وانهزمت النهضة .... !!
بقلم م. محمد أنور رياض
سقط الظلاميون و انتصرت الحداثة ... تونس تؤكد هويتها مع العلمانية ..
كان من الممكن أن تكون
هذه المانشتات هي العناوين التي تتصدر صحفنا ( المستقلة جدا ) مثل المصري
اليوم لو تحقق لهم ما كانوا يحلمون به
من نتائج لانتخابات تونس ... و لنستمر
فنستعرض ما كان يمكن أن يكتبه كبار ( المحللين
) فيقول : لقد انهزم الإسلام
السياسي هزيمة منكرة و ظهر حجمه الحقيقي و هو الذي صدع رأسنا بشعبيته و حضوره بين
الناس و الذي كان يتاجر بالشعارات الدينية
فلم ينفعه الإسلام هو الحل و لا نفعه دغدغة مشاعر البسطاء من الناس ... لقد اختار
الربيع العربي بوصلته في بناء دولة مدنية
الدين فيها لا يمارس إلا في دور العبادة
يخلعه المواطن علي عتبة باب المسجد
و لا شأن له بشئون الحياة و سيقوم
البرلمان القادم بغلق الفضائيات الدينية و سنلاحق كل من يعتلي منبرا و لا يتقيد
بالخطبة المعتمدة من الأمن ...كلمة ونص ( عنوان الخطبة قصة سيدنا يوسف و
كلكم يعرفها و لا داعي للكلام المكرر أقم الصلاة
) ثم الصلاة بلا ميكروفون سكيتي ...
و سنقوم بتقنين الحظر و المحظورين
و المنع من التسلل إلي وظائف الدولة العليا و الحساسة و سنحمي الشعب من الإرهاب بسن القوانين التي تحرم النقاب و الصلاة في
الشوارع و نفرض ضريبة تصاعدية علي المحجبات
و في خطوة لاحقة ستصدر السلطات المحلية تعليماتها بتقصير ارتفاعات المآذن و يكتفي ( بالميني ) مئذنة أو عدمها
أفضل من باب عدم تمييز المسجد عما يحيطه من مباني و أسوة بما يحدث في أروبا ... انتخابات تونس تبعث
برسالة قوية إلي الإسلاميين في ليبيا و سوريا و اليمن و الأردن و بالخصوص في مصر
... لقد سقط شعاركم الإسلام هو الحل ومنحنا شعب تونس العظيم تفويضا لكي نبدأ مرحلة
تجفيف المنابع و من الجذور و
التي فشل بن علي في تنفيذها رغم مساندة الغرب له طوال ربع قرن من الزمان
...
قامت الثورة
ليستغلها حزب النهضة في العودة إلي
الساحة السياسية و يعيد تنظيم نفسه في مدة لاتتجاوز الثمانية
أشهر و يملأ الميديا دعاية بأنه التهديد الحقيقي لمشروع العلمانية و الحداثة
التونسية ... و لكن الشعب قال كلمته
وسقطت النهضة في بئر سحيقة لا قرار لها و فتحت لنا الطريق لننفي عن تونس اسطورة
انتماءاتها الإسلامية و العربية و لنكشف
الوجه الحقيقي لتونس كدولة شرق أوسطية مصلحتها مع أوروبا تدور حيث دارت و تعظم بشأن خاص( ماما )
فرنسا و ( خالتنا أمريكا ) التي ساعدتنا
خلال هذه الانتخابات بكل أشكال الدعم مما كان له أكبر الأثر بفوزنا في هذه الانتخابات
المصيرية ...
و لكن و بعد أن تحقق للنهضة انتصار فاق كل التوقعات قاده
الشيخ الصابر المثابر دارس الفلسفة
و الفقيه المتنور ( الراشد ) الغنوشي العائد من المنفي مع إخوانه الخارجين
للتو من سجن بن علي و اتباعهم المطاردين طوال حكم استخدم كل أنواع
القهر و الملاحقة وصلت لمراقبة المساجد ومنع دخولها من ليس معه كارت ممغنط تصرفه المخابرات و منع اطلاق اللحي و الجهر بالأذان ... و بعد أن تحقق هذا الفوز الساحق لحزب لم
يكد يقف علي قدميه في عدة أشهر رفع خلالها برنامجا مرجعيته الشريعة بنوده و محتواه تنويرية عصرية
تدعو إلي دولة حديثة ديموقراطية تتداول فيها السلطة و الشعب فيها هو السيد .. النهضة رفضت إقصاء أي فصيل ونظام الحظر البائد ... مدت يدها للجميع طالبة الحوار و التوافق و التعاون ...
فماذا سيقول
إخواننا في الوطن الذين بدءوا حملتهم الانتخابية
بالهجوم علي الإخوان و هي الجماعة
الأم التي تحتضن فروعها في العالم العربي و الإسلامي و يعبركل رجالها عن فكرها الوسطي المنفتح ...
الذين يهاجمن الإخوان يؤكدون إفلاسهم السياسي
لأنهم لا يملكون إلا فكرا
مستوردا ترفضه فطرة الشعوب المتدينة
... و لا أظن أنهم يملكون ما
يقولونه عن انتصار شعب تونس لهويته
الإسلامية إلا ما قاله سيئ الذكر صفوت
الشريف عقب قيام الثورة في تونس ( مصر
ليست تونس ) ..
ادعو الله أن يوكسهم و يخلف ظنهم ....
آمين
No comments:
Post a Comment