October 23, 2012

البطيخة ...طلعت قرعة

البطيخة ...طلعت قرعة
بقلم م. محمد أنور رياض
الحقيقة التي يجب أن تظل ماثلة أمام الأبصار لافتة مضيئة معلقة وسط ميادن مصر كلها هي أننا بعثنا للتو من جبانة الفساد الذي قبرنا مبارك فيها ثلاثون عاما حتي تعفن كل شيئ في حياتنا .... ونظرا لما تعرضنا له ــ طوال تلك الفترة البئيسة ــ من سيطرة العشوائية و التخبط و شمولها كل نواحي حياتنا فإن إصلاح الحال قد يستدعي بإلحاح تفكيك هذه الأوضاع ثم إعادة تركيبها ...
و يبقي السؤال حائرا ........... كيف؟؟؟؟
واحدة من أكثر هذه الظواهر تعقيدا ما أفرزته هذه العشوائية من إقطاعيات نخبوية حققت كل منها امتيازات و أوضاعا قانونية و مراكز مالية فرضت حولها سورا من حقول الألغام و فخاخا تهدد كل من يحاول مجرد الاقتراب...
و لنضرب بالمثل الصارخ فيما حدث لأزمة النائب العام
واحدة من المطالب الرئيسية الشعبية الذي رفعتها الثورة في بدايتها هو رحيل النائب العام...و لا أريد أن أردد اتهاما بعينه للرجل إلا أنه من المؤكد أنه كان يعمل ألف حساب لسلطة ولي الأمر المستبد و الفاسد و المتمتع بغباء لا نظير له و لا شك أن بطانته كلها كانت علي شاكلته أو أسوأ فقد استباحوا كل ما عرفته الإنسانية من حقوق ..و قد عاش النائب العام الحالي هذه المرحلة محاميا عاما في نيابة أمن الدولة يأمر باعتقال و حبس المجاهدين ثم إلي أن وصل إلي المنصب الجليل يعمل في تناغم بدون صدام قانوني مع هذا الكيان المتعفن فسادا و قيْحا و هو ما يشير إلي وجود علامة استفهام كبيرة عما فعله و ما كان يجب عليه فعله ضد ما حدث من تغول و اعتداء علي حقوق الشعب بصفته المحامي المدافع عنها ...و كان علي الرجل الرحيل ليس لهذه الاسباب فحسب و إنما للسبب الكبير و الأهم و هو أن لكل زمن رجاله و لكل نظام رؤي و أهداف يلزم لها آليات و حركة تتوافق مع طموحاته ...إلا أن الثوار فشلوا في إقصاء النائب عن موقعه بسب وجود دعم المجلس العسكري ...الطلب لم يغب عن الذاكرة تماما فقد كان ينشط مع كل حكم بالبراءة تصدره المحاكم ضد المتهمين بقتل شهداء الثورة و إحداث العاهات بمصابيها ....
و صلنا إلي المحطة الهامة بصدور حكم البراءة علي أركان نظام مبارك و المتهمين بالتحريض علي قتل الثوار يوم 2و 3 فبراير ما سمي بموقعة الجمل ( و الأصح موقعة البغال و الجمال ) ... كان هناك خوف حقيقي من ثورة هوجاء نتيجة الإحساس بضياع دماء الشهداء هدرا بعد أن استقرت القناعة لدي الثوار أن كل المتهمين و هم رموز الفساد و خصيان حسني مبارك و أغوات زوجته و ابنها قد أجرموا في حق الشعب و أيديهم ملوثة بالدماء و روث الفساد و لم يكن هناك ذرة شك في أن هؤلاء دخلوا السجن إما ليشنقوا أو يقضوا بقية حياتهم متمتعين بالنظر للسماء من خلال القضبان و ثقوب الأسلاك الحديدية وكل ما هو مطلوب من المحكمة هو أن تقوم بتوثيق رغبة الثوار المشروعة في القصاص وشفاء لصدور المكلومين من أولياء الدم.... لذا كانت الصدمة هائلة من صدور حكم البراءة ــ و بحسب القانون ــ أن الحكم هو عنوان الحقيقة حتي لو خالف الحقيقة ( حد فاهم حاجة) ...و المحكمة حكمت بما لديها من أدلة ..و لأن هذه التبريرات و المصطلحات القديمة لم تعد تصلح ــ بعد الثورة ـــ كأحذية توضع في الأفواه لذا كان من الطبيعي أن ينفجر الغضب المكتوم في اتجاه من قدم للمحكمة قضية بأدلة مهلهلة خاصة و أن ظروف تحقيق القضية و ملابساتها عليه الكثير من علامات الاستفهام ... (وفى توضيح أرسله المستشار محمود السبروت الذى انتدب للتحقيق فى موقعة الجمل لقناة النهار قبل أيام قال: بدأنا التحقيقات فى قضية موقعة الجمل بعد أن قطعت النيابة العامة شوطا كبيرا فيها، ورأت بعده لأسباب لم تفصح عنها أن تطلب ندب قضاة تحقيق لاستكمال تحقيق الواقعة، وبعد أن صدر قرار الندب استكملنا التحقيقات) ....وعليه فإن من حق الجميع أن يسأل: لماذا لم يتم انتداب قاضى تحقيقات فى القضية منذ بدايتها؟ ولماذا لم يكملها النائب العام بعد أن قطعت شوطا كبيرا؟
و من هنا تصدر المشهد الطلب الثوري القديم بإقالة النائب العام
الذين حاولوا احتواء الموقف هم ثلاثة من شيوخ القضاء المعروفين بالنزاهة و يشهد لهم تاريخهم أنهم دافعوا عن استقلال القضاء و تصدوا لطغيان سلطة مبارك التنفيذية يوم أن تواري غيرهم في الجحور..و كانت محاولتهم هي في الأساس ترمي إلي الحفاظ علي هيبة القضاء و خروج الرجل بكرامة و لامتصاص غضبة شعب لا يمكن حساب تداعياتها و نتائج صدمتها بعد أن ضاع بقايا الأمل الأخير في القصاص من هذه الوجوه العكرة التي كانت تطل علينا طوال سنين التخلف و القهر في بجاحة و وقاحة و بعد أن تسرب الأمل مع سلسلة من المحاكمات الفاشلة و التي انتهت بالبراءة ...كانت عناصر الأزمة المتناقضة واضحة جلية أمامهم فمنصب النائب العام محصن ضد العزل إلا إذا قررت لجنة قضائية عدم صلاحيته و لا أظن أن هذا الاتجاه كان مطروحا من الأصل ... و كان الحل الآخر هو إصدار تشريع يسمح لرئيس الجمهورية بعزل النائب العام وهو أيضا عمل يرفضه الرئيس نفسه ... و قد كان الحل هو اقناع الرجل بالرحيل وهو ما رضي به ...ثم تراجع ... و كان تراجعه بتحريض من الخفافيش التي خرجت من جحورها مذعورة من وجود نائب عام جديد سيكشف البطحة التي علي رؤوس كثيرة و كبيرة ....بالطبع كان لابد من الصراخ و الولولة رافعين قميص عثمان مخضبا بدماء القضاء المذبوح و هيبتة و استقلاله الذين ضاعوا... و حتي من رفعوا شعار عزل النائب العام أيام الثورة و بعدها و هتفوا و احتشدوا و كتبوا و خطبوا و لطموا الخدود عن حق القصاص الضائع انقلبوا علي أعقابهم و انضموا إلي نظام الولولة و الشجب لمذبحة القضاء الجديدة ...حتي أن عمار علي حسن نشر رأيا غريبا مفاده أن عزل النائب العام حتي و إن كان مطلبا ثوريا إلا أنه يعطي الفرصة للإخوان ليختاروا نائبا عاما مواليا لهم وهما خيار مر (يعني بكل بساطة وجود النائب الحالي بكل ما فيه أفضل من أي نائب يختاره الرئيس الذي ( أساء الاختيار )كما حدث من قبل في اختيار رئيس الجهاز المركذي أو المخابرات أو الرقابة الإدارية أو غيرها ...!!! و لو عايزين تعزلوه و تعينوا نائب جديد لابد من موافقة البرادعي و صباحي و حمزاوي و الإبراشي و لميس الحديدي و ربما عكاشة و أبو حامد ....( انظر كيف تعمي الأحقاد الشخصية العيون عن النظر بموضوعية)
ماذا يعني هذا ؟؟؟
يعني أنه عندما يرتفع الصوت حتي من داخل مؤسسة القضاء نفسها بإلإصلاح و التطوير فإن القوي صاحبة المصلحة تتصدي لذلك و عندها سنري الزند حامي حمي استقلال القضاء يدعو إلي الاستنفار و الحشد و الاستعداد لخوض الحرب ضد العدو ..... و يسعي لطلب المدد و العون من الفنانين و الكتاب و الميديا و لا بأس بو جود عشاق الكاميرا و الميكرفون من أمثال بكري و يحي الجمل و سامح عاشور و هم كلهم جاهزون لأي جنازة فيها لطم ما دامت ضد الإخوان أعداء العلمانية ثم يقف في عنترية ليتوعد بأنه ليس بين القضاة عنان أو طنطاوي (و هو غمز لا أظن أنه يسعد المؤسسة العسكرية )
