June 30, 2011

انتهي الدرس يا خواجة

مع مبارك كانت لقاءاتهم معه سهلة ميسورة ... و نزهة مبهجة ...يدخلون معه في اجتماع مغلق وحيدا في مواجهتهم لا معه مستشار و لا تابع من الوزراء .... و لا حتي جهاز تسجيل ...و يبدأ حديثه بلغة ألف ليلة و ليلة ..شبيك لبيك كل ما تطلبونه من مصر بين ايديك .. و بلغة العصر أحلامكم أوامر و برمش العين أُجيب و ُأُلبي و أبصم بالعشرة ... و ينتهي الاجتماع المغلق بالخروج إلي المؤتمر الصحفي و أمام العدسات و الكاميرات و التزاحم من الإعلاميين تنهال الإشادة و المديح عن حكمة الرئيس و الجخ الثقيل عما حققه من استقرار و حرصه الدائم علي تنمية العلاقات المتينة التي عادت بالمنافع و الخير العميم علي البلدين... هكذا تمت سرقة غاز مصر ... و بالمثل وُقّشعت اتفاقية الكويز .. و علي المنوال اشتركنا في حرب عاصفة الصحراء ضد العراق وتزعمنا العرب في قرار الجامعة العربية كغطاء و منح شرعية لكل ما قامت به أمريكا بعد ذلك من حصار و تجويع لشعب العراق و التمركز باطمئنان فوق أنفاس الخليج ... و علي الدرب حاصرنا غزة سياسة و أنهاكا....و تزعمنا لوبي عربي معتدل ينسق و يخطط مع مخابرات أمريكا و إسرائيل لتصفية قضية فلسطين مصدر الإزعاج و مبعث تكدير المزاج ... و عادينا إيران و أيدنا تدمير غزة و جنوب لبنان... و كان قمة التعاون في استخدام مسالخنا و خبراتنا المتفوقة في مقرات أمن الدولة كمراكز لاستنطاق و تعذيب أسري أمريكا في حربها علي الإرهاب.... لقد كان كنزا استراتيجيا لهم ...و كان لنا فضيحة وخزيا و هوانا ... و تقزيما لشعب عملاق....

و قامت الثورة ....فضاع الكنز ...

فماذا تفعل يا ولدي إذا ضاع منك كنز ؟؟؟ و ليس كأي كنز ...إنما كنز استراتيجي ...!!!...أغلب الظن أن الصدمة لن تترك لك الفرصة لتحرير محضر في القسم أو تسمع نصيحة أمين شرطة يعرف طريق الحرامية ليعقد معهم صفقة...أو حتي الذهاب لمن يفتح الفنجان و يضرب الودع ليصف لك شكل اللص ومكانه ...و لكن ستصيبك الصدمة بالسكتة و الشلل و تروح فيها... ....هذا علي مستوي الشخص ....أما إذا كان المصدوم دولة بحجم أمريكا و خبث اسرائيل فإن استيعاب الزلزال لا يلبث معهم إلا قليلا يستدعون بعده مخزونهم من المكر و الألاعيب و شغل الثلاث ورقات ... يفتحون غرف أبواب العمليات و يستخرجون من أدراجهم خطط الطوارئ و يُسَلَّكون قنوات الاتصال و يفتحون الخزائن فهذا وقت الإنفاق و السخاء.... لا مساومة عند شراء الذمم ...و لا تقتير عند تجنيد الأعوان....و الهدف المنشود هو الالتفاف علي أهداف الثورة ... زرع الجواسيس و إثارة الفتن و نشر البلبلة ...و تسونامي من الحرب الإعلامية لتشويه أشراف الأمة ....و النجاح النهائي هو تعميم الفوضي ...و لكن لا بأس من مكاسب مرحلية تدور حول شل حركة الثوار و اختراق جموعهم ما أمكن و اللعب بأضواء الإعلام في أدمغتهم و تشتيت انتباههم و خلط أوراقهم وعكس أولوياتهم....

