الأخلاق قاطرة النمو
م.
محمد أنور رياض
أتوقف
أمام مشهدين
الأول
شهادة الدكتور صفوت حجازي في محاكمة قادة الإجرام والفساد عن دورهم في موقعة الجحش
المشهورة إعلاميا بموقعة الجمل التي أرادوا فيها تصفية الثوار جسديا في
ميدان التحرير وغالبيتهم في تلك الليلة من الإخوان المرابطين وأراد الله بها
أن تكون نصرا مؤزرا ونقطة تحول في هدم نظام مبارك التعيس ... صفوت حجازي ذكر في
شهادته أن واحدا من رجال الأعمال اتصل به وأخبره مسبقا بخطة عصابة (اللاوطني) في
حشد المرتزقة والبلطجية وهجومهم علي من في الميدان ثم طلب منه ألا يذكر إسمه لأحد
بل والأكثر من ذلك أن يمحو رقم الهاتف الذي اتصل به منه ...و كان علي الدكتور
حجازي أن يعتبر اسم الرجل سرا لا يبوح به إلا أن يحله الرجل منه
وهو الموقف الذي التزمه في أقواله أمام النيابة وأمام المحكمة وحتي في برنامج شاهد
علي الثورة الذي تبثه الجزيرة وهو التزام المسلم إذا وعد رغم أن
الضحية شهداء من
خيرة شباب مصر والقتلة فجار وأسوأ الرءوس نفاقا وإدانتهم واجبة والقصاص
منهم عدل ... ولم نعهد منهم يوما إلا ولا ذمة ....المحامي
عن المتهمين حاول التشكيك في شهادته فسأله عن انتمائه الديني ولكن
المحكمة رفضت السؤال وكنت أتمني أن تتركه يجيب فيقول أنه ينتمي إلي دين يعظم جريمة
شهادة الزور ... دين لا يرضي أن يضيع حق معتدي عليه بشطارة محامي اكتسب خبرته في
تمييع الحقيقة والتشكيك في الأدلة ...نحن أمام قضية واضحة كل الوضوح ... الموجودون
في القفص عاثوا في الأرض فسادا وطغيانا وكانوا رموزا في نظام مستبد لم يتورع يوما
عن قتل رعيته وقد فعلوا فعلتهم بغرض القضاء علي الثورة في معركة حياة
أو موت بالنسبة لهم ... وكان شهودها أهل مصر والعالم كله بثتها
الفضائيات حية علي الهواء.... وهم الآن في القفص مجموعين أمام
العدالة... والقانون يشترط وجود محامي لكل متهم ...و السؤال الآن وفي
قضية مثل هذه الأبيض فيها ليس أبيض والأسود فيها أشد سوادا من لون الغراب والمتهمون
مدانون مقدما بإجماع الشعب الثائر ...هل علي المحامي
أن يلجأ إلي كل الحيل القانونية وغيرها لكي يحصل علي البراءة لموكله بصرف النظر عن
ارتكابه للجريمة من عدمه ؟؟؟ ثم يتباهي بذلك ليزيد من رصيد شهرته وشطارته ...إضافة
إلي أتعابه التي تقدر في هذه الحالة برقم من عدة أصفار ....و هل
علي المحامي أن يترافع بحجج تخالف الحقيقة وما استقر في ضميره ــ بلاش ضميره الذي
قد يكون في أجازه لاعتبارات مهنية ــ ولنقل تخالف الضمير الجمعي للشعب وحقه
المستعر وحق أولياء الدم في القصاص ؟؟؟؟ الذي أعلمه أنه
لازال هناك من الرجال الذين يقتدون بمن سبقوهم من أعلام المحاماة يتعاملون
مع مهنتهم في نبل وأمانة ينأون بأنفسهم عن الشبهات ولا يرضون ــ مهما كان
الإغراء ــ تعففا أن يتوكلوا في قضية إلا إذا كان صاحبها مظلوم بالفعل وله حق
واضح أو أنه ارتكب جريمته تحت ظروف تستدعي تخفيف العقوبة ...