معني هذا أن الوضع الحالي للسلطة القضائية بأوجاعها التي يعرفها كل القضاة ممنوع الاقتراب منه و يظل علي حاله كأنما لم تقم ثورة و كأنما ليس هناك شعب هو في الأصل من وهب الحصانة للقاضي و منع تعرضه للعزل و الكيد له حتي يخلص ضميره من أي دخل يؤثر علي حكم ــأي حكم ــ في مصير إنسان ...الشعب يؤمن بأن العدالة يجب أن تظل معصوبة العينين ...و المختلف عليه في كل هذا هو أن يشعر المواطن العادي بأن القاضي مواطن مثله يعيش ثورته لا يجب أن يعمل بالسياسة و لا يجب أن يقع في خصومة مع أي قوة سياسية ولا يدفعه أي إنسان مهما كان ليعيش حالة استنفار أو يُستدرج ليعيش حالة العداء للسلطة التشريعية أو التنفيذية لأنه هو المؤهل ليكون حكما بينهما.... و لكن لأنه مواطن يعيش بين أهله و بين الناس آمالهم و آلامهم فإن التصور الطبيعي أن يكون سلوك القاضي الذي يمثل أمامه أي مجرم من فلول النظام الساقط لا يحتاج إلا إلي دليل إدانة ... فإذا وجد أن الأدلة لا تكفي لتحقيق إدانته التي أجمع عليها الشعب و أن حكم البراءة لعدم كفاية الأدلة علي قاتل و فاجر هو ضد قناعته الشخصية قبل أن يكون صاعقا لآمال الشعب و أولياء الدم عندها يكون التنحي مخرجا له ثم يعيد القضية إلي النيابة ليقول لهم أن ( البطيخة طلعت قرعة )
مثال آخر
رفض المحكمة الدستورية العليا كل ماجاء بشأنها في مشروع الدستور
الرفض جاء مكررا نفس المشهد أيام مجلس الشعب عندما حاول أحد النواب السلفيين التقدم بتعديل لقانون المحكمة
مستندا إلي أقوال العديد من شيوخ القضاء ..و بالرغم من أنها كانت مجرد محاولة من النائب لم يتحمس لها أصحاب الأكثرية من الإخوان و كان يهدف بها الحفاظ علي استقلالها و منع تسييسها و ...إلا أن المحكمة بمجرد أن (شمّت ) الخبر بادرت بالإعلان عن انعقاد جمعية عمومية للتنديد بهذا التوجه ....
هذه المرة كان الرفض لما قدمته التأسيسية في مشروع الدستور من مواد متعلقة بالمحكمة من خلال عدسات و ميكروفونات الفضائيات و بعد جمعية عمومية «ستظل فى حالة انعقاد دائم إلى أن يتم تصحيح العوار».
و فيما يلي ما كتبه الدكتور حسن نافعة في هذا الشأن::
لا أظن أن أحداً يجادل فى حق المحكمة الدستورية فى إبداء ما يعن لها من ملاحظات، سواء على المسودة المقترحة للدستور ككل أو بصفة خاصة على الجزء المتعلق بالمحكمة الدستورية، أو فى حقها فى إحاطة الرأى العام علما بوجهة نظرها حول مسألة حساسة كى يكون الشعب على بينة من أمره حين يدعى للاستفتاء على الدستور، أو حتى فى حقها فى التعبير عن استيائها من تجاهل الجمعية التأسيسية لوجهة نظرها. غير أن المحكمة ارتكبت، فى تقديرى، خطأ بالغاً، حين تطوعت بتفسير أسباب ودوافع هذا التجاهل وأرجعته إلى اعتبارات سياسية تتعلق برغبة مبيتة من جانب الجمعية لتصفية حسابات قديمة مع المحكمة بسبب الموقف الذى اتخذته من موضوع عودة مجلس الشعب المنحل.
كما أعتقد أن الخطأ تحول إلى خطيئة كبرى حين اعتبرت الجمعية العمومية للمحكمة نفسها فى حالة انعقاد دائم إلى أن يتم تصحيح ما تعتبره عواراً. وليس لهذا القرار من معنى سوى أن المحكمة تعطى لنفسها حقا لا تملكه وتملى على الجمعية التأسيسية نص ما يتعين أن يتضمنه الدستور متعلقاً بها. ولو أخذنا بهذا المنطق يجب فى هذه الحالة أن نسلم لكل هيئة أو مؤسسة أو جهة بحقها فى أن تملى على الجمعية التأسيسية ما يخصها فى الدستور، وهذا هو العبث بعينه.( انتهي كلام الدكتور نافعة )
و أنا أتوقف عند وجود( اعتبارات سياسية تتعلق برغبة مبيتة من جانب الجمعية لتصفية حسابات قديمة مع المحكمة بسبب الموقف الذى اتخذته من موضوع عودة مجلس الشعب المنحل.) ...و هذا ما يستدعي إلي الذاكرة مسلسل حل مجلس الشعب ابتداء من تهديد الجنزوري للدكتور الكتاتني مرورا بالسرعة غير المبررة للدفع بالقضية متخطية دور قضايا مجمدة من سنين ثم الحكم بانعدام مجلس الشعب كله بدلا من الحكم في بند الثلث التي طلبت محكمة القضاء الإداري الفتوي الدستورية فيه ثم أخيرا هذا الموقف المتحدي و مظاهرة كبار المحامين الدستوريين و الاحتشاد ضد قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب مؤقتا ليملأ الفلراغ التشريعي لتحكم ضده في نفس اليوم مما عرض الرئاسة في أول عهدها للإحراج و هو أيضا ما كرس و أكد سلطة العسكري في التشريع و هو وضع شاذ إلا أنه كان الأفضل لفقهاء الدستورية نكاية في الرئيس المنتخب و البرلمان المنتخب ... هذا المسلسل الذي لم يأخذ في اعتباره قيام 30مليون من شعب المحروسة لأول في تاريخه بالزحف فرحا إلي صناديق الانتخاب ليختار ممثليه بحرية حُرم منها عقودا طويلة ...لم تفلح التحليلات القانونية في تبديد الظنون و الهواجس خاصة و أن واحدة من القضاة كان لها مواقف عديدة من التيار الإسلامي لا تتردد بإعلانه في الفضائيات التي كانت تفسح لها حضورا شبه دائم في استوديوهاتها...و قد كشفت في حديثها مع الصحفي الأمريكي ( ديفيد كيرك باتريك ) معلومات عن علاقتها بالعسكر و هوما أصبح موضع تحقيق إثر بلاغ من النائب محمد العمدة....
اصطلاح تصفية الحسابات يعني ( وجود تار بايت ) و تربص و خصومة مستمرة ...و قد يهبط بالطرفين إلي المستوي المتدني الذي يسمح لهما بكسر كل القواعد الأخلاقية ليفوز أحدهما علي الآخر ...أما في حالتنا هذه فإنه لا يمكن تصور قيام الجمعية التأسيسية و فيها من القامات و رجال مصر بهدم أو الحد من نشاط مؤسسة قضائية عريقة ... و لا أتصور أن في استطاعة أي قوة سياسية أن تدخل في جو من التخاصم مع القضاء كما لايجب أن يقع القضاء في خصومة مع أحد .. و عليهم أن ينأوا بأنفسهم عن مواطن الشبهات و الكل يعلم علم اليقين أن القضاء هو حصن العدالة التي هي أساس الملك ــ قد يخطئ بعض أفراده و يقع في غواية السلطة التنفيذية أو يصبح أسيرا للأضواء و الديكورات فيندلع لسانه ليقع فيما يخالف مقتضيات وظيفة القاضي التي تتسم بالوقار و الاتزان و الحرص علي تجنب الفخاخ الإعلامية و ذلك كله لكي تظل المؤسسة كلها سليمة البنيان تنفي خبثها بنفسها
ظاهرة الإقطاعيات النخبوية تمتد إلي الصحافة و الإعلام وما أدراك ما هما...كما تمتد إلي الأوكار المتحكمة في تداول أنواع الوقود ...و لا يكاد مرفق من مرافق الدولة أن يخلو منها و هي أورام سرطانية لابد من اسئصالها و لكن ...كيف ؟؟؟؟
تعليق قرأته علي الفيسبوك يقول : للقضاء علي الفساد فإنه يتعين علي الرئيس أن يستخدم بخاخ المبيدات للرش من بعيد