كل هذا شاهدناه و لاحظنا معالمه وتتبعنا خطواته و لمسنا أثره في الملايين التي شخشخت في الجيوب , و سَلّكت الحناجر و نظمت المؤتمرات , و زينت الديكورات و لألأت أنوار الاستوديوهات و كوْفرة المذيعين قبل المذيعات و أسالت حبر المطابع ... و أطلقت العنان لأبالسة التحرير ....و لكن المشهد الأكثر إثارة كان هو تقاطر كبار المسؤلين في زيارات متتالية مبرمجة و بصحبتهم كتائب رجال الأعمال و ممثلي الشركات العملاقة و بعد الطواف بالميدان و المصافحة و التصوير تنطلق تصريحاتهم عن الثورة الفريدة و شبابها المتميز الذي يستحق العون ... و يتحدثون عن الاقتصاد الواعد وعن المساعدات السخية بالمليارات ( منذ أيام كانت مؤسساتهم تتحدث عن الانهيار و الوقوف علي حافة الإفلاس ) .... كلام عن مشاريع ستجعل من البحر طحينة و من أرض مصر جنة تفيض انتاجا و نماء ليمتلك الفقير المحروم من أهلها الفيللا و اليخت و توكوكا ( فول ُأبشن ) مشابه لتوكتوك القذافي...و استكمالا للمشهد المثير أقاموا مؤتمرا للمانحين أسفر عن توزيع أعباء و التزامات بالمليارات تظل معلقة و وعودا و أماني ستنتهي في الغالب مثلما انتهت مؤتمرات سبقتها لمساعدة أفغانستان و فلسطين و غيرها من المنح الفشنك....

فماذا يريد الغرب بهذه العاصفة من الوعود و الآمال؟؟؟؟

لم نعهد في سياسة الغرب أنها جيدة كريمة تهب اليورو في الصُرّة ...و تنثر الدولارات صدقات و منحا...لم نعهد الغرب إلا مرابيا يحسب السحتوت قبل السنت و البنس ...لا يعرف دينا معدوما إلا بعد أن ينزف المدين دمه و يبيع الجلد والسقط ...السياسة الغربية براجماتية نفعية انتهازية مصلحجية و في العديد من المواقف تسفر عن وجه عنصري بشع ... مؤسساته المالية بلا قلب لا تعرف سوي الأرقام.... إذا أنفقت دولارا أخذت مقابله اثنين و ثلاثة... و الأفضل أن يأخذ بلا رد !!!... سياسة الغرب لا تقيد حركتها أخلاقيات أو مُثل ....لا تتورع عن القتل و التدمير لتأمين و حماية مصالحها ... الغريب و العجيب أن الغرب في حروبه علي العراق اتخذ أهله ومنشآته ميدانا لتجربة أسلحته الحديثة ... كما كانت مناسبة انتهزها للتخلص من المخزون الراكد للأسلحة و الذخيرة المنتهية صلاحيتها و تشغيل مصانعه لإنتاج الأكثر تطورا ...ثم ....تقاضي ــ من الشعب المغلوب ـــ ثمنا لكل هذا و بالسعر الذي حدده ...

الغرب يرسل رسالة واضحة تقول أنهم يملكون مقومات النمو التي لا غني لناعنها ...و هي تحت الطلب و الأمر ياجميل ..إذا ...و إذا ...و إذا ....و حالما ...و عندما ..و كلما ...و طالما...

فماذا نقول لهم ..؟؟؟؟

هل نقول لهم أننا جربنا كل حيلكم و( فقسناكم ) و سئمنا ألاعيبكم (النصف كُم ) ....و أنه ينطبق عليكم قول الشاعر ( يعطيك من طرف اللسان حلاوة و يروغ منك كما يروغ الثعلب )؟؟؟... هل نقول متشكرين ...لا نريد معونتكم المسمومة... فلم تسفر إلا عن تكريس هيمنتكم علينا ...ولم ينتفع بها إلا عملاءكم من الفاسدين المفسدين ؟؟؟ ... هل نقول(سوري ...آسفين ) ...لا نسعي لنيل منحكم التي خصصتموها لمنظمات تمثل طابورا خامسا خلف ظهورنا تدعو إلي محو ذاكرة الشعب و تقطع ما بينه وما بين أصله و تراثه ؟؟؟...لن نقول ذلك ...و لكن ستسمعون الكلام الكبير عن الندية و عدم التدخل في شأننا الداخلي ...و عيب عليكم عندما تدفعون باللصوص و الجواسيس يتسللون من الأبواب الخلفية .... و أنه..و منذ تاريخه ...لن تجدوا من يجلس معكم في غرفة مغلقة بل و في العلن و علي عينك يا تاجر ... و دون النظر إلي الخلف ...و بلا مواربة و بالمفتشر و بالفم المليان...ستسمعون من يقول لكم :

كما أنكم في حاجة إلينا ....نحن أيضا ــ بكل بساطة ــ في حاجة إليكم بلا عُقَد منا ولا استعلاء منكم ...و إنما منافع متبادلة و مصالح مشتركة ... لن نستخدم الاصطلاح الكروي خذ و هات ...و لكن نستخدمه بعد تعديله إلي ... هات أولا ثم خذ ....و علي ساسة الغرب أن أن يدركوا أنهم أمام واقع جديد و أمام شعب استرد كرامته و إرادته و شطب من مفردات تعامله عبارات الخضوع و الانبطاح ... و لن يسمح لمن يحكمه بأن يفرط في حق من حقوقه ....و...ستسمعون كثيرا من يقول لكم في أدب .... 
ـــ (نو ) يا خواجه  ... عيب و اختشي...يا خ! ! ! بيـبي...   

June 24, 2011

وقال توني بلير

لكل من لم  يقع في الفخ و يسقط أسيرا لهوجة الدستور أولا و الذي احتشد لها تجار الكلام من صحفيين و إعلاميين  و من هم خلفهم و من هم أمامهم من خبراء و فقهاء في تلوين رأي القانون و خلط  مواده بما يرضي الزبون...و في محاولة لجر هؤلاء من خانة (التربسة ) و الممانعة  فإن الإغراء بأقوال الأجنبي قد تكون أجدي من الزّن علي الآذان بمهاترات ( الصنف ) الوطني المضروبة .... من هنا جاء المدد من  توني بلير الذي جاءت نصيحته داعمة و مؤيدة لفكرة الدستور أولا   ... و لمن لا يذكر فإن خدمات توني بلير و إخلاصه للعرب  و المسلمين  لم تسقط من الذاكرة بعد  ....توني بلير كان الحليف الرئيسي و المساند بلا تحفظ لأغبي رئيس حكم أمريكا و أكثرهم وضوحا في عدائه للإسلام  و للمسلمين ... وهو جورج بوش ... لدرجة أن الصحافة البريطانية وصفته بالكلب الذي يتبع سيده ...و الحقيقة أن هذا الوصف ظَلَم توني بلير و ظلم  الدور الذي قام به في تهيئة الرأي العام بالخديعة و التدليس  و تلفيق التهم  ضد صدام حسين لإيجاد مبرر يسمح للبغاة بغزو  العراق ...

بعد خروجه من رئاسة الوزارة في عملية أشبه بالتخلص من بقايا سياسي  قاد حزبه إلي هاوية الهزيمة كان من المفروض أن يتواري في زوايا النسيان أويقضي ما بقي من العمر استجماما في  مزبلة التاريخ أيهما أنسب ...إلا أن القوي الصهيونية رأت ــ تكريما له واعترافا منها بخدماته و إخلاصه للمشروع الصهيوني ــ أن يكون تقاعده في منصب المنسق لعمل الرباعية الدولية الموكل لها تصفية القضية الفلسطينية و فقا للرؤية اليهودية الأمريكية ... 