و
بالمناسية من الذي يدفع أتعاب هؤلاء المحامين وهي قد تكون بالملايين ؟؟؟ إذ
المعروف أن ممتلكات رءوس الإجرام محجوز عليها ... لا أريد أن أسمع
الجخ عن أبناء مبارك والتهجيص عن رد الجميل والوفاء لمن أعطي
لمصر ...إذا كان نظام مبارك أعطي لمصر فمن إذا الذي أخذ
منها ؟؟؟ ولماذا كل هذا الطوفان المتفجر من المطالبات
الفئوية المستمرة حتي تاريخه ...إذا كان هناك من عطاء أو وفاء
فإنه كان كنزا منهوبا من نصيب حبايبنا الأمريكان وأبناء العم من صهاينة
بني إسرائيل ..
المشهد
الثاني أترك لصاحبه أن يرويه بنفسه حسبما هو منشور في موقع حزب الحرية والعدالة
|
د.أحمد
مرسي "نجل الدكتور محمد
مرسي"
يكتب : حقيقة ما حدث في الزقازيق.
ما حدث كان كالاتي: كنت في السيارة انا وشقيقي وشقيقتي ووالدتي كنت اقود السيارة امام تاج بسام عائدا من كنتاكي علي الكورنيش اعترض طريقي ضابط المرور وسائقه في ونش خاص بالمرور من طريق جانبي بصورة مفاجئة عاتبت السائق علي قطع الطريق بصورة غير مناسبة وخصوصا انه سائق بالمرور . لم يوافق افراد المرور علي عتابي لهم فاعترض السائق سيارتي وقام بالتخبيط علي سيارتي واجبرني علي الوقوف قبل كوبري المحافظة فامتثلت له وامرني بالنزول من السيارة وامتثلت له ايضا وفوجئت به بدلا من ان يسالني عن الرخص او اوراق السيارة قام بسبي بأبشع الالفاظ البذيئة والخاصة بشرف والدتي وهي معي بالسيارة . طلبت منه ان لا يتلفظ بمثل هذا خصوصا وان والدتي معي وان البلد اصبح بها قانون وتغير الوضع بعد الثورة فما كان منه الا ان قال لي بلد قانون ايه يا روح امك قانون الطوارئ رجع تاني يا اولاد ..... عندها انفعل اخي الصغير وساله بكل ادب ان لا يقوم بسبنا بمثل هذه الطريقة امام والدتنا من باب الشهامة وحسن الادب فما كان منه الا ان اعتدي بالضرب علي عمر واحدث به اصابات بالوجه والراس وهنا طلبت من الضابط ان نذهب الي ادارة المرور لاثبات الواقعة وانني لن امرر ماحدث في الشارع قامت قوة من المرور بنقلنا من ادارة المرور الي قسم اول الزقازيق وهنا بدات المهازل تتوالي ايداعي واخي الحجز وعمل محضر لنا تعدي علي الضابط وعدم موافقة ضباط القسم علي عمل محضر باسمنا نشتكي فيه الضابط بل ورفض تقديم المعونة الطبية لاخي المصاب بقطع في فروة راسه واجباري واخي علي التوقيع علي المحضر بدون ان نقراه ولا نقرا ما هو مكتوب باسمنا في التحقيقات . قامت مجموعة من الضباط الملكيين بتهديدنا انتم يا بتوع الحرية والعدالة هانقتلكم هانادبكم هانخلص عليكم قبل الانتخابات وعند حضور والدي الي قسم اول الزقازيق زارنا وقال لي ول اخي بالحرف الواحد امام جميع ضباط القسم ان كان لكم حق ستسامحوا فيه وان كان للضابط حق سياخذه بالقانون لانه لا احد فوق القانون . في الصباح الباكر تم عرضنا علي النيابة وبعد التحقيقات بدات الحقائق تظهر وهي تضارب شهادة الشهود المفبركة وعدم تطابق اقوال السائق وضابطه وهنا طلب محاميي الضابط المحترم الصلح لضعف موقف الضابط القانوني وخصوصا بعد ان تقدمت والدتي ببلاغ لرئيس النيابة تتهم فيه قسم الزقازيق برفض عمل محضر لها تتهم فيه الضابط بالتعدي عليها بالسب والقذف في الشارع وهو مكان عام عندها طلب ضباط المديرية وكلهم من قيادات المديرية بالتصالح وان يحل الموضوع وديا بداية رفضت واصريت علي ان يتم تحويل الموضوع للقضاء ولكني فوجئت بوالدي يتحدث اليا علي تليفون احد المحامين ويامرني بالصلح لانه ظهر للجميع اننا اصحاب الحق واصحاب المظلمة وانه وعد انه ان كنا اصحاب حق سنتنازل عنه لاننا لسنا اصحاب مصلحة وهنا تصالحت مع الداخلية في النيابة لانهاء الموضوع والحمد لله . ها انا في بيتي امنا ما المني ما وجدته من قلب الحقائق كاملة في الاعلام بل الاكثر اصبحت الداخلية مصدر الخبر وصحته وعدم حرص الاعلام علي البحث عن الحقيقة بل المهم ان نجد مادة اعلامية ثرية بغض النظر عن سمعة الناس او نفسيتهم او الحقيقة او اثار اثارة الفتن علي الناس اخيرا اقول الحمد لله ان ظهر الحق الحمد لله علي الثواب الحمد لله علي زيادة الظالمين لي والذين اختصمهم يوم القيامة امام ربي الحمد لله ان ظهرت معي في نفس اليوم محاولة تغول الداخلية مرة اخري واستغلال قانون الطوارئ الحمد لله ان كانت سمعتي وسمعت اهلي ممن تداولت بظلم ولكن فداكي يا بلدي الحمد لله ان كنت صاحب ارادة ساعدتني علي ان اتنازل عن حقي . * ننشر الرسالة بنصها كما كتبها د.أحمد، لذلك نعتذر عن عدم تدقيقها إملائيا |
و
تعليقنا علي هذا المشهد
_1 تنازل
أصحاب الحق والترفع عن رد العدوان بوسائل متعددة وهي بلا
شك متاحة لما للدكتور من شعبية وعزوة في بلده ولن يعدم أن يجد من تحمر أنوفهم غضبا
وطلبا لرد الإهانة وهي بليغة خاصة وأن هيبة الداخلية المتغطرسة
سقطت وانكسرت مع قيام الثورة وإذا أرادت أن تستعيد مكانتها فلا
بديل لها إلا احترام المواطن والقانون وهو ما حرصت عليه الاسرة
التي تربت علي قيم الدين ...
_2موقف الدكتور مرسي الأخ
المسلم القدوة والذي وضعه إخوانه في صدر المشهد السياسي فلم يتردد عندما قابل
السيئة بالحسنة وأنكر ذاته في تسامح وتواضع ولم يطلب سوي
الاحتكام إلي القانون وهو القادر علي اللجوء إلي من ( يكلفت
) له الموضوع كما كان يحدث في نظام ( ما تعرفش أنا مين ؟؟؟)
_3 انتشار
ألفاظ السباب وخاصة سب الدين ليس بين عناصر الشرطة فقط ولكن بين فئات عديدة من
المجتمع فلا فرق بين خريج الجامعة ووخريج السجون وبالأمس القريب وفي أثناء النقاش
في أحد لجان مجلس الشعب ( المنحل )حول الجدار الفولاذي العازل الذي كان يبنيه
مبارك لتشديد الحصار حول غزة قام واحد من لواءا ت الشرطة السابقين عضو مجلس الشعب
علنا بسب الدين ونعت الفلسطينين بأولاد الو....
السمة
التي تجمع بين المشهدين تظهر مدي العمق الذي حققه نظام مبارك في تجريف
أخلاق وقيم طوائف عديدة من شعب مصر وهو ما يفرض علي حكام مصر القادمون أن
يجعلوا من كريم الخلق قاطرة تقود الإنسان المصري نحو التقدم...
وصدق
شوقي حينما قال ..
إنما
الأمم الأخلاق ما بقيت .... فإن هموا ذهبي أخلاقهم ذهبوا
No comments:
Post a Comment