September 17, 2012

وأما بنعمة ربك ... فحدث


وأما بنعمة ربك ... فحدث
بقلم :م. محمد أنور رياض
أقدم اعتذاري مقدما لكل من يقرأ هذا المقال الذي أسوق فيه مشهدا من حياتي وذكرياتي ولولا شيخوخة أعيشها أرجو من الله حسن ختامها ... ولولا أن ما بقي من العمر ومن جسد يتداعي تحت وطأة السنين لاستجبت لدواعي الحرج حيث أن ما تعلمناه في أدبيات الإخوان أن يحذف الإنسان من قاموسه لفظ (أنا) ...
في يوليو 1955 تم القبض عليّ ضمن مجموعة الإخوان الذين كانوا يحاولون للمرة الثانية إعادة تنظيم الجماعة بعد هوجة الاعتقالات التي نالت قيادات الصف الأول سنة 1954.. كانت محاولة التجمع الأولي في مارس 1955 وتم اعتقال معظم أفرادها ... كنت وقتها في العشرين من العمر طالبا في السنة الثالثة من كلية الهندسة جامعة القاهرة
المهم
بعد التحقيق والذي منه في السجن الحربي (والجميع يعرف السجن الحربي وماذا يعني هذا الذي منه)
كان علينا أن نمثل أمام المحمة العسكرية وكانت التوصية التي لقنها لنا (سيادة حضرة )الشاويش عبد المقصود حكمدار السجن وأكدها بفاصل من الكرابيج هي : عندما يسألك سيادة اللواء (رئيس المحكمة) ... هل أنت مذنب ترد وتقول مذنب يا فندم ... و إياك أن تنسي كلمة يا فندم ... ولو سألك : هل عندك أقوال أخري فتقول في صوت مختنق وكأنك علي وشك البكاء ... مظلوم يافندم ... ضحكوا علي يافندم ... غرروا بي يا فندم ... و مرة أخري إياك أن تنسي كلمة يا فندم في آخر كل جملة ... ) ... أما إذا لم يسألك إياك ثم إياك أن تخرج نفسا من فمك ...
المحكمة كانت مبني داخل ثكنات الجيش غير بعيدة عن السجن الحربي ... أمامها جلسنا متباعدين في انتظار النداء علينا ... و عندما سمعت إسمي وقفت منتفضا (أفندم) ... قادني عسكري الشرطة العسكرية ... شمال ... يمين ... شمال ... يمين ... قف ... و قفت أمام سيادة اللواء (حتاتة) وعلي أكتافه تلمع الرتبة المميزة وغير بعيد منه جلس ضابط برتبة عقيد يمثل الادعاء العام ولاشيئ آخر علي المنصة وخلفي وعن يميني وشمالي , قاعة خالية إلا من بضعة كراسي لم يجلس عليها منذ فترة طويلة أحد من البشر ... لم أكلف خاطري بالسؤال : هل هذه محكمه ؟؟؟ وفي أي عصر نعيش ؟؟؟ فلم يكن هذا يمثل لنا أي غرابة بعد أن عشنا في السجن الحربي كل ما هو خارج عن المعقول بل ما هو خارج عن كل ما هو انساني ومناقض لفطرة البشر ... ما علينا فقد بدأت المحاكمة
سأل (القاضي )
ــ هل أنت فلان ؟
ــ أيوه ... يا فندم
المدعي العسكري وقف وبدأ يتلو من ورقة أدلة الاتهام عن انضمام الإرهابي (اللي هو أنا) لجماعة إرهابية (اللي هيه الإخوان) غرضهم قلب نظام الحكم (الذي هو معدول والشعب هو المعووج) ... المدعي خلّص وجلس بعد أن أدي دورا مكررا في مسرحية ساقطة ...
سأل (القاضي (
ـــ هييه ... هل أنت مذنب ؟؟؟
ــ لا يا فندم
رفع القاضي رأسه وأطلق نظرة من عينيه اختلط فيها الغضب والدهشة وكثير من المفاجأة ... وأظنني أيضا كنت في حالة من المفاجأة حتي أنني تصورت أن هناك شخصا غيري هو الذي يتكلم ...
تمالك القاضي نفسه وربما دفعه الفضول ليعرف سبب هذه الإجابة والخروج عن المقرر .
رد الشخص الذي هو أنا
ـــ إن ما قاله المدعي عن الإخوان كلام (قاسي) ... الإخوان تمثل بالنسبة لي عقيدة مستقرة في القلب لا يمكن نزعها أو القضاء عليها مهما فعلتم (الإخوان قالوا أنني شتمت المدعي العسكري وهو شرف لا أدّعيه ـــ)
أشار القاضي فصاح عسكري الشرطة العسكرية الذي كان واقفا خلف الرجل الذي يقف أمامه ... و الذي هو أنا ...
ــ للخلف در ... شمال ... يمين ... شمال ... يمين ...
انتهت المحاكمة ... !!!
طوال فترة الاعتقال كانوا يفرضون علينا حالة من الصمت الدائم إلا أننا بإشارات الأيدي ونظرات العيون كنا نقول الكثير ... و لكن بعد المحاكمة الهزلية وما جري فيها وأثناء العودة إلي السجن الحربي أصابتنا جميعا حالة من الصمت فقدنا معها لغة التواصل التي ابتدعناها فتحجرت العيون وتيبست معها الأيدي ... الجميع أدرك أنه قد حدث خرق خطير لتعليمات معالي حضرة الشاويش حكمدار السجن وأن العقاب واقع لا محاله وإن اختلف تصور كل واحد منا عن حجمه ... فقد كان من الوهم والظن العبيط أن يتصورالبعض منا أن المحكمة ستعتبرما قيل ليس إلا دفاعاً مشروعاً ولذا لن تبلّغ به إدارة السجن الحربي ...
علي باب السجن الحربي انتظرتنا كتيبة من الأشد فجرا من حاملي الكرابيج تصحبهم كتيبة أخري من كلاب الوولف المتوحشة ... كنا مكلبشين كل اثنين في كلابش وكان سلم السيارة الخلفي عاليا ضيقا يحتاج إلي التعاون حتي ينزل الأثنين بقدميهما واحدا وراء الآخر إلا أن الكلاب المسعورة تلقفتنا بسيل من الكرابيج تهوي علي الرؤوس والأجساد فتهاوينا ساقطين فوق بعضنا ولا نكاد نلمس الأرض حتي نقوم فزعا وجريا ... ومع التفاوت بيننا في القوة البدنية وسرعة رد الفعل كان علي الأقوي أن يجر أخاه المشترك معه في القيد ومن ورائنا الكلاب الحقيقية والآدمية كلاهما ينهشان في لحمنا وهم يسوقوننا حتي داخل السجن
