December 14, 2011


نحن ....و  هم

 يمنعني ديني ألا أعطي كل ذي حق حقه  ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم )...و بالمقابل لم يمنعهم وازع من دين ــ إن كان للدين الحق اعتبارا لديهم ــ أن يتقولوا علي الإخوان بالكذب أنهم لم يشاركوا في الثورة  أو أن مشاركتهم فيها كان من باب ركوب موجتها

يمنعني ديني أن أ نكر نضال كل من فضح نظام مبارك ــ قبل الثورة  بأيام أو شهورأو أكثر  ــ كاتبا أو ناشطا متظاهرا  أو صاحب موقف أيا كان الموقف ...و لكن لم يمنعهم مقاييس الإسلام و قواعده ــ إن كانوا علي إدراك بعظمتها ــ أن يفتروا علي الإخوان فينكرون أنهم دأبوا علي  إعداد  كوادرهم  و ما استطاعوا من حشد و قوة  ليوم  الثورة  استمرمتواصلا في صبر و إصرار  ثمانين عاما قبل  قيامها  تحت مظلة شعارهم العبقري ( و أعدوا )...

يطالبني حرصي علي المستقبل و إنهاء الاستقطاب  ألا أفتش في ( النوايا ) بعد أن انحازت الكتلة العلمانية  إلي أيدولوجيتها ضد غالبية الشعب عقب سقوط مبارك التعيس و أزلامه  مع أول استفتاء يحدد مستقبل مصر عندما لم يمنعهم ضابط أو رابط أو حرص علي مصلحة البلد في  عبور الفترة الانتقالية الخطرة سريعا بلا تلكؤ  فاانطلقوا في تهور يهاجمون ( نوايا ) الإخوان في رغبة  السيطرة و السعي لقنص الكعكة كلها علي اعتبار أنهم الأجهز و الأكثر تنظيما و كأنما ترابط الإخوان عمل عشوائي لم ينتج من خلال برامج تربوية التزموا بها أو كأنما هو من العورات التي يلزم سترها  أو هو من الكبائر التي لا يكفرها الاستغفار أو كأن الإخوان عاشوا في ظل حكم مبارك متعالين منفصلين عن الشارع متمتعين بما تمتعت به النخبة العلمانية من الأمن و الأمان الطريق ممهد لهم في الحصول علي تصاريح المحطات الفضائية و و الصحف خدمة وتغطية ديكورية لنظام بوليسي مستبد ..  تراكمت  ثرواتهم بالملايين  و توسعوا في أعمل البزنس و إقامة المستشفيات الخاصة  و المصانع علي اشكالها و عاشوا ناعمين مرفهين  في المنتجعات و الفيللات و لهو المصايف  في حين كان قادة الإخوان يدفعون ضريبة جهادهم  و تصديهم للفساد و الاستبداد  ملاحقة و سجنا و مصادرة  للاأموال  و تضييقا علي الأرزاق ..  و يدفعني  اشفاقي ورغبتي في لم الشمل علي ألا أسلم نفسي لسوء الظن بهم  نتيجة لإعلان  نظرتهم القاصرة  في تصوير حكم مصر المنهوبة  و الغارقة  بدون قشة تتعلق بها  و الموشكة علي الإفلاس   علي أنها كيكة و غنيمة   فأرميهم بالتضليل و بخيانة الأمانة  التي وضعها الشعب في أعناقهم كقادة للرأي يعول عليهم في انقاذه ... و لا أتهمهم  بفعل الثورة المضادة  و أحملهم  كل  ما حل بنا  من كوارث و تهديدات نتجت عن إهدار تلك الاشهر  العشرة في فضائيات الرغي و اللت و العجن و بسبب التفنن في تمطيط الفترة الانتقالية  و اعتماد نظرية وضع العصاية في العجلة... و لو أحسنت الظن لقلت أن الدبّة بغبائها قتلت صاحبها ...   

يحثني ديني ( و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )   ترفعا أن أصفه  بما يستحق  ذلك الذي  لم يمنعه  الحياء و صدق الحقيقة   من القول بأن الإخوان آخر من ركب قطار الثورة و أول من نزل منه و لو أنصف ــ ولا أظنه مارس  الإنصاف  يوما ــ لقال أن التاريخ سيذكر لهم أنهم شجعوا شبابهم علي التواصل مع أقرانهم منذ اليوم الأول للثورة   تحضيرا و مشاركة  ثم نزلوا بكل ثقلهم أطفالا رجالا و نساء ..شيوخا   يوم 28 يناير  ( جمعة الغضب ) ومن خلفهم  قادتهم يرابطون في غرف العمليات متابعة ودعاء و تهجدا ... و سيكتب التاريخ بحروف من نور قرارهم بعدم رفع أي شعار توحدا مع  أطياف الشعب و هو قرار يتماشي مع منهجهم بالنفرة عند الفزع  بلا مَنَّ أو  سعي وراء غنيمة  إن كان هناك في الأصل غنيمة  إضافة إلي حرمان النظام المتربص بالإخوان  من حجة و ذريعة  يتمناها لهرس المتظاهرين و إبادتهم  تحت جنازير المصفحات بتأييد وضوء أخضر دولي ... فمن  المعروف  أن  الميديا العالمية الخاضعة  لقوي الاستكبار العالمية تستبيح دماء الإسلاميين  ( الإرهابيين )علي اعتبار أنها دماء مهدرة  ... و لو رفعوا شعاراتهم لقالوا استعراض للقوة و قفزا علي الثورة و لسموها   ( جمعة قندهار ) !!!! 

يمنعني ديني إلا أن أذكر بكل الإجلال والدعاء لشهداء الثورة جميعا فتيانا و فتيات  و شيوخا  ... في حين لم يمنعهم ــ الصدق مع النفس قبل الغير إن كانوا يمارسونه ــ ألا يذكر أحدهم  في تجاهل مريب شهداء الإخوان الذين حموا الثورة في بداية الصدام الحقيقي مع فيالق الشرطة  يوم جمعة الغضب ثم يوم الفصل و تحقيق النصر في موقعة الجمل و قبل ذلك و الأهم علي مدار ثمانين عاما لم يتوقف موكب الشهداء و في مقدمتهم   سيد شهداء العصر حسن البنا و شهداء الإخوان في فلسطين و علي ضفاف القناة ضد المحتل الإنجليزي و شهداء البغي عبد القادر عودة و فرغلي و الطيب و رفاقهم ثم الشهيد الزاهد الصابر سيد قطب و صحبه عبد الفتاح اسماعيل و هواش و العشرات الذين قضوا علي أعواد المشانق و  بالرصاص الحي في ليمان طره  و بسياط التعذيب صبرا و تم دفنهم بليل في صحراء المقطم و رمال  مدينة نصر و السؤال : هل مات هؤلاء في سبيل كعكة حكم مصر ؟؟؟....يا ألله.... يا الله ما أغباهم وتعس من افتري و ساهم في إشعال الفتن ...و هو وحده القادر علي إطفائها ....

و الشكوي  لله الذي لا يضيع حقٌ عنده ...

 

No comments:

Post a Comment