October 28, 2011


وانهزمت النهضة .... !!
بقلم م. محمد أنور رياض
سقط الظلاميون و انتصرت الحداثة  ... تونس تؤكد هويتها مع العلمانية ..
كان من الممكن أن تكون  هذه المانشتات هي العناوين التي تتصدر صحفنا ( المستقلة جدا ) مثل المصري اليوم  لو تحقق لهم ما كانوا يحلمون به من  نتائج لانتخابات تونس ... و لنستمر فنستعرض ما كان يمكن أن يكتبه كبار ( المحللين  )  فيقول : لقد انهزم الإسلام السياسي هزيمة منكرة و ظهر حجمه الحقيقي و هو الذي صدع رأسنا بشعبيته و حضوره بين الناس و الذي كان  يتاجر بالشعارات الدينية فلم ينفعه الإسلام هو الحل و لا نفعه دغدغة مشاعر البسطاء من الناس ... لقد اختار الربيع العربي بوصلته  في بناء دولة مدنية الدين فيها لا يمارس إلا في دور العبادة  يخلعه  المواطن علي عتبة باب المسجد و لا شأن له بشئون الحياة  و سيقوم البرلمان القادم بغلق الفضائيات الدينية و سنلاحق كل من يعتلي منبرا و لا يتقيد بالخطبة المعتمدة من الأمن  ...كلمة ونص ( عنوان الخطبة قصة سيدنا يوسف و كلكم يعرفها  و لا داعي للكلام المكرر  أقم الصلاة  )  ثم  الصلاة بلا ميكروفون  سكيتي ...  و سنقوم بتقنين الحظر و المحظورين  و المنع من التسلل إلي وظائف الدولة العليا و الحساسة  و سنحمي الشعب من الإرهاب    بسن القوانين التي تحرم النقاب و الصلاة في الشوارع  و نفرض ضريبة تصاعدية علي المحجبات و في خطوة لاحقة ستصدر السلطات المحلية تعليماتها بتقصير ارتفاعات المآذن  و يكتفي ( بالميني ) مئذنة  أو عدمها  أفضل من باب عدم تمييز المسجد عما يحيطه من مباني و  أسوة بما يحدث في أروبا ... انتخابات تونس تبعث برسالة قوية إلي الإسلاميين في ليبيا و سوريا و اليمن و الأردن و بالخصوص في مصر ... لقد سقط شعاركم الإسلام هو الحل ومنحنا شعب تونس العظيم تفويضا لكي نبدأ مرحلة تجفيف المنابع  و من الجذور   و  التي فشل بن علي في تنفيذها رغم مساندة الغرب له طوال ربع قرن من الزمان ...
قامت الثورة  ليستغلها حزب النهضة  في العودة إلي الساحة  السياسية  و يعيد تنظيم نفسه في مدة لاتتجاوز الثمانية أشهر و يملأ الميديا دعاية بأنه التهديد الحقيقي لمشروع العلمانية و الحداثة التونسية  ... و لكن الشعب  قال كلمته  وسقطت النهضة في بئر سحيقة لا قرار لها و فتحت لنا الطريق لننفي عن تونس اسطورة انتماءاتها الإسلامية و العربية  و لنكشف الوجه الحقيقي لتونس  كدولة  شرق أوسطية مصلحتها مع أوروبا  تدور حيث دارت و تعظم بشأن خاص( ماما ) فرنسا  و ( خالتنا أمريكا ) التي ساعدتنا خلال هذه الانتخابات بكل أشكال الدعم مما كان له أكبر الأثر بفوزنا في هذه الانتخابات المصيرية ...
و لكن و بعد أن تحقق للنهضة انتصار فاق كل التوقعات قاده   الشيخ الصابر المثابر  دارس الفلسفة  و الفقيه المتنور ( الراشد ) الغنوشي العائد من المنفي مع إخوانه الخارجين للتو  من سجن بن علي  و اتباعهم المطاردين طوال حكم استخدم كل أنواع القهر و الملاحقة وصلت لمراقبة المساجد ومنع دخولها من ليس معه كارت ممغنط  تصرفه المخابرات  و منع اطلاق اللحي  و الجهر بالأذان  ... و بعد أن تحقق هذا الفوز الساحق لحزب لم يكد يقف علي قدميه في عدة أشهر رفع خلالها برنامجا مرجعيته الشريعة  بنوده و محتواه  تنويرية عصرية  تدعو إلي دولة حديثة ديموقراطية تتداول فيها السلطة  و الشعب فيها هو السيد .. النهضة  رفضت إقصاء أي فصيل  ونظام الحظر البائد  ... مدت يدها للجميع  طالبة الحوار و التوافق   و التعاون ...
 فماذا سيقول إخواننا في الوطن الذين بدءوا حملتهم الانتخابية  بالهجوم علي الإخوان  و هي الجماعة الأم  التي تحتضن  فروعها في العالم العربي و الإسلامي  و يعبركل رجالها عن فكرها الوسطي المنفتح ... الذين يهاجمن الإخوان يؤكدون إفلاسهم السياسي  لأنهم  لا يملكون إلا فكرا مستوردا  ترفضه فطرة الشعوب  المتدينة     ... و لا أظن أنهم  يملكون ما يقولونه  عن انتصار شعب تونس لهويته الإسلامية  إلا ما قاله سيئ الذكر صفوت الشريف  عقب قيام الثورة في تونس ( مصر ليست تونس ) ..
ادعو الله أن يوكسهم و يخلف ظنهم ....
آمين  

No comments:

Post a Comment