا علي الإخوان بالكذب أنهم لم يشاركوا في الثورة  أو أن مشاركتهم فيها كان من باب ركوب موجتها

يمنعني ديني أن أ نكر نضال كل من فضح نظام مبارك ــ قبل الثورة  بأيام أو شهورأو أكثر  ــ كاتبا أو ناشطا متظاهرا  أو صاحب موقف أيا كان الموقف ...و لكن لم يمنعهم مقاييس الإسلام و قواعده ــ إن كانوا علي إدراك بعظمتها ــ أن يفتروا علي الإخوان فينكرون أنهم دأبوا علي  إعداد  كوادرهم  و ما استطاعوا من حشد و قوة  ليوم  الثورة  استمرمتواصلا في صبر و إصرار  ثمانين عاما قبل  قيامها  تحت مظلة شعارهم العبقري ( و أعدوا )...

يطالبني حرصي علي المستقبل و إنهاء الاستقطاب  ألا أفتش في ( النوايا ) بعد أن انحازت الكتلة العلمانية  إلي أيدولوجيتها ضد غالبية الشعب عقب سقوط مبارك التعيس و أزلامه  مع أول استفتاء يحدد مستقبل مصر عندما لم يمنعهم ضابط أو رابط أو حرص علي مصلحة البلد في  عبور الفترة الانتقالية الخطرة سريعا بلا تلكؤ  فاانطلقوا في تهور يهاجمون ( نوايا ) الإخوان في رغبة  السيطرة و السعي لقنص الكعكة كلها علي اعتبار أنهم الأجهز و الأكثر تنظيما و كأنما ترابط الإخوان عمل عشوائي لم ينتج من خلال برامج تربوية التزموا بها أو كأنما هو من العورات التي يلزم سترها  أو هو من الكبائر التي لا يكفرها الاستغفار أو كأن الإخوان عاشوا في ظل حكم مبارك متعالين منفصلين عن الشارع متمتعين بما تمتعت به النخبة العلمانية من الأمن و الأمان الطريق ممهد لهم في الحصول علي تصاريح المحطات الفضائية و و الصحف خدمة وتغطية ديكورية لنظام بوليسي مستبد ..  تراكمت  ثرواتهم بالملايين  و توسعوا في أعمل البزنس و إقامة المستشفيات الخاصة  و المصانع علي اشكالها و عاشوا ناعمين مرفهين  في المنتجعات و الفيللات و لهو المصايف  في حين كان قادة الإخوان يدفعون ضريبة جهادهم  و تصديهم للفساد و الاستبداد  ملاحقة و سجنا و مصادرة  للاأموال  و تضييقا علي الأرزاق ..  و يدفعني  اشفاقي ورغبتي في لم الشمل علي ألا أسلم نفسي لسوء الظن بهم  نتيجة لإعلان  نظرتهم القاصرة  في تصوير حكم مصر المنهوبة  و الغارقة  بدون قشة تتعلق بها  و الموشكة علي الإفلاس   علي أنها كيكة و غنيمة   فأرميهم بالتضليل و بخيانة الأمانة  التي وضعها الشعب في أعناقهم كقادة للرأي يعول عليهم في انقاذه ... و لا أتهمهم  بفعل الثورة المضادة  و أحملهم  كل  ما حل بنا  من كوارث و تهديدات نتجت عن إهدار تلك الاشهر  العشرة في فضائيات الرغي و اللت و العجن و بسبب التفنن في تمطيط الفترة الانتقالية  و اعتماد نظرية وضع العصاية في العجلة... و لو أحسنت الظن لقلت أن الدبّة بغبائها قتلت صاحبها ...   

يحثني ديني ( و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )   ترفعا أن أصفه  بما يستحق  ذلك الذي  لم يمنعه  الحياء و صدق الحقيقة   من القول بأن الإخوان آخر من ركب قطار الثورة و أول من نزل منه و لو أنصف ــ ولا أظنه مارس  الإنصاف  يوما ــ لقال أن التاريخ سيذكر لهم أنهم شجعوا شبابهم علي التواصل مع أقرانهم منذ اليوم الأول للثورة   تحضيرا و مشاركة  ثم نزلوا بكل ثقلهم أطفالا رجالا و نساء ..شيوخا   يوم 28 يناير  ( جمعة الغضب ) ومن خلفهم  قادتهم يرابطون في غرف العمليات متابعة ودعاء و تهجدا ... و سيكتب التاريخ بحروف من نور قرارهم بعدم رفع أي شعار توحدا مع  أطياف الشعب و هو قرار يتماشي مع منهجهم بالنفرة عند الفزع  بلا مَنَّ أو  سعي وراء غنيمة  إن كان هناك في الأصل غنيمة  إضافة إلي حرمان النظام المتربص بالإخوان  من حجة و ذريعة  يتمناها لهرس المتظاهرين و إبادتهم  تحت جنازير المصفحات بتأييد وضوء أخضر دولي ... فمن  المعروف  أن  الميديا العالمية الخاضعة  لقوي الاستكبار العالمية تستبيح دماء الإسلاميين  ( الإرهابيين )علي اعتبار أنها دماء مهدرة  ... و لو رفعوا شعاراتهم لقالوا استعراض للقوة و قفزا علي الثورة و لسموها   ( جمعة قندهار ) !!!! 

يمنعني ديني إلا أن أذكر بكل الإجلال والدعاء لشهداء الثورة جميعا فتيانا و فتيات  و شيوخا  ... في حين لم يمنعهم ــ الصدق مع النفس قبل الغير إن كانوا يمارسونه ــ ألا يذكر أحدهم  في تجاهل مريب شهداء الإخوان الذين حموا الثورة في بداية الصدام الحقيقي مع فيالق الشرطة  يوم جمعة الغضب ثم يوم الفصل و تحقيق النصر في موقعة الجمل و قبل ذلك و الأهم علي مدار ثمانين عاما لم يتوقف موكب الشهداء و في مقدمتهم   سيد شهداء العصر حسن البنا و شهداء الإخوان في فلسطين و علي ضفاف القناة ضد المحتل الإنجليزي و شهداء البغي عبد القادر عودة و فرغلي و الطيب و رفاقهم ثم الشهيد الزاهد الصابر سيد قطب و صحبه عبد الفتاح اسماعيل و هواش و العشرات الذين قضوا علي أعواد المشانق و  بالرصاص الحي في ليمان طره  و بسياط التعذيب صبرا و تم دفنهم بليل في صحراء المقطم و رمال  مدينة نصر و السؤال : هل مات هؤلاء في سبيل كعكة حكم مصر ؟؟؟....يا ألله.... يا الله ما أغباهم وتعس من افتري و ساهم في إشعال الفتن ...و هو وحده القادر علي إطفائها ....

و الشكوي  لله الذي لا يضيع حقٌ عنده ...

 