ثم بدأت الحفلة الكبري التي شملت كل من في السجن فقد كان دستور الحربي الهمجي هو أن العقاب يعم والثواب يخص (لم نشاهد أو نسمع عن هذا الثواب الخيالي) ... كان من الطبيعي أن يحظي بالنصيب الأكبر من هذا الاحتفال نجوم الحدث !!!!
تحت لسع السياط خلعنا ملابسنا كلها حتي ما أمر الله بستره ... علقونا كالذبائح علي عروق من الخشب وظلوا طول الليل يتناوبون الضرب بالكرابيج ... كلما تعبت مجموعة من الكلاب البشرية حلت محلها مجموعة أخري ...
ماذا كنت تقول لنفسك يا أبو رياض ؟؟
هل لمت نفسك وندمت علي ما جلبته لنفسك ولإخوانك وكنت غنيا عنه ... خاصة وأنك كنت تخاطب كراسي القاعة الفارغة و( قاضيا) سيحكم عليك بحكم معد مسبقا فما هي إلا تمثيلية رديئة الإخراج ؟؟؟ فهل كان عليك أن تستفز (المحكمة) بما قلت وأنت تعرف حق المعرفة عاقبة ذلك ؟؟؟
أبدا ... وهل كان حذٌرٌ يغني عن قدر ؟؟؟؟؟؟
إذا بماذا كنت تشعر؟؟؟
شعرت بما كان يشعر به كل الإخوان في مثل هذه المواقف بأن الله قريب ... قريب ... قريب ... و أنه دائما مع المظلوم ... شعور رائع يمد الإنسان بطاقة هائلة علي تحمل الأذي ... و كنت أحدث نفسي بأن كل ماهو كائن سيكون ... و ستصبح هذه الليلة مع الغد جزءً من الماضي ... كان التسليم والتفويض كاملا لله فلم يكن لنا أي حول أو قوة ففزعنا إلي صاحب الحول والقوة ... كان الموت يرفرف بأجنحته حولنا تمنيناه واشتقنا له فأصبح من أعز أمانينا وكنت أتمثل قول المتنبي
كفي بك داءً أن تري الموت شافيا ... و حسب المنايا أن يكن أمانيا
انتهي العرض ...
وعندما وقعت علي الأرض من التعليقة لم أري شيئا فقد فقدت بصري بصورة مؤقتة استمرت لساعات ...
لماذا أسوق هذه الذكري الأليمة ؟؟
لقد عاصرت خمس من الحكام هم الملك فاروق واللواء محمد نجيب ثم جمال عبد الناصر ثم السادات وآخرهم التعيس المتعوس وخايب الرجاء بل أكثرهم غباء حسني مبارك ... تعرض الإخوان خلال حكمهم لكل صنوف التنكيل والتعذيب والإقصاء وإنكار حقوقهم الإنسانية اللهم إلا فترات قليلة كما تفاوتت صنوف الاضطهاد مابين القتل والتصفيات الجسدية إلي مصادرة أسباب الرزق إلي الحرمان من الوظائف القيادية ... إلي ... إلي ... و كان الإخوان يعيشون في خوف دائم ... الشنطة مجهزة وموضوعة في غرفة النوم في انتظار زائر الليل البغيض ... محنة الإخوان الأولي كانت في عهد فاروق والذي تم فيها إغتيال سيد شهداء هذا العصر حسن البنا وكان أكثر العهود ظلامية وشراسة هما عهد ي عبد الناصر ومبارك وهما الأطول زمنا والأكثر تنوعا واستخداما لكل أنواع أسلحة البطش والتنكيل إلا أنه بقدر من الله وأمره قامت ثورة 25 يناير بإرادة ربانية وتوالت أحداثها في صورة معجزات تحرسها عناية إلاهية من الانحراف عن غاياتها ... ولا زلت أشاهد في انبهار ما يخبئه القدرلنا يوما بعد يوم
أما المعجزة العظيمة فهو أن أري بعد 57 عاما صدي ما قلته في محكمة لم يسمعني فيه إلا الكراسي وقاض حكم علي قبل أن يراني ومدعي عام (ببغاء) يردد ما لقنوه له ...
ما قلته هو ما كان يجيش في صدورنا جميعا كإخوان تناقلته أجيال بعدنا رفعوا الراية وأراد الله لهم نصرا كانوا علي موعد معه (حتي إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ... يوسف 110) ...
لقد قضي أغلب الإخوان من جيل 54 و55 نحبهم دون أن يثلج الله قلوبهم برؤية مشاهد ثورة 25 يناير وصعود نجم الإخوان ليصبحوا الرقم الأصعب في منطقة الشرق الأوسط ... ولازال العديد من إخواني الذي أسعدهم الله بما سعدت به أحياء وهم قلة أطال الله في عمرهم وأحسن الله ختامهم أذكر منهم ليس على سبيل الحصر ولكن علي سبيل تذكر نعم الله وفضله علينا راجيا ومتوسلا من جمهور الجماعة وغيرهم ألا يضنوا علينا من دعائهم ... وهم أخي وأستاذي ومرشدي الأستاذ عاكف الذي طالما ختمت القرآن معه تسميعا اثناء اعتقالنا في الواحات ... و أطال الله عمره أخي وقائدي نائب المرشد الدكتور رشاد البيومي وأخي وحبيبي وزميل الزنزانه الحاج طلعت الشناوي والمجاهد صاحب المختار الإسلامي شفاه الله أخي حسين عاشور والدكتور المهندس الأديب عبد الفتاح الحسيني المقيم في أمريكا ... ثم أخي الخلوق إبراهيم منير الذي كان ــ بالاتفاق مع السجان ــ يتولي إغلاق الزنازين علينا فيحبسنا فيها حتي صباح اليوم التالي ليكون وجهه السمح آخر ما نراه مساءً وأول ما نراه صباحاً ... و غيرهم ...
والدعاء موصول إن شاء الله لمن سبقونا من إخواننا إلي دار الحق ممن قضوا في السجون وخارجها وقد سبقهم قدر الله فلم يشهدوا هذه الأيام الفاصلة في تاريخ المشروع الإسلامي الذي نادي به البنا منذ أكثر من ثمانين عاما ...
لعل أن يكون ما ذكرته من باب فأما بنعمة ربك فحدث ... وأعوذ بربي من الدّخَل ... ثم ...
أكرر اعتذاري ...