   توني بلير هذا تاريخه... و أبرز ما فيه  مشاركته بحماس في إطلاق  الأكذوبة الكبري عن دعم الديموقراطية في العراق التي سفكت دماء الملايين و أخرجت العراق من الجغرافيا و من معادلة القوة العربية وأغرقته في صراع داخلي  دفع به إلي الخلف عشرات السنين.. و أظن أن خلفية الرجل و خبرته في الديموقراطية العراقية   هي التي عززت من مكانته كمرجع و مؤيد لمن ينادون بالدستور أولا... و يساند ظني هذا أن الغرض الأساسي كان ولا يزال  من إثارة زوبعة الدستور أولا هو الانقلاب ـ في أول اختبار للديموقراطية ــ علي نتائج الاستفتاء ... بل و إلغاء مبدأ وضع الدستور بواسطة لجنة منتخبة من أصله لأن أي انتخاب سواء في سبتمبر القادم أو سبتمبر الذي يليه أو أي سبتمبر آخر سيكشف حجمهم و ربما  أطاح بالمستقبل السياسي لباشاوات الثورة الجدد و( بغبغانات ) الفضائيات و  لا ضامن لهم إلا فرض طابعهم العلماني علي نظام الحكم تحت غطاء فضفاض  يسمونه  الدولة المدنية و إقصاء قوي الشعب الحقيقية التي ارتضت دستورا يقيم دولة وطنية بلا أي تفرقة ديموقراطية حديثة يسمح بتداول السلطة ( كما حدده بيان الأزهر ) و هو ما يعني ألا يفقدوا  ما كانوا يحظون به من  مكانة و مكاسب  في نظام مبارك ...و الطريق معروف و واضح ...وهو  عزل الشعب ( الجاهل المغرر به  ) عن تقرير مصيره و فرض الوصاية عليه ...  و تبد أ اللعبة باختيار لجنة من كل أطياف الشعب ...و من هم أطياف الشعب يا فتي ؟؟؟ خذ عندك و افتح قوس و امتنع عن التعليق  ( أساتذة القانون و طبعا الاساتذة منهم ...و غير الأساتذة....لأ ...و فقهاء الدستور الذين قالوا ( نعم )  بشرط أن يغيروا إلي  (لأ ) ... أيضا ممثلي النقابات ــ  و هل في مصر نقابات  يا ولدي ؟؟؟ــ و الفنانين ...طبعا لا يمكن الاستغناء عمن سيحيون حفلات ( الوضع ) لمواده !!! ... و النوادي ــ تري كم واحد من الأهلي و كم من الزمالك وكم من أندية المظاليم و... هل سيتم تطبيق المادة 18 من نظام الفيفا و هل سيعترض نادي سموحة ؟؟؟ و ..و ... يعني لجنة يحتاج التوافق علي اختيارها ( بالميت ) عدة سنوات  تنتهي بأن ينسي الناس أي كلام عن  الدستورو وسنينه ...  و حتي لو تمكنوا من  وضع د ستور فإنه سيكون بشروط علمانية  مفخخة مواده بتدخل من القوات المسلحة ...أصحاب دعوة الدستور أولا يريدون الزج بالجيش في مستنقع السياسة بعد أن تخلص منها عقب هزيمة 67  و أصبح جيشا محترفا متماسكا وهو الأمر الذي أدي إلي  انحيازه لثورة الشعب  و جنب البلاد دمارا و هلاكا نشاهد مثله في اليمن و ليبيا و سوريا ....أصحاب الدستور أولا يرتكبون خطيئة فادحة بدعوتهم مد الفترة الانتقالية   يظل فيها الجيش متورطا في إدارة البلاد علي حساب وظيفته العسكرية المؤهل لها!!!... و في تناقض غريب عليه أيضا أن يتحمل ــ في صبر بلا حدود ــ ( رزالة ) نقدهم  لأدائه  ...