December 2, 2011

الانتخابات ببطاقات التموين

هل أكلنا الأونطة و انضربنا بومبة في انتخابات نقابة المهندسين فلم أحصل علي زجاجة زيت واحدة و لا حتي كيلو سكر ... وقفت ثلاث ساعات في طابور كبار السن المزدحم ( بشباب ما تحت الثمانين !!!)غالبيتنا يستند علي عصاه و الأرجل بعظامها الواهنة تئن وجعا و( نشرا ) من طول الوقوف و بطء تحرك الطابور وررغم ذلك صبرنا و استعذبنا الألم في سبيل عودة نقابتنا التي اختطفها الفلول من أهلها لمدة ثمانية عشر عاما وكانت لحظة من الإصرار و التحدي رائعة عندمت تعطل الكمبيوتر و ظننا أنها لعبة (نصف كم ) مكشوفة لإشاعة اليأس بيننا وصرفنا بدون تصويت ... لحظة أعادتنا لروح ميدان التحرير فهتفنا ( هو يمشي مش هانمشي ) ...
انتخابات المهندسين سبقت انتخابات مجلس لشعب بأيام و شهدت إقبالا غير مسبوق و مبشرة بما تحقق بعدها من خروج شعب مصر في مليونيات حقيقية عددا و حماسا ليفرض نفسه سيدا لقراره رافضا وصاية أفندية النخبة مديرا ظهره لكل من استعلي عليه و رماه بعدم النضج و الجهل ... و رغم الإشادة بهذا الخروج العظيم من العالم كله إلا أن الإعلام خايب الرجاء المئوس من إصلاحه استمر في إطلاق مدفعية الرغي و دافعا إلي صدر شاشات الفضائيات نفس الوجوه التي تمارس اللت و العجن في طلاقة وبجاحة و لم تجد ما تداري به وكستها و خيبة أملها إلا أن تشكك في نتائجها مدعية بأن الأخوان اشتروا أصوات الملايين بالسكر و الزيت واللحمة ... و بالاتهام الساذج والمستهلك الذي فقد صلاحيته عن استخدام الدين و تخويف الناس من النار ...( ياريت يخاف المدخنون و يبطلوا السجاير و الشيشة !!! )
حصول الإخوان علي ثقة شعب مصر في المرحلة الأولي لم يكن مفاجئا فقد سبقه الفوز بما يشبه الاكتساح لكل من نقابة المعلمين و الأطباء و المحامين و العلميين ثم المهندسين و هي نقابات تمثل عقل مصر وثقافتها و قدرتها علي الاختيار و كلها مرت ــ ببالغ الدهشة ــ مرور الكرام بلا هجوم أو تشكيك من إعلامنا المغرض و المتربص دائما بكل ما يتعلق بالإخوان ... انتخابات النقابات كانت (قُرْديحي ) بدون اتهامات عن الزيت أو اللحمة ...و هو ما جعلني أطالب بإلغاءها و إعادتها ببطاقة الرقم القومي و بطاقة التموين... 

November 6, 2011


مصر  ليست محشورة  يا دكتور

بقلم م . محمد أنور رياض

الفلول و أمن الدولة يعادون الثورة و يسعون لإحباطها مع سبق الإصرار و الترصد ... مفهوم و منطقي ...

أن يتقدم المثقفون ركب الثورة و يتصدرون صفوفها و الدفع بركبها نحو الأمل المنشود وهو الاستقرار في ظل نظام ديموقراطي حر يتم فيه تداول السلطة هذا ما قرأناه فيا الكتاب و يقره المنطق و العقل  بل وهذا ما كان يطالب به بعضهم  أيام مبارك فما الذي أصاب هؤلاء حتي ينقلبوا علي أنفسهم و يصبحون أكثر خطرا علي مستقبل الثورة من الفلول  و أمن الدولة

شاهدنا من يقطع حركة القطارات و الطرق من أجل طلبات فئوية  أما هؤلاء فيضعون العصا في العجلة بغرض شل حركة الوطن كله ليظل متجمدا يعيش مرحة انتقالية إلي الأبد ...و الحجة التي لم يعد أحد حريصا علي تغليفها باللف و الدوران  هي  الفزع من احتمال فوز الإخوان في الانتخابات القادمة  ....

المثل الفاقع هو رفعت السعيد المتوافق مع نفسه فقد عاش تاريخه كله لا يكتب سطرا و لا يتحدث بجملة إلا و فيها هجوما عل الإخوان و من أجل ذلك حظي بمقعد في مجلس الشوري هبة و مكرمة من صفوت الشريف و من أجل ذلك رضي بأن يظل حزب اليسار حبيسا داخل مقر أشبه بالبوتيك و لولا اليافطة الموضوعة عليه ما استدل عليه  رفعت السعيد نفسه  ...السعيد كان سعيدا في ظل نظام مبارك يقبض المعونة الحكومية و يكتب في صحف الحكومة بالثمن و يسافر و يعود فلا يمنعه أحد  و لايحظره أحد  أما الطبقات الكادحة  التي يتمحك في تبني قضاياها    فيكفيها من نضاله عن حقوقها  أن يهاجم الإخوان !!! فهل في قيام الثورة  و الطريق إلي ديموقراطية قد تأتي بالاخوان يسعد السعيد ؟؟... هجوم رفعت السعيد علي الإخوان قبل و ثيقة السلمي و بعدها  و أثناءها  مُبرر و أصبح جزءً من شخصيته   هذا طبيعي  و لو فعل غيره  لكان من الواجب عرضه علي الطبيب  (المختص ) و لكن الذي نقف أمامه هو الانقلاب الغير مفهوم لكاتبين  هما الدكتور حسن نافعة و الآخر هو الدكتور عمار علي حسن ...

و لنبدأ بالأول الذي كان سمن علي عسل مع الإخوان أيام مبارك فلا يقوم تجمح أو ندوة أو تحالف أو مأدبة طعام إلا وكان معهم متحمسا و مشاركا و آكلا... و قد يكون مضيعة للوقت في البحث عن سبب هذا الانقلاب الذي لم يسعدنا الدكتور بتفسيره و لو بأي سبب كأن يقول ( ماكانش واخد باله  ) و إنما سأتناول ماكتبه في آخر مقالاته بعنوان ( مصر المحشورة بين الجماعة و المجلس ) يقول الرجل الطيب بالحرف الواحد «المشكلة عند الإخوان أنها تتصور أن الحوار حول ضوابط ومعايير تشكيل اللجنة مؤامرة علمانية هدفها تمكين العلمانيين من كتابة دستور علمانى»، ولأن الجماعة تبدو على يقين من حصولها فى الانتخابات التشريعية القادمة على أغلبية ساحقة فى البرلمان تمكنها من إطلاق يدها فى تشكيل اللجنة، ومن ثم فى صياغة الدستور على هواها، فمن الطبيعى أن ترفض الالتزام مسبقاً بأى قيودذ

1ــ طيب بطلوا ده و اسمعوا ده ...إذا كان هذا زعما و ادعاء  فما اسم ما يفعله علي السلمي ؟؟؟ سؤال ثاني أكثر سذاجة هل يصح كتابة الدستور في الدكاكين  أو يكتبه عرضحالجي علي باب المحكمة ؟؟؟؟ أم يكتبه الشغب بكل طوائفه .... نرجع خطوة للخلف فبل مارس الماضي و كانت التعديلات الدستورية مطروحة علي عينك يا تاجر و قالوا فيها ما قالوا .... زعيق و صراخ في الفضائيات تقطيع  و تشنيع و نقد  و اجتمعت الآراء كلها عشية الاستفتاء بأن النتيجة ستكون متقاربة إن لم تكن اكتساحا حسب ما جاء في استطلاع الرأي في المصري اليوم  و الفيسبوك ... ثم كان ما كان من الانقلاب علي النتيجة  تأكيدا لنظرية أحمد نظيف عن عدم نضج اهل بلدنا  و أ نه قد تم خداع شعب مصر و هناك 18 مليون منهم صوتوا خوفا من عذاب جهنم ( و  هي حجة نسعد لها مع أنها لم تكن مطروحة  و قد يكون .<البعض > قد لجأ إليها ردا علي < البعض >ممن طالبوا بإلغاء المادة الثانية  ) ..

2ــ ولنفرض أن هناك من وقف علي باب اللجان يسقي طوابير الناس شئا أصفرا  و آخر يحذرهم من عذاب جهنم  و أن الاستفتاء باطل .. ماشي باطل بالثلاثة  ... عندئذ يكون من المنطق و العقل بلاش  منطق و عقل  ليكن تقليد ما فعلته تونس  لكي تضع الدستور  فإنها عملت انتخاب ... يعني الصندوف هو الذي يتكلم و يقرر و ليس علي السلمي و نور فرحات و حسن نافعة  وليس مؤتمرات الفنادق الفاخرة التي  لو  اشترطوا علي الحضور التبرع بإيجارها لظلت قاعا صفصفا  و ليست الحيرة بين  البيضة أولا أو الفرخة  و ليست المبادئ الحاكمة أو الخانقة و لا فصال و لا غطرشة وتعتيم  علي هوية مصر التي كانت قبل و بعد و لاتزال إسلامية

3ــ إذا كان ما يقال عن اكتساح الإخوان ( يارب يحصل ) و فزاعة انفرادهم بكتابة الدستور  فقد قدم الاخوان السبت لكي يجدوا الأحد عندما وقعوا علي وثيقتي الأزهر و التحالف الديوقراطي  و السؤال لضمير الاستاذ هل جربت علي الاخوان و أنت تعيش بينهم   كذبا أو عدم التزام بعهد ( بلاش كده ) نقولها بالبراجمتية   اليس عدم الالتزام بالوعود و العهود  هو  انتحار سياسي ؟؟    

و يقول معاليه        

 (  إذا وصل الإخوان إلى السلطة من خلال انتخابات حرة نزيهة، فأهلاً بهم ومرحباً، لكن من حق الشعب المصرى فى الوقت نفسه أن يطمئن إلى أن الانتخابات المقبلة لن تكون الأولى والأخيرة، وأن الإخوان، ومعهم تيار الإسلام السياسى كله، سيقبلون بتداول السلطة وفقاً لقواعد متفق عليها سلفاً.  