August 25, 2012

مــاذا لــــو ..!


مــاذا لــــــــــــــــو ..!
بقلم: م. محمد أنور رياض
ثورة 25 يناير كان من الممكن أن تنتهي نهاية مختلفة... كان من الممكن أن يكون حسني مبارك الآن ناعمًا في أحد القصور الخليجية بدلاً من رقوده في عيادة سجن طره الرطبة الموحشة فقد كان لديه الوقت للهرب من مصيره مثلما فعل زين الهاربين بن علي ولكن إرادة الله شلّت إرادته لينتهي به إلى مصير لا يشفي غليل ملايين البشر فقد نال كل واحد منهم نصيبًا من ضرر فساده وغباوته.
وبالمثل كان من الممكن أن يكون نجليه وأمهما الآن أحرارًا يتجولون بين عواصم الغرب يستنفرون مخابراتهم ويقودون مؤامرات الثورة المضادة بالتواصل مع فلولهم في الداخل ولكن تدبير الله الغالب أعمى أبصارهم ليقعوا أسرى في سجون الثوار ويحال بينهم وبين ما نهبوه من ثروات... وتجلت التدابير الربانية في تتابع، كلما ذلل الله أمام الثوار عقبة بعد الأخرى، وكلما نجّا الله الثورة من كيد أرادوه لها انعكس عليهم إحباطًا وانسدادًا لباب من أبواب الأمل، وكان آخر الاحباطات لهم هو سقوط حكم العسكر ورجوع القوات المسلحة إلى شعبها والفشل المهين لدعاة الفتنة يوم 24 أغسطس.
وكان من الممكن أن يكون الآن أحمد عز وصفوت الشريف وسرور وزكريا عزمي وكل أزلام مبارك خارج الحدود وفي تواصل حر مع صبيانهم وأتباعهم يحركونهم بالموبايلات ويستحثونهم بالرشاوى لمواصلة إفساداتهم والتحريض على تنكيد حياة المصريين دفعًا نحو كراهية الثورة والثوار إلا أنهم تعلقوا بالحبال (الدايبة) في حكم يتداعى، ووقعوا في ما سبق من علم الله أن هؤلاء سيقعون في وهم أنه لا زال الوقت مبكرًا على تشغيل مواتير طائراتهم الخاصة الجاثمة في المطار وأن زمن القول يا (فكيك) لم يأت بعد ليجنوا في النهاية ما يستحقونه عقابًا على شر أعمالهم.
وكان من الممكن أن تنتهي الثورة يوم موقعة الجمل بسحق الثوار ونصب المشانق في ميدان التحرير ليتدلى من حبالها أعناق الآلاف ممن خرجوا أملاً في إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة ولكن قدر الله الذي سبق في أن تظل هذه الهامات مرفوعة تواصل جهادها وسعيها نحو إقامة مجتمع الحرية والعدالة في ظل الشريعة السمحة.
ماذا لو:
ماذا لو أن الإخوان لم يتخذوا قرارهم الهائل بدخول سباق الرئاسة الذي أقروه في لحظة عبقرية وسط معارضة عنيدة من ما يقرب من نصف أعضاء شورى الجماعة بسبب ما لديهم من تخوفات وأسباب حقيقية بتأجيل هذه الخطوة، ألم يكن ذلك كفيل بفتح الطريق أمام صبي مبارك المدعو شفيق لينتكس بالثورة إلى عهود الفساد والاستبداد؟
كان من الممكن ألا يتخذ الإخوان قرارهم التاريخي بدخول انتخابات الرئاسة بعد تردد ومتجاوزين عهدًا قطعوه عل أنفسهم في أول أيام الثورة بأنهم لن يدخلوا سباق الرئاسة مما عرضهم لحملة ضارية من العواء والولولة بأنهم رجعوا في كلامهم وطماعون يسعون إلى التكويش والاستحواذ وكأن ذلك عورة وعيب و(كٌخُّة) وليس منهجًا عالميًّا يمارسه كل من يعمل بالسياسة يسعى لامتلاك السلطة التي سينفذ بها برنامجه وفي سبيل ذلك عليه مراجعة قراراته كل حين عندما تتغير المعطيات... لقد اتخذ الإخوان قرارهم بعد مداولات استمرت ما يقرب من الشهر ضيع عليهم وقتًا ثمينًا لدخولهم الحملة الانتخابية متأخرين عن منافسين بدأوا قبلهم بسنة وأكثر وسط قصف إعلامي استخدم فيه أبالسة الفضائيات كل ما يملكون من خبرات الخداع والتدليس وقلة الأدب والتطاول علي شخصية أكاديمية لها مكانتها العلمية ومجاهد ترك الدنيا ومغرياتها أثناء دراسته في أمريكا وعاد لبلده وأهله لينتظم مع إخوانه من قادة الجماعة فيما نذروا حياتهم له من مقاومة الفساد والسعي لتحقيق المشروع الإسلامي وتكريس معاني العبودية لله التي ينال بها الإنسان سعادة الدنيا والآخرة.. لم يتركوا فاحشة إلا و نعتوه بها، واحد بحمالات يأتي بنموذج لإطار سيارة في برنامجه التلفزيوني الذي يخصصه في الهجوم على (الاستبن الاحتياطي)، وآخر يقول في تأفف (ليس له كاريزما) وغيره يطالب كل من ينتخبه أن يعصر على نفسه ليمونة، و(الثوري) المحايد منهم يقول وقعنا في فخ الاختيار بين السيئ والأسوأ والحقيقة أنه اختار برضى وسماحة وفي السر جانب الثورة المضادة عداء وحقدًا على الإسلاميين.
سارت هذه الدعايات السوداء كالنار تحصد من شعبيته الإخوان خاصة بما صاحبها من محاولات اغتيال إنجازات مجلس الشعب، وكان على ماكينة الإخوان الانتخابية أن تعمل بكل طاقاتها (حتى إنها دخّنت) لتواجه هذا القصف الإعلامي العاتي الذي اصطفت خلفه أجهزة الدولة العميقة وحرامية الحزب البائد (من ضمن المفتريات التي أطلقها عكاشة ال.... ال.... ال.....(وأترك الفراغات لقضاء مصر ليقول قولاً فصلاً فيها) يدعي استهبالاً أن مريضة بصحبة والدها ذهبت إلى عيادة الدكتور مرسي ورجعت دون علاج لأن مرسي يتقاضى ثلاثمائة جنيه مقابلاً للكشف)، وهي نكتة سوداء الغريب أن صدقها كثير من البسطاء الذين (اعتادوا) عدم استخدام العقل في التفكير.

