December 2, 2011

الانتخابات ببطاقات التموين

هل أكلنا الأونطة و انضربنا بومبة في انتخابات نقابة المهندسين فلم أحصل علي زجاجة زيت واحدة و لا حتي كيلو سكر ... وقفت ثلاث ساعات في طابور كبار السن المزدحم ( بشباب ما تحت الثمانين !!!)غالبيتنا يستند علي عصاه و الأرجل بعظامها الواهنة تئن وجعا و( نشرا ) من طول الوقوف و بطء تحرك الطابور وررغم ذلك صبرنا و استعذبنا الألم في سبيل عودة نقابتنا التي اختطفها الفلول من أهلها لمدة ثمانية عشر عاما وكانت لحظة من الإصرار و التحدي رائعة عندمت تعطل الكمبيوتر و ظننا أنها لعبة (نصف كم ) مكشوفة لإشاعة اليأس بيننا وصرفنا بدون تصويت ... لحظة أعادتنا لروح ميدان التحرير فهتفنا ( هو يمشي مش هانمشي ) ...
انتخابات المهندسين سبقت انتخابات مجلس لشعب بأيام و شهدت إقبالا غير مسبوق و مبشرة بما تحقق بعدها من خروج شعب مصر في مليونيات حقيقية عددا و حماسا ليفرض نفسه سيدا لقراره رافضا وصاية أفندية النخبة مديرا ظهره لكل من استعلي عليه و رماه بعدم النضج و الجهل ... و رغم الإشادة بهذا الخروج العظيم من العالم كله إلا أن الإعلام خايب الرجاء المئوس من إصلاحه استمر في إطلاق مدفعية الرغي و دافعا إلي صدر شاشات الفضائيات نفس الوجوه التي تمارس اللت و العجن في طلاقة وبجاحة و لم تجد ما تداري به وكستها و خيبة أملها إلا أن تشكك في نتائجها مدعية بأن الأخوان اشتروا أصوات الملايين بالسكر و الزيت واللحمة ... و بالاتهام الساذج والمستهلك الذي فقد صلاحيته عن استخدام الدين و تخويف الناس من النار ...( ياريت يخاف المدخنون و يبطلوا السجاير و الشيشة !!! )
حصول الإخوان علي ثقة شعب مصر في المرحلة الأولي لم يكن مفاجئا فقد سبقه الفوز بما يشبه الاكتساح لكل من نقابة المعلمين و الأطباء و المحامين و العلميين ثم المهندسين و هي نقابات تمثل عقل مصر وثقافتها و قدرتها علي الاختيار و كلها مرت ــ ببالغ الدهشة ــ مرور الكرام بلا هجوم أو تشكيك من إعلامنا المغرض و المتربص دائما بكل ما يتعلق بالإخوان ... انتخابات النقابات كانت (قُرْديحي ) بدون اتهامات عن الزيت أو اللحمة ...و هو ما جعلني أطالب بإلغاءها و إعادتها ببطاقة الرقم القومي و بطاقة التموين... 

No comments:

Post a Comment