و نقول ياشيخ حرام عليك ... هل تظن أن أحدا يمكن أن يحكم مصر بدون موافقة أهل مصر بعد تفتحت العيون و ودع الناس الخوف  بعد أن ذاقوا طعم الحرية  اليس في ذلك إهانة لشعب الكنانة و لروح شهداء الثورة و منهم خيرة شباب الإخوان الذين ضحوا بأرواحهم  فداء للتخلص من نظام ظالم مستبد؟؟؟؟  ... أنت مدين لهم بالاعتذار يا دكتور ...

كفاية  كده الدكتور حسن نافعة و ننقل علي الدكور عمار علي حسن  الذي ردد أكذوبتين

1ــ  أن الإخوان عقدوا صفقة مع أمن الدولة في انتخابت 2005 ... طيب بين مين ومين و بالاسم  و ماهي بنودها  واحد اتنين تلاتة و ماهو تفسيره لما جري في هذه الانتخابات التي أشرف عليها القضاء  عندما سارت المرحلة الأولي في نزاهة معقولة ثم سارت المرحلة الثانية بنصف نزاهة و ونصف تزوير  بعد النجاح الذي حققه مرشحو الاخوان ثم كانت المرحلة الثالثة  ( ضلمة ) أُهين فيها القضاء و طُوردوا في الشوارع  و صُودرت فيها الصناديق و ضُرب التاخبون  قبل وصولهم إلي اللجان  و سالت فيها دماؤهم قتلي و جرحي...  فهل كان ذلك جزءً من الصفقة  لقد اعترق نظيف بأن الإخوان حُرموا من خمسن مقعدا  كانوا يستحقونها .... يا رجل حرام عليك !!!!

2ــ قال الدكتور أن شباب الإخوان شاركوا في الثورة  رغما عن اعتراض الجماعة ... طيب أين كان الدكتور البلتاجي و غيره من رموز الإخوان يوم 25 وما بعده  و أين كان عصام العريان و صبحي صالح ألم يكونوا معتقلين  و معهم نصف مكتب الارشاد و القادة في خطوة إجهاضية ...  هل ذهب الاخوان برجليهم طالبين اعتقالهم ليثبتوا حسن النية بأنهم معترضين علي الثورة القادمة ؟؟؟ و هل كانت هذه صفقة أخري مع أمن الدولة  ؟؟؟  و من الذي مهد لهذه الثورة من ماله و عافيته  و حريته و أمنه طوال عقود من الزمن  ...

لقد أعلن الإخوان  أنهم يريدون دستورا لكل الناس يكتبه من يمثل كل الناس  ... يعبر عن كل الناس و يحفظ حقوق كل الناس  مشاركة لا مغالبة في ائتلاف و توافق ...حتي رئاسة الجمهورية  لم ينافسوا عليها في رسالة للعالم كله  حسن النية منه و الضلالي  ..  ما هو المطلوب أكثر من ذ لك لكي يطمئن من لا يريد  أن يطمئن  و يستمتع بالعفريت الذي يلعب في عبه ....لم يبق إلا أن يطلبوا أن نحلف لهم بالطلاق ....و  هو قسم سيكون له عواقب وخيمة مع زوجاتنا  أشد من مؤامرة  دستور السلمي ..

يا عالم اتقوا الله   

 

October 28, 2011


وانهزمت النهضة .... !!
بقلم م. محمد أنور رياض
سقط الظلاميون و انتصرت الحداثة  ... تونس تؤكد هويتها مع العلمانية ..
كان من الممكن أن تكون  هذه المانشتات هي العناوين التي تتصدر صحفنا ( المستقلة جدا ) مثل المصري اليوم  لو تحقق لهم ما كانوا يحلمون به من  نتائج لانتخابات تونس ... و لنستمر فنستعرض ما كان يمكن أن يكتبه كبار ( المحللين  )  فيقول : لقد انهزم الإسلام السياسي هزيمة منكرة و ظهر حجمه الحقيقي و هو الذي صدع رأسنا بشعبيته و حضوره بين الناس و الذي كان  يتاجر بالشعارات الدينية فلم ينفعه الإسلام هو الحل و لا نفعه دغدغة مشاعر البسطاء من الناس ... لقد اختار الربيع العربي بوصلته  في بناء دولة مدنية الدين فيها لا يمارس إلا في دور العبادة  يخلعه  المواطن علي عتبة باب المسجد و لا شأن له بشئون الحياة  و سيقوم البرلمان القادم بغلق الفضائيات الدينية و سنلاحق كل من يعتلي منبرا و لا يتقيد بالخطبة المعتمدة من الأمن  ...كلمة ونص ( عنوان الخطبة قصة سيدنا يوسف و كلكم يعرفها  و لا داعي للكلام المكرر  أقم الصلاة  )  ثم  الصلاة بلا ميكروفون  سكيتي ...  و سنقوم بتقنين الحظر و المحظورين  و المنع من التسلل إلي وظائف الدولة العليا و الحساسة  و سنحمي الشعب من الإرهاب    بسن القوانين التي تحرم النقاب و الصلاة في الشوارع  و نفرض ضريبة تصاعدية علي المحجبات و في خطوة لاحقة ستصدر السلطات المحلية تعليماتها بتقصير ارتفاعات المآذن  و يكتفي ( بالميني ) مئذنة  أو عدمها  أفضل من باب عدم تمييز المسجد عما يحيطه من مباني و  أسوة بما يحدث في أروبا ... انتخابات تونس تبعث برسالة قوية إلي الإسلاميين في ليبيا و سوريا و اليمن و الأردن و بالخصوص في مصر ... لقد سقط شعاركم الإسلام هو الحل ومنحنا شعب تونس العظيم تفويضا لكي نبدأ مرحلة تجفيف المنابع  و من الجذور   و  التي فشل بن علي في تنفيذها رغم مساندة الغرب له طوال ربع قرن من الزمان ...
قامت الثورة  ليستغلها حزب النهضة  في العودة إلي الساحة  السياسية  و يعيد تنظيم نفسه في مدة لاتتجاوز الثمانية أشهر و يملأ الميديا دعاية بأنه التهديد الحقيقي لمشروع العلمانية و الحداثة التونسية  ... و لكن الشعب  قال كلمته  وسقطت النهضة في بئر سحيقة لا قرار لها و فتحت لنا الطريق لننفي عن تونس اسطورة انتماءاتها الإسلامية و العربية  و لنكشف الوجه الحقيقي لتونس  كدولة  شرق أوسطية مصلحتها مع أوروبا  تدور حيث دارت و تعظم بشأن خاص( ماما ) فرنسا  و ( خالتنا أمريكا ) التي ساعدتنا خلال هذه الانتخابات بكل أشكال الدعم مما كان له أكبر الأثر بفوزنا في هذه الانتخابات المصيرية ...
و لكن و بعد أن تحقق للنهضة انتصار فاق كل التوقعات قاده   الشيخ الصابر المثابر  دارس الفلسفة  و الفقيه المتنور ( الراشد ) الغنوشي العائد من المنفي مع إخوانه الخارجين للتو  من سجن بن علي  و اتباعهم المطاردين طوال حكم استخدم كل أنواع القهر و الملاحقة وصلت لمراقبة المساجد ومنع دخولها من ليس معه كارت ممغنط  تصرفه المخابرات  و منع اطلاق اللحي  و الجهر بالأذان  ... و بعد أن تحقق هذا الفوز الساحق لحزب لم يكد يقف علي قدميه في عدة أشهر رفع خلالها برنامجا مرجعيته الشريعة  بنوده و محتواه  تنويرية عصرية  تدعو إلي دولة حديثة ديموقراطية تتداول فيها السلطة  و الشعب فيها هو السيد .. النهضة  رفضت إقصاء أي فصيل  ونظام الحظر البائد  ... مدت يدها للجميع  طالبة الحوار و التوافق   و التعاون ...
 فماذا سيقول إخواننا في الوطن الذين بدءوا حملتهم الانتخابية  بالهجوم علي الإخوان  و هي الجماعة الأم  التي تحتضن  فروعها في العالم العربي و الإسلامي  و يعبركل رجالها عن فكرها الوسطي المنفتح ... الذين يهاجمن الإخوان يؤكدون إفلاسهم السياسي  لأنهم  لا يملكون إلا فكرا مستوردا  ترفضه فطرة الشعوب  المتدينة     ... و لا أظن أنهم  يملكون ما يقولونه  عن انتصار شعب تونس لهويته الإسلامية  إلا ما قاله سيئ الذكر صفوت الشريف  عقب قيام الثورة في تونس ( مصر ليست تونس ) ..
ادعو الله أن يوكسهم و يخلف ظنهم ....
آمين  