ماذا لو:
ماذا لو استجاب مرسي بالانسحاب من جولة الإعادة استجابة للضغوط الهائلة التي تعرض لها من ساسة النفاق والانتهازية (جماعة تقول إنه لا أمل لك أمام مرشح العسكر مقدمين تبريرًا ساذجًا بأن الانسحاب سيفقد شفيق الغطاء الشرعي في حين أنه كان لا يعنيه إلا الوصول إلى الكرسي حتى ولو (بلبوصًا)، وأخرى تقترح في مراهقة سياسية بالتنازل لصباحي القادم راكبًا فرسه الأبيض وهو الوحيد المؤهل كي يطيح برأس شفيق بضربة واحدة وهو يصيح ثكلتك أمك. وكأنما ليس هو الصباحي الذي فشل في عمل حزب أو جريدة والذي سار في ركب الإخوان على الدوام طلبًا للشهرة وسط وجودهم الجماهيري ولولا تحالفه معهم ما تخطى أحد من حزب الكرامة عتبة مجلس الشعب اللهم إلا .....؛ ثم قوى سياسية (المفروض أنها ثورية) تقدم قائمة بشروط تعجيزية لتأييد من يستجيب لها من كلا المرشحين مساوية بذلك بين ابن الثورة وعدوها في خطوة مكشوفة (نص كم) لتبرير انحيازها ضد كل ما هو إسلامي حتى ولو كان مجرم موقعة الجمل وقاتل الثوار.

ماذا لو أن مرسي استجاب لابتزازهم وضعف أمام تيئيسهم له ورفع الراية البيضاء ... ألم يكن ذلك كفيلاً بتسليم البلد على طبق من فضة لمن يعتبر مبارك هو مثله الأعلى ولا يرعى في شعبه إلاً ولا ذمة.

ثم:
ثم تجري الانتخابات ليجمع مرسي أصواتًا أكثر وتعلن حملته النتائج فتنزل كالصاعقة على كل من كان يتوقع العكس وتصيب بالارتباك معسكر شفيق وكل من راهن عليه، وفي اليوم بعد التالي ينشر الأهرام وقناة الحياة لصاحبها السيد البدوي (الوفدي) نفس النتائج ليستمر الارتباك والتخبط، وفجأة يختفي ما أعلنوه في فضائياتهم وصحف (صفوت الشريف) لتبدأ حملة منظمة من التشكيك شارك فيها الشيوعيون والعلمانيون بضراوة في إشارة لوجود سيناريو للتزوير دعمتها إشاعات بمساندة رسمية وتوجه الحرس الجمهوري إلى مقر شفيق تمهيدًا لإعلانه فائزً، فماذا لو كان هذا الكابوس قد تحقق؟

وأخيرًا:
لو أن أي (لو) مما سبق تحققت لعادت مصر ليس إلى عهد من الظلام الأسود فحسب بل ولدخلت في غيبوبة أبدية.. ولكنها إرادة الله التي تدفع بهذه الثورة منذ يومها الأول على طريقها تحرسها عنايته سبحانه التي تتجلى في وضوح كلما تعرضت مسيرتها لأزمة أو محاولة للانحراف بها عن أهدافها.
لم يقدم الشاطر ولا مرسي أنفسهم كمرشحين للرياسة كما فعل غيرهم، وإنما من قدمهم ورشحهم هو شورى الجماعة (الشورى المباركة)، الإخوان تتبع مبدأ (طالب الولاية لا يُولّي)، المناصب مواقع خدمة من يشغلها يعتبرها غرامة وابتلاء لا منافع فيها إلا منفعة رضا الرب إن أدّاها بحقها.. فلا عجب ولا غرابة إذا رأيتم الرجل يسدد رميته على هدفه فتصيبه في مقتل، فهو لا يرمي إلا بإرادة ربانية.
وستظل مسيرته- إن شاء الله- محروسة بدعوات الملايين وهو سلاح لو تعلمون عظيم.
أذكر في بداية الثورة أنني قلت لأحد قادتنا إن التحدي الحقيقي هو إخراج العسكر من المشهد السياسي، فأطرق قليلاً ثم قال في حيرة: وكيف يتم ذلك؟؟؟ الإجابة جاءت بعد حوالي عشرين شهرًا؛ في غاية النعومة والهدوء.

فعلها مرسي؛ فاللهم أيد عبدك الصالح حامل القرآن مرسي ، اللهم ثبت أقدامه، اللهم سدد رميته، اللهم أره الحق حقًّا وارزقه اتباعه، وأره الباطل باطلاً وارزقه اجتنابه، اللهم لا تفتنه عن دينه واجعله نصيرًا لكل مظلوم، اللهم أجرِ الخير نهرًا فيّاضًا على يديه، اللهم اخذل كل من يعاديه حسدًا وحقدًا وغلاً ونسألك أن ترد كيدهم وتآمرهم إلى نحورهم، اللهم عليك بالمنافقين وأعداء الشريعة وعملاء الصهاينة ومخابرات الغرب، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونسألك أن تمكر بهم فأنت خير الماكرين وأنت أسرع الماكرين, ونسألك أن تجعل تدميرهم في تدبيرهم، اللهم إنا نسألك أن تخذل إعلام الهمازين المشائين بنميم ناهشي الأعراض آكلي لحم الموتي اغتيابًا وتشهيرًا الذين أهدروا فضيلة الحلال وركبوا موجات الكذب والفجور، الذين باعوا دينهم وآخرتهم بنفايات من غسيل الأموال فصاروا خدمًا وأغواتًا لدى ملاك الفضائيات، اللهم إنا نسألك أن تهدي أقوامًا غُيّبت عقولهم عقودًا وأن تزيل الغشاوة عن أبصار عاشت سنين القهر والظلام فوهنت بصيرتها وأصاب الشلل مداركها فأصبحت فريسة سهلة لدعاة الفتنة وخبثاء الثورة المضادة ومروجي الضلال من أكاذيب وإشاعات.

