افتح التلفزيون ــ أي تلفزيون ــ يطل عليك من شاشته أفندي ملو هدومه لا تعرف صفته إلا عنما تفخمه الست المذيعة بأنه الخبير و المفكر و الاستراتجي و الفقيه الدستوري ...والمذيعة (حضرتها ) أستاذه حتي ولو كانت تتلعثم رغم وجود من يلقنها من خلال سماعة في أذنها ..أما المشاهدين الغلابة الذين هم نحن نبحلق في الشاشة ... جلوس يستمعون إلي سيل العبارات الغليظة ذات السن المدبب... تثقب آلأذن الشمال ! ! ! و تستقر محشورة في الدماغ ... و إذا حاولنا إخراجها فإنها تثقب الأذن اليمني...و تزيد المعاناة إذا كان في مجلس الفضائية أكثر من نسخة لهذا الفقي الخبير ال ....ال ...عندها فإن المشاهد يكون قد وقع في مغرز لا منجاة له منه ....و عليه العوض في حاسة سمعه ...
فماذا يقولون؟؟؟
الجميع يعزفون نفس النغمة النشاز ...الدستور أولا...والحجج و الأسانيد يسوقونها في عبارات قانونية متقعرة متكعبلة عن سقوط دستور 71 و عن اعلان دستوري أنشأ وضعا جديدا لا علاقة له بالاستفتاء الذي كان عن عدد محدود من المواد... و الناس الذين صوتوا بنعم ضحكوا عليهم و سقوهم شيئا أصفرا.... و البعض يصحح فيؤكد أنه شاهدهم رأْي العين قبل دخول لجان التصويت و هم يسقونهم شيئا أحمرا ... اللف و الدوران لا يخفي ذقن الزمّار فيظهر في النهاية أن ال! ! ! هدف و النية و الغرض الذي هو أيضا مرض ...هو ... هو الانقلا ب علي خطة المجلس الأعلي في تسليم السلطة لمجلس نيابي منتخب و رئيس منتخب و دستور تضعه سلطة منتخبة ... و لما كان..و لربما ... و حيث ــ أكيدا مؤكدا ــ أن المجلس النيابي القادم محجوز للإخوان و حلفائهم من الإسلاميين ... بلا ريب و بلا شك ... لأنهم الفصيل الوحيد الجاهز للانتخابات أما بقية ما يسمي بالقوي السياسية فهي ــ يا ولداه ــ ما زالت في حالة الموت السريري التي استكانت له طوال عهد مبارك التعيس و ليس معروفا كم من الشهور و السنين يلزمها حتي تفيق من غيبوبتها ...و كل ما تعرفه أن علي السياسة أن تتجمد و يتوقف الحال حتي حينه .. بل و تجرأ البعض منهم فأقدم علي إتهام المجلس العسكري بعقد صفقة مع الإخوان و هي شجاعة دخيلة لم نعهدها فيمن كانوا يترددون ألف مرة فبل نقد أصغر هلفوت في النظام البائد .... و الحل المطلوب بالمفتوح و المِفْتشر و بلا مواربه و لف ودوران هو قطع الطريق بالحصول علي تكليف يمكنهم من تفصيل الدستور علي مزاجهم العلماني ...ثم يقومون بوضغ لغم هائل بين طيات مواده يسمح للجيش بالانقلاب علي الحياة النيابية في ضمانة يرونها.. إذا... و عندما ...و حالما ....في مصادرة لحق الشعب إذ وسوست له نفسه و صوت يوما للإسلاميين ...
الله ...الله ...
يريدون ضمانة من نوع ما أرادته مخابرات فرنسا للجزائر عندما انقلبوا علي جبهة الإنقاذ...و النتيجة الكارثية مئات الألوف من الضحايا و إهدار للثروة و تسلط و فساد و ضياع في بلد يملك امكانيات الدولة العظمي.
يعيدون علينا شريط الأحداث عندما اجتاحت قائمة حماس نتائج الانتخابات الفلسطينية ... قوبل ذلك برفض من اسرائيل و أبو مازن و أبو قريع و كل من هو أبو .... مورس معه كل الأساليب الملتوية و المباشرة وصل إلي حد القتل و زرع المتفجرات و انتهي بالحرب الخاطفة استولت بعدها حماس علي غزة و أدت إلي انفصال لازال الشعب الفلسطيني حائرا في طريقة فك شفرته ...
يريدون ضمانة تعود بنا الي عهد التخلف الذي عاشته تركيا في ظل علمانية يحرسها الجيش التركي ظلت طوقا يكبلها حتي قيض الله لها أربكان و تلميذه الفتي أردغان... و بفضل الله يكسرون القيد فتنطلق تركيا لتحتل مكانة تليق بتاريخ إل عثمان ...
و الآن لا بد من وقفة لنسأل ..
من هو الأحق بطلب الضمانات ؟؟؟
الإسلاميين الذين طوردوا و سجنوا و صودرت أرزاقهم و تعرضوا لكل ألوان القمع و الظلم ...أم العلمانيين الذين ظل مشروعهم يحكم طوال أكثر من ستين عاما مصبوغا بكل ألوان العالمانية ( اشتراكية أو رأسمالية أو تهريجية أو تهجيصية ) محققا من فشل إلي فشل و مارست خلاها نخبتهم السابقة و تلاميذها الحاليين علي اختلاف توجهاتها كل ألوان المساندة و الدعم كذب! ! ! ا و تدليسا ...و لا أستطيع أن ألا أصدق ما هو واضح لكل من يبصر من أنها استفادت بطريقة أو أخري من فساد عهد مبارك ...هذه النخبة التي تطلب ضمانات ضد الديموقراطية وتداول السلطة سلميا ـ و هي أساس الدولة المدنية التي صدعونا بها ــ إنما تطلبها لتظل في الساحة علي طريقة إما أن نحكمكم أو نطربقها علي الرؤوس ...والمعني ... فيها أو أخفيها ....
لا أظن أنهم سينالون ما يسعون إليه ...و لا أظن أن جيش مصرــ عريق الوطنية مسلمين ومسيحيين ــ...الذي اقتحم خط بارليف في العاشر من رمضان وسط صيحات الله أكبر تدوي بأعلي من هدير المدافع ... لا أظن أنه سيسمح .. لأي فئة مها كانت أن تستدرجه لينقلب علي خيار الشعب استفتاء و دستورا يضعه نوابا منتخبين يحقق استقرارا و تقدما و حرية و عدالة ...وكرامة ... ولو كرهت العلمانية ...
No comments:
Post a Comment