October 4, 2011

ماذا قال الأخرس للأطرش ؟؟


ماذا قال الأخرس للأطرش  ؟؟

م. محمد أنور رياض
كتاب العلمانية الذين يهاجمون الإخوان لم يدركوا سر انتشارهم لدرجة قيام العديد من المراقبين بتصنيفهم علي أنهم القوة السياسية الأولي في مصر بل وزاد من دهشتهم وجود معادلة رياضية مفادها أنه كلما زاد حسادهم تضاعف عدد محبيهم وارتفع شأنهم ... والسر الذي ليس سرا وانما انغلق فهمه علي هؤلاء الذين أغلقوا كل منافذ الفهم علي أسبابه ــ بعكس ما يدعونه من اتباعهم الحداثة وريادتهم في التحليل العلميـــ ... السر بمنتهي البساطة هو حيوية الجماعة وتماسكها وامتلاكها آليات التطور والتفاعل مع الزمن.... ومن يريد المزيد فلينظر إلي هيكلها الإداري وبنيانها المرصوص الذي يقوم علي بناء الإ نسان الذي اختصه الله بالتكريم وأمر الملائكة بالسجود له في مناخ من الأخوة والتضامن الأسري وإعلائها لقيم إنكار الذات والتضحية وخدمة الغير كنوع من التعبد والقربي إلي المولي عز وجل ...الإخوان ــ بعكي ما يشيعون ــ هم رواد التقدمية والأخذ بأسباب العصر الحديث في حين توقف الزمن بالآخرين الذين تفرغوا لمهاجمة الإخوان عند الخمسينات وبعضهم قبل ذلك ...و يحضرني في هذا المقام مشهد لم يغب عن الذاكره بعد عندما قام تسوماني من التحليلات التي صاحبت إعلان أخونا الصابر المجاهد أستاذنا مهدي عاكف عن اعتزاله موقع المرشد ورجوعه جنديا في الصف وبدلا من الإشادة بهذا الموقف الغير مسبوق في بلد يتأبد فيه كل من يجلس علي كرسي من كراسي السلطة قوبل قراره بعاصفة إعلامية تنكر خلالها من صدعوا رءوسنا بتداول السلطة لدعاويهم علي اعتبار أن الإخوان صنف آخر من الناس كل ما يفعلونه جدير بالإدانة ومن غير مسموح الإشادة بأي عمل لهم ..... تحركت ماكينة الهجاء والدس لتلفظ سمومها عن صراع يدور بين تيار اليمين من المحافظين وتيار اليسار من الإصلاحيين وعن القطبيين الذي يخطفون الجماعة وصوروا الإخوان وكأنهم جماعة قامت علي بعض طحن بالكراسي ولم ينقص كذبهم إلا عن ذكر عدد الجرحي وسيارات الإسعاف التي نقلتهم وأسماء من في حالة حرجة تم علي أثرها دخولهم غرف العناية المركزة ...ثم دارت الأيام لتكذب ظنهم بل وتسفر عن قادة من الجيل الوسط كلل الله جهادهم وإخلاصهم بأن تم في عهدهم التخلص من حكم مبارك التعيس نعمة وهبة ونصرا من عنده لمن ينصره بل وأصبح مرشدهم علي لائحة كل من يزور مصر من قادة الدول سعيا لمقابلته بعد أن كان ممنوعا ذكر اسمه حتي في عزاء صفحة الوفيات ... هل توقفوا عن دسهم ... وهل غيروا واستحدثوا وجددو ...أبدا

لا أريد أن أتكلم بإفاضه عن الحشد والأبواق الإعلامية التي ليس لها شغل سوي الكلام عن المرأة والأقباط وتطبيق الحدود بقصد زرعها في وعي العامة من الشعب فزاعة ومانعا وعائقا وتنفيرا من المنهج الإسلامي ... ولا أريد أن أذكر أساليبهم الغير أخلاقية في نصب الكمائن الإعلامية باستضافتهم من يتوسمون فيه ضعفا في المعرفة والأداء الإعلامي ليكون ممثلا للطرف الإسلامي في مقابل طرف متمرس بالزور وأسطي في التدليس .. يذكرني ذلك بشكوي سيدنا عمر بن الخطاب عندما قال اللهم إليك أشكو ضعف التقي وقوة الفاجر ...ولكن سأتناول نموذجين آخرين تصدرا المشهد في الآونة الأخيرة...

رفعت السعيد ... وما كنت أود ذكر اسمه لولا مداخلة في أحد البرامج الحوارية فإذا به يقحم إسم الإخوان بدون مناسبة علي اعتبارهم أنهم لم يشاركوا في الثورة في يومها الأول وإنما ركبوا موجتها وهي أكاذيب يروجونها دحضها العديد من الشهود حيث كان شباب الإخوان في القلب منها تخطيطا ومشاركة وحماية وشهداء وجرحي وتعرض قادتهم لاعتقال وقائي قبل قيامها بساعات لرفضهم تحذيرات أمن الدولة بأن يلزموا بيوتهم ولا ينزلوا إلي الشارع ولا ينكر إلا الأعمي جهادهم السابق علي الثورة مما كان له أكبر الأثر في التمهيد للتخلص من حكم مبارك ومن ورائه مخابرات الغرب وبني صهيون وكان وقودها ما نالوه من عنت وملاحقة اعتقالا ومصادرة لأرزاقهم طوال سني حكمه البئيس ...و هم لا يمنون علي أحد بذلك ... رفعت السعيد يقول متفاخرا عندما ظهر الخلاف حول قوائم المرشحين أنه حذر الوفد من التحالف مع الإخوان وو بصرف النظر عن بعد نظر السعيد (الِفتك) وباستبعاد تهمة من يستخدم من.. ومن الأكثر استفادة ممن التي أثارها ....فإن المعلوم بالضروة في السياسة أن تقوم تحالفات يري كل طرف أنها تحقق له مصلحة ما... وهي تحالفات مهما طال زمنها فإنها عرضة للفراق ... ومن السذاجة رمي أحد أطرافها بأنه دخل فيها بعد أن سقاه الطرف الآخر حاجة أصفرا والمدقق في أحوال الساحة السياسية وظروفها الموضوعية يري أن الإخوان هم من يحمل كل العبء في هذا التحالف تنازلا وإنكارا لذواتهم في سبيل معني مثاليا ورائعا وهو أن المرحلة ومصلحة مصر ومشاكلها المتجذرة والمتشابكة لابد فيها من مشاركة الجميع في توحد وتفرغ للبناء بدلا من مشاحنات تتبدد فيها الجهود ...و يضيع معها المواطن ..