بقي سؤال

 أثناء مناقشتها في الكونجرس قالت السفيرة المرشحة للسفارة الأمريكية في مصر  أن أمريكا أنفقت 40 مليون دولار لدعم الديموقراطية في مصر و اعتمدت 65 مليونا أخري... هل يفسرانفاق هذا المبلغ الهائل ( هذا بخلاف ما تنفقه أوروبا  ) مانراه من شد الهمة و الشراسة في اشعال الحرائق و إثارة الذعر و إعادة انتاج فزاعة الإخوان المسلمين و المخاوف من شيئ لازال في علم الغيب  باحتمال سيطرتهم  علي الحكم ... إذا كان عند أي واحد تفسير مخالف فإن عليه أن يقدم كشف حساب لهذه الملايين ومن هم الذين انتفعوا بها ؟؟؟؟ ...لا نريد أن نسمع عن جماعات المجتمع المدني و لا عن الغطاء القانوني لعملها و إنما نريد إجابات عن الأهداف و البرامج و الوسائل و القوي المستهدفة و نوع الديموقراطية التي تتوافق مع مصلحة أمريكا و أبناء عمنا يهود بني اسرائيل  ...

هل سنسمع إجابة واضحة  صريحة مفصلة  ...أم ستصم آذاننا صرخات أكبر دويا بحجم 105 مليون دولار... تقول ....الدستور أولا ؟؟؟؟    

June 8, 2011

نحن من يحتاج إلي الضمانة...لا هم

افتح التلفزيون ــ أي تلفزيون ــ يطل عليك من شاشته أفندي ملو هدومه لا تعرف صفته إلا عنما تفخمه الست المذيعة بأنه الخبير و المفكر و الاستراتجي و الفقيه الدستوري  ...والمذيعة (حضرتها )  أستاذه حتي ولو كانت تتلعثم رغم وجود من يلقنها من خلال  سماعة في أذنها ..أما  المشاهدين الغلابة الذين هم نحن نبحلق في الشاشة ... جلوس يستمعون إلي سيل العبارات الغليظة ذات السن المدبب... تثقب آلأذن الشمال ! ! ! و تستقر محشورة في الدماغ ... و إذا حاولنا إخراجها فإنها تثقب الأذن اليمني...و تزيد المعاناة إذا كان في مجلس الفضائية أكثر من نسخة لهذا الفقي الخبير ال ....ال ...عندها فإن   المشاهد يكون قد وقع  في مغرز لا منجاة له منه  ....و عليه العوض في حاسة سمعه ...

فماذا يقولون؟؟؟

الجميع يعزفون نفس النغمة النشاز ...الدستور أولا...والحجج و الأسانيد يسوقونها في عبارات قانونية متقعرة متكعبلة  عن سقوط دستور 71 و عن اعلان دستوري أنشأ وضعا جديدا لا علاقة له بالاستفتاء الذي كان عن عدد محدود من المواد... و الناس الذين صوتوا بنعم  ضحكوا عليهم و سقوهم شيئا أصفرا.... و البعض يصحح فيؤكد أنه شاهدهم رأْي العين  قبل دخول لجان التصويت و هم يسقونهم شيئا أحمرا ... اللف و الدوران لا يخفي ذقن الزمّار فيظهر في النهاية أن ال! ! ! هدف و النية و الغرض  الذي هو أيضا  مرض ...هو ... هو الانقلا ب علي خطة المجلس الأعلي في تسليم السلطة لمجلس نيابي منتخب و رئيس منتخب و دستور تضعه سلطة منتخبة ... و لما كان..و لربما ...  و حيث ــ أكيدا  مؤكدا  ــ أن  المجلس النيابي القادم محجوز للإخوان و حلفائهم من الإسلاميين ... بلا ريب و بلا شك ... لأنهم الفصيل الوحيد الجاهز للانتخابات أما بقية ما يسمي بالقوي السياسية فهي ــ يا ولداه ــ ما زالت في حالة الموت السريري التي استكانت له طوال عهد مبارك التعيس  و ليس معروفا  كم من الشهور و السنين يلزمها حتي تفيق من غيبوبتها ...و كل ما تعرفه أن علي السياسة أن تتجمد و يتوقف الحال حتي حينه .. بل و تجرأ البعض منهم  فأقدم علي إتهام المجلس العسكري بعقد صفقة مع  الإخوان و هي شجاعة دخيلة لم نعهدها فيمن كانوا يترددون ألف مرة فبل  نقد أصغر هلفوت في النظام البائد  .... و الحل المطلوب  بالمفتوح و المِفْتشر و بلا مواربه و لف ودوران هو قطع الطريق  بالحصول علي  تكليف يمكنهم من تفصيل  الدستور  علي مزاجهم العلماني ...ثم يقومون بوضغ لغم هائل بين طيات مواده يسمح للجيش بالانقلاب علي الحياة النيابية في ضمانة يرونها.. إذا... و عندما ...و حالما ....في مصادرة  لحق الشعب إذ وسوست له نفسه و صوت يوما للإسلاميين ...