May 5, 2012

كمين إعلامي


كمين إعلامي

الحرب الإعلامية هي حرب  أشد ضراوة من  قتال النار و الدمار ... هي حرب علي الآذان و الأبصار و العقول  و هي أمرّ من السحر  تستخدم نفس  أساليبها  و وسائلها  من القصف الثقيل إلي  زرع الألغام  إلي نصب الكمائن ....  و الإعلام المصري منذ نشأته في بداية  ثورة  52  كان هو الجبهة الأمامية سواء في  الهجوم  أو الدفاع عن نظلم عبد الناصر و لعل العواجيز من أهل مصر يذكرون صوت العرب  و مذيعه الشهير أحمد سعيد و ممارسات فشره اثناء هزيمة 67  ...عبد الناصر الذي انحاز فكريا للاشتراكية المتخاصمة مع  الإسلام السياسي  وجد في  الشيوعيين سندا جاهزا فسلمهم  أبواق الإعلام من صحافة و إذاعة و تلفزيون  كتّابا و رسامين و قصصاين و سينارست للمسلسلات  و أدباء و فنانين و كان من الطبيعي أن يجري إقصاء أي توجه إسلامي عن هذا المجال و لعل هذا كان فيه بعض الخير إذ دفعهم  للتواصل وجها لوجه مع أفراد الشعب تعويضا  عما فقدوه  إلا أن إقصاءهم عن مجال الإعلام ترك فراغا كان معوقا و لا شك في نشر الدعوة الإسلامية و رغم ذلك  كان محدود الأثر و خاصة في فترة ما قبل قبل الثورة نظرا لعجز إعلام  الشريف و الفقي عن تغطية عورات نظام مبارك و فساده ...إلا أنه بعد الثورة  ودخول عمليات غسيل الأموال  و وجود أطقم إعلامية احترفت التدليس و النميمة و الوقيعة و لديها الاستعداد لبيع آخرتها بحفنة من الملايين  أحدثت تحولا     هائلا و  تغولا للعلمانية كي تسيطر    و توجه سمومها ....لمن ؟؟؟ ...للعدو ؟؟؟ .. فمن هو العدو ؟؟؟؟
ـــ المفسدون ؟؟؟ ...أبدا
ـــ المرتشون  ؟؟؟...عيب
ـــ الذين أفسدوها و نهبوها و خربوها و قعدوا علي تلها ؟؟؟؟ .... لا ...هؤلاء حبايبنا
ـــ النخبة المدلسة التي كرست الغيبوبة و تنويم الشعب و أخفت الحقائق  و زيفت الحقائق ... يا عم هؤلاء هم رأس حربتنا و طليعتنا  فهل يقتل القائد فرساننه ؟؟؟؟
العدو ... هو العدو الدائم ...الحرب بيننا و بينهم حرب وجود لا حرب حدود ...حرب إبادة تبدأ بالعزل و الإقصاء
و لنبدأ ببيان بعض طرق إعلان التعبئة الإعلامية الشاملة
ألكمين الإعلامي  
ـــ يُستدرج الضيف ( الزبون ) إلي برنامج حواري ( من التوك شو )  ... الكمين  عبارة عن مذيعة متبرجة  و متمكيجة  بكل ألوان الطيف تخفي تحت جلدها حية رقطاء ... تستخدم زوايا العيون  و الاشارات  مع استحضار  ما أوتيت  من تدريب ابليسشي  و خبرات شيطانية .. تضع السماعة في أذنها تتلقي التلقين  و التوجيه من الكنترول ....قولي ... غلْوِشي ... اقطعي عليه الحديث ... شتتي فكره ... انقلي بسرعة علي الكماشة المكونة من ثلاثة  من عتاة المدلسين   الأفاكين متسولي الفضائيات ممن اتخذوا من القدح في الإسلام السياسي سبوبة واسترزاقا ... الزبون يجد نفسه محاصرا يتناوبه الأربعة تشقيطا و هجوما و استجوابا مما يضعه دائما في دائرة الاتهام يضيع صوته و تخفت حجته وسط هذه العاصفة من التضليل ...هذا الكمين لا ينجو منه إلا ذوي البأس و ممن اعتاد عليه و هم للأسف قلة من الإسلاميين
ـــ  استدعاء المداخلات السابق ترتيبها  و توضيبها ... حينها و بإشارة من المتبرجة ( أو المتبرج  لا فرق ) تنهال المكالمات  من سيد من الوايلي   و عربي من الصعيد و سلامه  من المحلة و طارق  من شبرا ... تنوع جغرافي.... و الله العليم أنهم  كلهم يتصلون  من الاستوديو المجاور    و الهجوم مبرمج و الأدوار موزعة ... كل واحد عليه بند يهاجم في حتة..و لزيادة سبك الكذبة يدخل واحد يدافع في حنيّة أقرب منها إلي الإدانة ....
ـــ  تكرار الكذبة  و جعل السؤال حولها محورا دائما للحديث ... اتهام مستمر ... وكلما زاد الدفاع ضدها حرارة ... كلما زاد الـإصرار   علي الاكاذيب ضراوة
ـــ الإخوان عاوزين دولة دينية و يريدون تطبيق الشريعة .. شريعة البشير و اللاّ ملالي إيران واللاّ شريعة بن لادن
ــ الإخوان سرقوا الثورة ... الإخوان تركوا الميدان ... الإخوان عقدوا صفقة مع العسكر ... الإخوان كوشوا علي كل شيئ ... ياناس يا ضلالية .. لا سرقنا ولا نهبنا و لا استغلينا النفوذ و لا أمسكنا بسلطة  ... لا وزير و لا محافظ و لا رئيس مدينة  و لا  حتي غفير في كفر  
....حتي مجلس حقوق الإنسان  و مجلس النسوان استبعدونا منهما... و أخيرا وليس آخرا نحن انتخبناهم فماذا فعلوا ؟؟؟... حملونا خطايا  غيرنا  و لبسونا أزمات افتعلوها  صدروها  لنا  ... و عندما قلنا أن هذا اتهام ظالم لأن البرلما ن مقيد  و منزوع الصلاحية التنفيذية .. و حتي دوره في المراقبة و السؤال  تجاهلوه في عتو ... و الوزارة الفاشلة هي المسؤلة ... دعونا نشكل الحكومة ثم حاسبونا عندها يقولون اصبروا لأن الباقي من عمر الحكومة قليل ... نقول  لماذا تكيلوا بالمكيالين  نصبر علي حكومة تحرق البلد و تسارعون باتهامنا بأننا لم نفعل شيئا في حين  أن العدل هو الصبر علينا أيضا  حتي يرحل جار السوء  و ُيسند إلينا تشكل الحكومة  طبقا لاستحقاق الأعراف الرلمانية .... العجيب  أن الأبواق تردد  نفس الكلام و يعزف نفس الحن النشاز
ـــ الإعلام لعب دورا مشبوها في حرق رمزية ميدان التحري باعتباره رمزا لتوحُّد كل أطياف الشعب و باعتباره رمزا للصدق  و انكار الذات ... لعب الإعلام في أدمغة شباب الثورة  و ملأ بعضهم غرورا  فتنادوا بالنزول إلي الميدان عمال علي بطال حتي ترسخ لدي العامة احساس بأن ( المليونيات )لا تسعي إلا إلي وقف الحال ليصبح  الميدان في النهاية  مرتعا للمنحرفين و الباعة الجائلين تتناثر في أنحائه خيام قبيحة المنظر مهلهلة متنافرة الهيئة و الألوان
 ومن أجمل ما قرأت في هذا الموضوع المكقال التالي