هذا بعض من كل ... ولا أريد أن أذكر السعيد بمفاوضاته مع صفوت الشريف الذي خدعه بتخصيص (كوته) له في الانتخابات الأخيرة ... ثم ضربه البمبة العظيمة واستخسر أن يعطيه كرسي ولو في طرقة مجلس الشعب ...و لا أريد أن أذكره بأنه كان جزءً من نظام مبارك باعتباره أحد رؤساء حزب كان المفروض فيه حسب مبادئه أن يكون مدافعا عن حقوق الطبقة الكادحة فاكتفي من النضال الجامد بخطبة عصماء في مجلس الشوري محذرا من ثورة الجياع وهو ما كان يُنظر إليه علي اعتبار أنه ( تفييص وحعجعة)لا وزن له وهونفس ما كان مسموحا أن يكتبه ويقوله أي صحفي مبتدئ في جرايد الحكومة ... السعيد لم يعتذر حتي تاريخه من ارتكابه خطيئة قبوله كرسي في مجلس الشوري بالتعيين في حين كان دخول الشوري محرما علي الإخوان وخط أحمر يستباح فيه استخدام كافة أنواع التزوير والبلطجة ... بقي سؤال لا أجد له جوابا هو كيف يستمر واحدا في ساحة السياسة عشرات السنين بل ويصبح رئيس حزب وكل رأسماله هو عداءه للإخوان وكل كفاحه كان موجها ضدهم وكل ما يفعله بإصرار هو الهجوم عليهم قبل الأكل وبعده .... حد عنده إجابه ؟؟؟؟ ...يا مُسهِّل ...

المثال الثاني هو هيكل (الأستاذ)

و قد أغناني عن كثيرمما يمكن أن يقال هو ما كتبه الدكتور محمود غزلان في مقال رائع نشره الأهرام ردا علي ماكتبه هيكل أخيرا عن الإخوان والإمام البنا ولا يعيب مقال الدكتور غزلان سوي الأدب الشديد واللهجة المتزنة والموضوعية المتأنية في تفنيد ما جاء به هيكل علي أنه حقيقة مطلقة لا يملكها غيره وفكرا صائبا لا يراها سواه علي اعتبار أنه حكيم السياسة وقاموس الصحافة ورغم أنني وددت لو أن الدكتور غزلان استخدم بعضا من العبارات الموضوعية وتسمية الأشياء بأسمائها عن كل من لا يذكر الحقيقة ويغيبها عمدا عن الناس وأن يسمي كل إنسان بصفته عندما يفتري علي التاريخ الموثق... إلا أنني سأتبع نفس المنهج في نقد هيكل الذي لا أنكر له أستاذيته في مهنته ومهارته المتميزة في فن المقال وقدرته الجبارة علي سحب القارئ والطواف به راكبا عبارات مدهشة يتوقف به عندما يضغط علي فرامل الفقرة ليؤكد له موقفا يمدحه ويريد تأكيده ولابأس من قصة ظريفة أوبيت شعر جميل يسوقه كنوع من الترفيه ورشوة ليستمر معه منقادا ... وقد ينطلق به قفزا فوق حقيقة حتي لا يتعثر فيها وتخالف ما يرمي إليه وقد يطير به متجاوزا حقبة من الزمن يريد ها أن تندثر من التاريخ ... باختصار هيكل يعتمد في كتاباته علي ذكر جزء من الحقيقة... نسبة مئوية يقدرها علي حسب ثم يسوقها ويبيعها باعتبارها الحقيقة الكاملة التي لا تقبل ذرة من شك ... أما بالنسبة لما يكتبه عن الإخوان فإنه أذكي من رفعت السعيد وإن كان ما يجمعها عداء تاريخي دفين إلا أن هيكل عندما يهاجم الإخوان فإنه يمدحهم في سطر ويغمزهم في سطر آخر وهذا ــ في ظنه ــ يعطيه مصداقية في قول ما يدسه عليهم في العشرأسطر التالية ...أحيانا تذكرني كتابات هيكل بالأخرس الذي قال لواحد أصم أن واحدا أعمي شاهد واحد مكسح يجري وراء واحد أقرع ليشد له شعره ....

هيكل ...ليتك تصمت ...فقد أدبر زمنك ...

 

September 24, 2011


الأخلاق قاطرة النمو

م. محمد أنور رياض

أتوقف أمام مشهدين

الأول شهادة الدكتور صفوت حجازي في محاكمة قادة الإجرام والفساد عن دورهم في موقعة الجحش المشهورة إعلاميا بموقعة الجمل  التي أرادوا فيها تصفية الثوار جسديا في ميدان التحرير وغالبيتهم في تلك الليلة من الإخوان المرابطين  وأراد الله بها أن تكون نصرا مؤزرا ونقطة تحول في هدم نظام مبارك التعيس ... صفوت حجازي ذكر في شهادته أن واحدا من رجال الأعمال اتصل به وأخبره مسبقا بخطة عصابة (اللاوطني) في حشد المرتزقة والبلطجية وهجومهم علي من في الميدان ثم طلب منه ألا يذكر إسمه لأحد بل والأكثر من ذلك أن يمحو رقم الهاتف الذي اتصل به منه ...و كان علي الدكتور حجازي أن  يعتبر اسم الرجل سرا لا يبوح به إلا أن يحله الرجل منه  وهو الموقف الذي التزمه في أقواله أمام النيابة وأمام المحكمة وحتي في برنامج شاهد علي الثورة الذي تبثه الجزيرة وهو  التزام المسلم إذا وعد رغم  أن الضحية شهداء   من خيرة شباب مصر والقتلة فجار  وأسوأ الرءوس نفاقا  وإدانتهم واجبة والقصاص منهم عدل ... ولم نعهد منهم يوما  إلا ولا ذمة  ....المحامي عن المتهمين حاول التشكيك في شهادته  فسأله عن انتمائه الديني  ولكن المحكمة رفضت السؤال وكنت أتمني أن تتركه يجيب فيقول أنه ينتمي إلي دين يعظم جريمة شهادة الزور ... دين لا يرضي أن يضيع حق معتدي عليه بشطارة محامي اكتسب خبرته في تمييع الحقيقة والتشكيك في الأدلة ...نحن أمام قضية واضحة كل الوضوح ... الموجودون في القفص عاثوا في الأرض فسادا وطغيانا وكانوا رموزا في نظام مستبد لم يتورع يوما عن قتل رعيته وقد فعلوا فعلتهم بغرض القضاء علي الثورة  في معركة حياة أو موت بالنسبة لهم ...  وكان شهودها أهل مصر والعالم كله  بثتها الفضائيات  حية علي الهواء.... وهم الآن في القفص مجموعين أمام العدالة... والقانون  يشترط وجود محامي لكل متهم ...و السؤال الآن وفي قضية مثل هذه الأبيض فيها ليس أبيض والأسود فيها أشد سوادا من لون الغراب والمتهمون مدانون مقدما بإجماع الشعب الثائر     ...هل علي المحامي أن يلجأ إلي كل الحيل القانونية وغيرها لكي يحصل علي البراءة لموكله بصرف النظر عن ارتكابه للجريمة من عدمه ؟؟؟ ثم يتباهي بذلك ليزيد من رصيد شهرته وشطارته ...إضافة إلي أتعابه التي تقدر في هذه الحالة برقم من عدة أصفار   ....و هل علي المحامي أن يترافع بحجج تخالف الحقيقة وما استقر في ضميره ــ بلاش ضميره الذي قد يكون في أجازه لاعتبارات مهنية ــ ولنقل تخالف الضمير الجمعي للشعب وحقه المستعر وحق أولياء الدم  في القصاص ؟؟؟؟  الذي أعلمه أنه لازال هناك من الرجال الذين يقتدون بمن سبقوهم من أعلام المحاماة  يتعاملون مع مهنتهم في نبل وأمانة ينأون بأنفسهم عن الشبهات  ولا يرضون ــ مهما كان الإغراء ــ تعففا أن يتوكلوا في قضية إلا إذا كان صاحبها مظلوم بالفعل وله حق واضح  أو أنه ارتكب جريمته تحت ظروف تستدعي تخفيف العقوبة ...