الله ...الله ...

يريدون ضمانة من نوع ما أرادته مخابرات فرنسا للجزائر عندما انقلبوا علي جبهة الإنقاذ...و النتيجة الكارثية  مئات الألوف من الضحايا و إهدار للثروة و تسلط و فساد و ضياع  في بلد يملك امكانيات الدولة العظمي.

يعيدون علينا شريط الأحداث عندما اجتاحت قائمة حماس نتائج الانتخابات الفلسطينية ... قوبل ذلك برفض من اسرائيل و أبو مازن و أبو قريع و كل من هو  أبو .... مورس معه  كل الأساليب الملتوية و المباشرة  وصل إلي حد القتل و زرع المتفجرات و انتهي بالحرب الخاطفة استولت بعدها حماس علي غزة و أدت إلي انفصال لازال الشعب الفلسطيني حائرا في طريقة فك شفرته ...

 يريدون ضمانة  تعود بنا الي  عهد التخلف الذي عاشته تركيا في ظل علمانية يحرسها الجيش التركي ظلت طوقا يكبلها حتي قيض الله لها أربكان و تلميذه الفتي  أردغان... و بفضل الله يكسرون القيد فتنطلق تركيا لتحتل مكانة تليق بتاريخ إل عثمان ...

و الآن  لا بد من وقفة لنسأل ..

من هو الأحق بطلب الضمانات ؟؟؟

الإسلاميين الذين طوردوا و سجنوا و صودرت أرزاقهم و تعرضوا لكل ألوان القمع و الظلم  ...أم العلمانيين الذين ظل مشروعهم يحكم طوال أكثر من ستين عاما مصبوغا بكل ألوان العالمانية ( اشتراكية أو رأسمالية أو تهريجية أو تهجيصية )   محققا من  فشل إلي فشل و مارست خلاها نخبتهم السابقة و تلاميذها  الحاليين علي اختلاف توجهاتها كل ألوان المساندة و الدعم كذب! ! ! ا و تدليسا ...و لا أستطيع أن ألا أصدق ما هو واضح لكل من يبصر  من أنها استفادت بطريقة أو أخري من فساد عهد مبارك ...هذه النخبة التي تطلب ضمانات  ضد الديموقراطية وتداول السلطة سلميا ـ و هي أساس الدولة المدنية التي صدعونا بها    ــ إنما تطلبها لتظل في الساحة علي طريقة إما أن نحكمكم أو نطربقها علي الرؤوس ...والمعني ... فيها أو أخفيها ....

لا أظن أنهم سينالون ما يسعون إليه ...و لا أظن أن جيش مصرــ عريق الوطنية مسلمين ومسيحيين ــ...الذي اقتحم خط بارليف في العاشر من رمضان وسط صيحات الله أكبر  تدوي بأعلي من هدير المدافع ... لا أظن أنه سيسمح .. لأي فئة مها كانت أن تستدرجه لينقلب علي خيار الشعب  استفتاء   و دستورا يضعه نوابا منتخبين  يحقق استقرارا و تقدما و حرية و عدالة ...وكرامة  ... ولو كرهت العلمانية ...