و بالمناسية من الذي يدفع أتعاب هؤلاء المحامين وهي قد تكون بالملايين ؟؟؟  إذ المعروف أن ممتلكات رءوس الإجرام  محجوز عليها ... لا أريد أن أسمع الجخ  عن أبناء مبارك  والتهجيص عن رد الجميل والوفاء لمن أعطي لمصر ...إذا كان نظام  مبارك أعطي لمصر فمن إذا  الذي أخذ منها ؟؟؟  ولماذا كل هذا الطوفان المتفجر  من المطالبات الفئوية المستمرة حتي تاريخه   ...إذا كان هناك من عطاء أو وفاء فإنه كان كنزا منهوبا  من نصيب حبايبنا الأمريكان وأبناء العم من صهاينة بني إسرائيل ..

  

المشهد الثاني أترك لصاحبه أن يرويه بنفسه حسبما هو منشور في موقع حزب الحرية والعدالة


د.أحمد مرسي "نجل الدكتور محمد مرسي" يكتب : حقيقة ما حدث في الزقازيق.

ما حدث كان كالاتي:

كنت في السيارة انا وشقيقي وشقيقتي ووالدتي كنت اقود السيارة امام تاج بسام عائدا من كنتاكي علي الكورنيش اعترض طريقي ضابط المرور وسائقه في ونش خاص بالمرور من طريق جانبي بصورة مفاجئة عاتبت السائق علي قطع الطريق بصورة غير مناسبة وخصوصا انه سائق بالمرور .

لم يوافق افراد المرور علي عتابي لهم فاعترض السائق سيارتي وقام بالتخبيط علي سيارتي واجبرني علي الوقوف قبل كوبري المحافظة فامتثلت له وامرني بالنزول من السيارة وامتثلت له ايضا وفوجئت به بدلا من ان يسالني عن الرخص او اوراق السيارة قام بسبي بأبشع الالفاظ البذيئة والخاصة بشرف والدتي وهي معي بالسيارة .

طلبت منه ان لا يتلفظ بمثل هذا خصوصا وان والدتي معي وان البلد اصبح بها قانون وتغير الوضع بعد الثورة فما كان منه الا ان قال لي بلد قانون ايه يا روح امك قانون الطوارئ رجع تاني يا اولاد .....

عندها انفعل اخي الصغير وساله بكل ادب ان لا يقوم بسبنا بمثل هذه الطريقة امام والدتنا من باب الشهامة وحسن الادب فما كان منه الا ان اعتدي بالضرب علي عمر واحدث به اصابات بالوجه والراس وهنا طلبت من الضابط ان نذهب الي ادارة المرور لاثبات الواقعة وانني لن امرر ماحدث في الشارع قامت قوة من المرور بنقلنا من ادارة المرور الي قسم اول الزقازيق وهنا بدات المهازل تتوالي ايداعي واخي الحجز وعمل محضر لنا تعدي علي الضابط وعدم موافقة ضباط القسم علي عمل محضر باسمنا نشتكي فيه الضابط بل ورفض تقديم المعونة الطبية لاخي المصاب بقطع في فروة راسه واجباري واخي علي التوقيع علي المحضر بدون ان نقراه ولا نقرا ما هو مكتوب باسمنا في التحقيقات .

قامت مجموعة من الضباط الملكيين بتهديدنا انتم يا بتوع الحرية والعدالة هانقتلكم هانادبكم هانخلص عليكم قبل الانتخابات وعند حضور والدي الي قسم اول الزقازيق زارنا وقال لي ول اخي بالحرف الواحد امام جميع ضباط القسم ان كان لكم حق ستسامحوا فيه وان كان للضابط حق سياخذه بالقانون لانه لا احد فوق القانون .

في الصباح الباكر تم عرضنا علي النيابة وبعد التحقيقات بدات الحقائق تظهر وهي تضارب شهادة الشهود المفبركة وعدم تطابق اقوال السائق وضابطه وهنا طلب محاميي الضابط المحترم الصلح لضعف موقف الضابط القانوني وخصوصا بعد ان تقدمت والدتي ببلاغ لرئيس النيابة تتهم فيه قسم الزقازيق برفض عمل محضر لها تتهم فيه الضابط بالتعدي عليها بالسب والقذف في الشارع وهو مكان عام عندها طلب ضباط المديرية وكلهم من قيادات المديرية بالتصالح وان يحل الموضوع وديا بداية رفضت واصريت علي ان يتم تحويل الموضوع للقضاء ولكني فوجئت بوالدي يتحدث اليا علي تليفون احد المحامين ويامرني بالصلح لانه ظهر للجميع اننا اصحاب الحق واصحاب المظلمة وانه وعد انه ان كنا اصحاب حق سنتنازل عنه لاننا لسنا اصحاب مصلحة وهنا تصالحت مع الداخلية في النيابة لانهاء الموضوع والحمد لله .

ها انا في بيتي امنا ما المني ما وجدته من قلب الحقائق كاملة في الاعلام بل الاكثر اصبحت الداخلية مصدر الخبر وصحته وعدم حرص الاعلام علي البحث عن الحقيقة بل المهم ان نجد مادة اعلامية ثرية بغض النظر عن سمعة الناس او نفسيتهم او الحقيقة او اثار اثارة الفتن علي الناس اخيرا اقول الحمد لله ان ظهر الحق الحمد لله علي الثواب الحمد لله علي زيادة الظالمين لي والذين اختصمهم يوم القيامة امام ربي الحمد لله ان ظهرت معي في نفس اليوم محاولة تغول الداخلية مرة اخري واستغلال قانون الطوارئ الحمد لله ان كانت سمعتي وسمعت اهلي ممن تداولت بظلم ولكن فداكي يا بلدي الحمد لله ان كنت صاحب ارادة ساعدتني علي ان اتنازل عن حقي .

* ننشر الرسالة بنصها كما كتبها د.أحمد، لذلك نعتذر عن عدم تدقيقها إملائيا

و تعليقنا علي هذا المشهد

_1 تنازل أصحاب الحق والترفع عن رد العدوان  بوسائل متعددة وهي بلا شك متاحة لما للدكتور من شعبية وعزوة في بلده ولن يعدم أن يجد من تحمر أنوفهم غضبا وطلبا لرد الإهانة وهي بليغة   خاصة وأن هيبة الداخلية المتغطرسة سقطت وانكسرت مع قيام الثورة وإذا أرادت  أن تستعيد مكانتها  فلا بديل لها   إلا احترام المواطن والقانون وهو ما حرصت عليه الاسرة التي تربت علي قيم الدين ...

_2موقف الدكتور مرسي الأخ المسلم القدوة والذي وضعه إخوانه  في صدر المشهد السياسي فلم يتردد  عندما  قابل السيئة بالحسنة وأنكر ذاته في تسامح   وتواضع  ولم يطلب  سوي الاحتكام إلي القانون  وهو القادر علي اللجوء إلي  من ( يكلفت ) له الموضوع  كما كان يحدث في  نظام ( ما تعرفش أنا مين ؟؟؟)

 _3 انتشار ألفاظ السباب وخاصة سب الدين  ليس بين عناصر الشرطة فقط ولكن  بين فئات عديدة من المجتمع فلا فرق بين خريج الجامعة ووخريج السجون وبالأمس القريب وفي أثناء النقاش في أحد لجان مجلس الشعب ( المنحل )حول الجدار الفولاذي العازل الذي كان يبنيه مبارك لتشديد الحصار حول غزة قام واحد من لواءا ت الشرطة السابقين عضو مجلس الشعب علنا بسب الدين ونعت الفلسطينين بأولاد الو....

السمة التي تجمع بين المشهدين تظهر مدي العمق الذي حققه نظام مبارك  في تجريف أخلاق وقيم طوائف عديدة من شعب مصر وهو ما يفرض علي حكام مصر القادمون  أن يجعلوا من كريم الخلق قاطرة تقود الإنسان المصري نحو التقدم...

وصدق شوقي حينما قال ..

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .... فإن هموا ذهبي أخلاقهم ذهبوا 

September 11, 2011

الآن و ليس بعد


الآن و ليس بعد

لو قلت أن الأولوية هي علاج مشكلة الانفلات الأمني و فُجر البلطجة  لصدقت

و لو قلت أن الأولوية هي تحقيق العدالة الاجتماعية بدء برفع الحد الأدني للأجور و خفض الحد الأعلي و نهاية بتوفيرخدمة الصرف الصحي و المياه النظيفة و الإنارة و المسكن الآدمي للمواطن  لأصبت

و لو قلت أن الأولوية هي الإطاحة بقيادات الجامعة و عمداء الكليات و استبدالهم عن طريق الانتخاب لكان هو الرأي

و لو قلت أن الأولوية  هي توفير الخدمة العلاجية بكل عناصرها للمواطن لما تعديت 

 و لو قلت أن مشكلة البطالة و الفراغ لدي الشباب  هي الأولي  لما تجاوزت

و لو قلت أن الأولوية لمشكلة العنوسة و الطلاق و التفكك الأسري و التخلص من قوانين الست سوزان لما ذكرت إلا جزء من الحقيقة

ولو قلت أن التعليم بلا تعليم و المرور متعثر و الاستثمار  يتراجع و المصالح الحكومية تكايا و الإعلام بلا أخلاق بنم ويغتاب و يقذف  ولا هم له إلا البحث عن الجنازات ليشبعنا لطما و عويلا لما اتهمك أحد بالمبالغة

و لو قلت أن حكومة شرف قد غرقت بالكامل بعد أن تقاذفتها أمواج الواقع العاتية  فلم تعد تعرف لها رأسا من قدم لما ظلمتها

و لو قلت أن المجلس العسكري يحاول التوفيق بين مسؤليته العسكرية ومهمته الأساسية في حماية الحدود و ما فرض عليه من أعمال الشرطة  و بين تعقيدات الحكم المدني  و إحباطات  فرقاء اللعب السياسي المحلي  ومؤامرات القوي الخارجية   و مكائدها لتوريطه في مستنقع السياسة لكان ذلك وصفا غير كامل ولا كان تفسيرا  مقنعا لكل ما يجري     

و الحل

لقد قامت الثورة بلا قيادة و اضحة انتفض فيها شعب مصر كله و فجرها شبابها من كل طيف .... هذا ما قدمه الإعلام  و استقر في الأذهان رغم ما في ذلك من غبن لكل ما قدمه أصحاب المشروع الإسلامي من تضحيات  هيأت المناخ لهذه  الثورة العظيمة  و مشاركتهم الفعالة في  حمايتها  و إنجاحها  ...  المشهد الملتبس الذي أعقب قيامها هو تشرزم الشباب إلي تآلفات شتي و محاولات لاستقطابهم  من اتجاهات سياسية لا جذور لها في أرض الكنانة ظنت أن الفرصة سانحة لركوب موجات الثورة و تصدر قيادتها و في سبيل ذلك   تميز أداءها بالمزايدة و استخدام الإعلام في  إثارة البلبلة و التطرف في المطالبات المعجّزة بما لا يتناسب مع المرحلة و بعيدا عن تقدير المسئولية في تعمد لأدخال الجميع في متاهات لا آخر لها   و هو ما قد يدفع البلد إلي فوضي  مدمرة بدأت مشاهدها تتوالي في جنون   ..

و الحل الذي له الأولوية القصوي علي كل ما ذكرته  وما لم أذكره من مشاكل هو الاحتكام إلي صندوق الانتخاب ليعرف كل من يدعي أنه يمثل الشعب حجمه الحقيقي في الشارع  و لتختار الجماهير قيادتها التي يحظي برنامجها  بالرضي و تتوسم فيها قدرتها علي حل مشاكلها

 إذا كانت الثورة قد بدأت بلا قيادة فقد آن الأوان لكي تختار قيادتها الحقيقية   ...  هذا وقت الرؤية الصائبة و لا مجال للتردد و لا التسويف ....  وهي فرصة هائلة   علي المجلس العسكري ــ نصيحة صادقة ــ  ألا يفلتها من يده لكي يسلم الأمانة لمن صونها و يعود إلي حصونه و ثكناته تاركا رصيدا من التقدير له لدي أهل مصر   و يكفيه فخرا كل ما قدمه هؤلاء القادة  لشعبهم  ووطنهم في لحظة فارقة من تاريخه

الآن و ليس بعد  

August 30, 2011




و...أيضا

 للدساتير ترزية

بقلم : م. محمد أنور رياض

المشهد الآن غاية في الغرابة ...

سؤال ...هل كان يخطر ببال كل من خرج ثائرا يوم 25 وما بعده حالما ومناديا بالحرية و بأن يسترد الشعب حريته من نظام مستبد و أن يصنع مستقبله بيده ... يختار حكامه ...يحاسبهم ... يعزلهم ...ليصبح الشعب هو سيد قراره ... هل كان في تصور أحد أن يصبح الصوت العالي الآن هو المنادي بتهميش رأي الشعب و تحجيم أرادته ؟؟؟ ....

هل كان في تصور أحد أن تفرز الثورة ترزية للدساتير علي غرار ترزية نظام مبارك للقوانين ...؟؟

هل كان في خيال أحد أن يوضع فتحي سرور في السجن و قبل أن يحول إلي المحاكمة يظهر لنا ألف فتحي سرور يريدون لنا دستورا أو مواد حاكمة شانقة خانقة متحكمة توضع أمام لجنة المائة المنتخبة انتخابا تعيينيا اختياريا   و يقال لها أننا نعيش ديموقراطية مصرية فريدة سينبهر لها العالم كما انبهر بثورته تقتضي منكم الاختيار إما بالموافقة أو الموافقة .... يعني تبصموا بالعشرة عليها ليصبح دستور ثورة مصر هو الوحيد في العالم و التاريخ الموقع بعشرة آلاف بصمة و ليكون امتدادا لديموقراطية و حرية و شفافية ونزاهة أحمد عز ... ثم .... كل واحد للخلف در ... و من حيث أتيتم... سعيكم مشكور .

ماذا يريدون ؟؟؟

بمنتهي البساطة الجماعة متأكدون ألف في المائة أنهم ذاهبون في " الباي باي " بعد الانتخابات و أن صندوقها بداية طريق يقودهم إلي الظل و النسيان ... الجماعة يائسون من ( اسمها إيه الديموقراطية ) ومن كلمة الشعب و اختيار من ينوبون عنه في رسم مستقبل حياته... هم يدركون في مرارة أنهم فشلوا في اكتساب ثقته بل وكلما اقتربوا منه ازداد بعدا عنهم ــ ربما ــ نفورا من رائحة ( البارفان الغربي ) الذي يفوح من ثيابهم .

عندما يقولون أنهم يرفضون ويخافون من الدولة الدينية دون أن يكون في الإسلام شيئ اسمه الدولة الدينية و عندما يصاحب هذا الرفض نبرة من التشنج و الإصرار تسمعه لحنا واحدا تعزفه جوقة ممن أطلقوا علي أنفسهم ألقاب " النخبة و المحللين و الناشطين و الثوار " دون تفسير واضح ومحدد عن سبب اشمئناطهم , فإن لنا الحق أن نقول أنه لديهم مشكلة مع الدين ذاته ... بعضهم يقولها علانية و البعض الآخر يتوارى خلف رفض كيان هلامي لا وجود له ( يقول أحمد عبد المعطي حجازي معترضا علي وثيقة الأزهر) الأهرام 6/7/ 2011 : نعلن رفضنا بكل وضوح لأن علاقة الدين بالدولة لا يجيب عنها المفتي و لا يُحتكم فيه للحلال و الحرام و إنما يجيب عنها العقل ... و بوسع الأزهر أن يشرح العقائد و يدعو للقيم لكن عليه أن يترك للمصريين الحرية في تجسيد هذه القيم و العمل بها )...

يثيرون الزوابع بينما لم يطرح عليهم أحد بل و لا يستطيع فصيل مهما كان حجمه أن يفرض شكل للدولة مختلف عن الدولة الديموقراطية بشكلها الحديث ولا قواعدها و لا مؤسساتها وهي أمور توافق عليها الجميع بأنها دولة مؤسسات يديرها رجال يجري عليهم ما يجري علي البشر من الخطأ و الصواب و وفق نظم الإدارة الحديثة تحت رقابة صارمة من نواب الأمة و إعلامها وفي ظل من الحرية والعدالة و الفرص المتساوية للجميع.... تتعامل و تعيش في عالم من دول شتي و قوي عالمية  تتبلور فيه سياسات أممية تتوافق و تتعارض ولكن  مؤسساته الدولية تتفق علي نبذ حكم الشعوب بالقهر و القوة الغاشمة ... عالم تتشابك مصالحه و تجري حركته التجارية و الاقتصادية بما يتماشى مع حركة الزمن الذي يعمل عمل " اللودر " فيكسح أمامه دكتاتوريات طال بها الأمد و يسوقها إلي مزابل التاريخ ... الجماعة هدفهم الذي يلفون ويدورون حنجلة و شقابة  حوله هو أن يؤصل الدستور لدولة علمانية يحاصر  الدين داخل المسجد و  تكون فيه المادة الثانية التي تتحدث عن الشريعة مادة بلا فاعلية ولا أنياب حشو كلام  ( حاجة كده مثل ضيف الشرف ) ... و أخطر ما في ألاعيبهم  هو محاولة توريط القوات المسلحة في مستنقع السياسة لحماية توجهاتهم... و الستار الذي يختفون حوله هو عبارة الدولة المدنية مع أنها عبارة لا تحقق هدفهم  و أترك للدكتور معتز بالله عبد الفتاح  للتوضيح :

 فرق الدكتور عبدالوهاب المسيرى بين العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية. ولو كان حيا بيننا لربما أعاد توصيف ما أسماه العلمانية الجزئية لتصبح ما يعنيه البعض اليوم باسم «المدنية» ودون الدخول فى تفاصيل معنى المدنية كما هو معروف فى دول ومجتمعات أخرى، فإن المدنى هو غير السياسى ( المعني الأول ) كقولنا مجتمع «مدنى» أى يهدف إلى خدمة المجتمع دون السعى إلى الوصول إلى السلطة أو التأثر بتحيزاتها مثل منظمة توعوية تهدف إلى تحقيق الصالح العام دون أن تتبع حزبا أو الدولة  أو ( المعني الثاني )أى «غير الدينى» (وليس المضاد للدين) أى الذى يحاول تحقيق أهداف إنسانية عامة بغض النظر عن الاختلافات الطائفية أو الدينية أو المدنى ( المعني الثالث ) أى غير العسكرى، الذى يحاول أن يجنب المجتمع القرارات السلطوية والتسلطية القادمة من العسكر.

وهى ترجمات لثلاث كلمات بالانجليزية هى:
3 civil، civic 1 and civilian 2.
أما العلمانية فهى أعقد كثيرا من التوصيف «مدنى» لأن العلمانية حل لمشكلة مزمنة عاشها الغرب، ولم يعشها المسلمون، وإن كانوا عاشوا تجربة فيها بعض ملامح التجربة الغربية بسبب خروج المسلمين على المنهج وليس لعيب فى المنهج، وإن لم يستدع هذا بالضرورة استنستاخ الحل الأوروبى.

●●●

المشكلة الغربية أن بابوات الكنيسة الكاثوليكية (مثل اربان الثانى، وجريجورى السابع، وانوسنت الثالث) أصدروا أحكاما دينية جعلت حقوق البشر رهنا بقرارات كنسية فى كل أمور الحياة. ومن المؤشرات التى اعتمد عليها الباحثون الغربيون لمعرفة ازدهار أو انحسار حكم الكهنوت (أى حكم الكنيسة) كانت ثلاثة مؤشرات: أولا، هل للكنيسة جيش خاص بها موازٍ أو بديل عن جيش المملكة (الدولة)؟ ثانيا، هل الكنيسة هى التى تسيطر على نظام التقاضى بدءا من وضع القوانين انتهاء بإصدار الأحكام النهائية بين المتخاصمين؟ ثالثا، هل الكنيسة تقوم بفرض ضرائب مستقلة أو بديلة عن الضرائب التى تفرضها المملكة (الدولة)؟

معظم دول أوروبا شهدت هذه السيطرة المهولة للكنيسة، لكن نجحت انجلترا تحديدا فى أن تتخلص من سيطرة الكنيسة الكاثوليكية فى روما. ولكن مع ظهور البروتستانتية فى القرن السادس عشر، ثم الحروب الدينية فى القرن السابع عشر والتى مات بسببها الملايين، تنبه العقل الأوروبى إلى خطر خلط السياسة بالدين على مستويين: مستوى الحروب التى يضيع ضحيتها الآلاف وربما الملايين بسبب قرار من أحد آباء الكنيسة، ومستوى غياب الحريات السياسية وعلى رأسها الحقوق الديمقراطية (حق الأغلبية فى ألا تسمح للأقلية أن تستبد بها)، والحقوق الليبرالية (حق الآخرين، أغلبية أو أقلية، فى ألا تكون حقوقها رهنا بموافقة الأغلبية أو الطبقة المسيطرة اقتصاديا) وما كان لهذه الحقوق أن تمارس على الأرض إلا إذا قبلت الدولة بفكرة «المدنية» كما وردت فى هذا المقال.

أزعم أن مجتمعات المسلمين فى بعض مراحلها شهدت نوعين من الاستبداد السابق، ولم تشهد الثالث (أى استبداد المسجد أو علماء الدين). ذلك أن المسجد أصلا لم يكن تنظيما هيراركيا تراتبيا فى أى مرحلة (مثلما هو الحال بالنسبة للكنيسة)، المسجد فى الإسلام مجرد بناية أو زاوية، بل جُعلت الأرض كلها مسجدا للمسلمين، ومن حق المسلم السنى أن يتخير الفتوى التى يطمئن لها اجتهاده أو فهمه.

أزعم، إذن، أن المسلمين بحاجة للديمقراطية كى تضمن كف بطش الأقلية الحاكمة عن الأغلبية المحكومة من خلال الآليات المتعارف عليها من انتخابات حرة نزيهة دورية تنافسية تحت إشراف قضائى، ورقابة المجتمع المدنى، ومشاهدة المجتمع الدولى (وهذا هو اختراع الديمقراطية). واحتياج المسلمين للديمقراطية ليس لعيب فى الإسلام، ولكن لأن بعض المسلمين لا يرتقون لتعاليم الإسلام، وهذا بدأ منذ عهد الدولة الأموية.

أزعم كذلك أن المسلمين بحاجة لـ«المدنية» أو سمها ضمان حقوق إنسانية مشتركة بغض النظر عن الاختلافات السياسية والدينية وبعيدا عن السيطرة العسكرية على الحياة السياسية.

●●●

وبنفس المعنى، بكل ديمقراطية، نقبل، نحن المصريين، أن نضع قيودا على الديمقراطية بألا يصدر البرلمان أو رئيس الجمهورية أى قانون أو قرار يصطدم مع ما هو قطعى الثبوت قطعى الدلالة مع مبادئ الشريعة الإسلامية على اتساع «مذاهبها الفقهية».



إن صح هذا، فنحن لسنا بحاجة للعلمانية، وإن كنا قطعا بحاجة للديمقراطية والمدنية بالمعنى الوارد فى هذا المقال. والله أعلم.

فهل يوافقون  ــ مع أن رأيهم لا قيمة له بلا استفتاء ــ علي هذا التفسير الأكاديمي  أم أن ترزية الدساتير  سيخرجون من جراب الحاوي اصطلاحا آخر  لا معني له يقول<< إذا لم تعجبكم الدولة المدنية خلاص نخليها  دولة ( قروية  ) >>    

  

لو قرأوا الواقع جيدا لأدركوا أن زمن السلبية قد ولي بلا عودة وشعب مصر خرج من قمقم السلطة و إرهابها ولا سبيل إلي دسترته أو حكمه إلا برضاه وبعقد محدد المعالم واضح الشروط ...و هو يدرك أن قواته المسلحة هي منه و قد رفضت في السابق و لا يوجد ما يمنعها مستقبلا من أن  تُستدرج لتقف ضد إرادته التي تفرزها صناديق الاقتراع   ....

وأراهن أن أحدا لن يستطيع محو ذاكرة هذا الشعب المتدين  أو قطعه عن تراثه أو وضعه في ثياب يفصلها ترزية تعلموا ( مهنة الخياطة ) في (بلاد بره) ..

و حتي هذه الصنعة فشلوا في اتقانها !!!