الذباب الإعلامي
 بقلم أحمد زهران
تعجب لوسائل الإعلام في مصر سواء كانت سمعية بصرية  أو مقروءة  فهي لا تكف عن تشويه كل ما هو  إسلامي خاصة ما يرتبط منه بالمشهد السياسي الحاضر  و يكفيك أن تقرأ الصفحات الأولي من الصحف و المجلات و المواقع المصرية  أو من خلال محتوي الافتتاحيات و المقالات  و المتابعات سواء أكانت صحفية أو أكاديمية لتقف  علي حجم التشويه اللامحدود الذي يتعرض له الإسلام  و الإسلاميون  و مشروعهم الحضاري علي وجه التحديد
و لو ذهبت  تبحث عن السبب فسيهواك أن تعرف أن سيطرة اللوبيات الإعلامية الموجهة من الخارج أو صاحبة المصلحة الخاصة  و التي تتصادم مع الثورة المصرية و التي تحمل  في صدرها كراهية كبيرة للإسلام السياسي  و مشروعه الحضاري  علي رأس هذه الأسباب لأن من يقودون زمام هذا التنشويه مصنوعون بعناية خارجية و مساسون بسياسة النظام البائد و خاضعون لأذناب نظام المخلوع  بحمده يسبحون  ومن فضل أمواله يأكلون فمن الطبعي أن يكونوا له موالين
و للأسف فقد أصبح الشاذ الآن في الإعلام المصري ــ الرسمي و الخاص ــ أن تجد أن بعض المتابعات  المنصفة و القليلة  لما يحدث علي الساحة المصرية بينما أكثر الإعلاميين يبحثون عن الشبهات و يقيمون كيانهم علي أعراض الناس و يقتاتون من لحومهم في الليل والنهار و هؤلاء ــ كما يقول جاسم مهلهل في كتابة للدعاة فقط ـــ ( إنما يمثلون دور الذباب في حياة البشر الذي يحوم باحثا عن القيح الناتج عن الأجزاء المريضة في الجسم التي هي من خواص الجسد و هذا الصنف من البشر ما دام هذا همه فسيجد ما يقتات به حقيقة أو افتعالا )
فكثير من الإعلاميين الآن ( مثل الذباب لا يقع إلا علي الجرح ) بعض الناس لا تراه إلا منتقدا دائما ينسي حسنات الطوائف  و الأجناس  و الأشخاص و يذكر مثالبهم فهو مثل الذباب يترك موضع البرء و السلامة و يقع علي الجرح و الأذي و هذا من رداءة النفوس و فساد المزاج )
يقول الشاعر
شر الوري من يعيب الناس مشتغلا        مثل الذباب يراعي موضع العللا
قال الإمام الزهري ( رحمه الله تعالي ) حدثني عروة أن المسور بن مخرمة أخبره أنه وفد علي معاوية أمير المؤمنين رضي الله تعالي عنه ــ فقضي معاوية حاجه المسور ثم خلا به فقال يا مسور ما فعل طعنك علي الأئمة ؟ قال دعنا من هذا و أحسن فقال معاوية لا والله لتكلمني بذات نفسك بالذي تعيب علي ( يطلب منه معاوية أن يذكر له ما يعيب عليه ) فقال المسور : فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلا بينت له فقال معاويةــ رضي الله عنه ــ لا أبرأ من الذنب ( لا أنكر الذنب ) فهل تعد لنا يا مسور ما نلي من إصلاح في أمر العامة فإن الحسنة بعشر أمثالها أم تعد الذنوب و تترك المحاسن ؟ ( يطلب منه معاوية أن يذكر محاسنه كما ذكر عيوبه ) فماذا قال المسور ؟
فقال المسور ما تُذكر إلا الذنوب فقال معاوية فإنا نعترف لك بكل ذنب أذنبناه فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشي بأن تَهلك إن لم تُغفر ؟ قال نعم قال فما يجعلك برجاء المغفرة أحق مني ؟ ( هنا يقرر معاوية بأن لكل إنسان أخطاء ..و كل إنسان يرجو غفرانها )
ثم قال معاوية فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي ولكن و الله لا أخير بين أمرين بين الله وبين غيره إلا اخترت الله علي ما سواه و إني علي دين يقبل فيه العمل و يجزي فيه بالحسنات ويجزي فيه بالذنوب  إلا أن يعفو الله عنها قال المسور فخصمني قال عروة فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلي عليه
فهل هؤلاء الرجال الذين اختاروا رضا الله علي ما سواه و الذين يتصدون للفساد يريدون تطبيق مشروعهم الإسلامي الحضاري ليس فيهم خير أف لكم و ألف أف يا أيها الإعلاميون
إن ما يقوم به الإعلاميون الآن من اصطياد لأخطاء الإسلاميين صغرت أم كبرت و الإعراض كلية عن حسناتهم و محاسنهم و ايجابياتهم يسهم بشكل أو بآخر في إيجاد التقاطع  و التدابر بين الشعب المصري لأن ذلك يعد مرتعا خصبا و ميدانا فسيحا للشيطان فقد روي الإمام مسلم في صحيحه أن النبي ( صلي الله عليه وسلم )  قال إن الشيطان قد يأس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب  و لكنه لم ييأس من التحريش بهم
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية ( من العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ و الاحتراز من أكل الحرام و الظلم والزنا و السرقة و شرب الخمر ومن النظر المحرم و غيرها و يصعب عليه التحفظ من حركة لسانه و كم نري من رجل متورع عن الفحش و الظلم و لسانه يفري في أعراض الأحياء و الأموات و لا يبالي ما يقول )
كانت أمام الإعلاميين فرصتان فرصة لأن يكونوا كالنحلة و أخري لأن يكونوا كالذباب فالنحلة تقع علي الطيب و تتجاوز الخبيث فتخرج من الورد العسل أما الذباب فيتتبع الجروح فلا يقع إلا علي كل قبيح وقذر ...

انتخابيات
 ــ  تم التعامل مع  جنسية والدة الشيخ حازم أبو اسماعيل بأسلوب المخابرات ....الرجل ظل يعلن أنه مرشح للرياسة لمدة أكثر من عام  و ليس هناك شك في أن كل مخابرات الدنيا تعلم  أدق التفاصيل عن أسرته  و لكنها احتفظت بما تملكه من معلومات  إلي آخر لحظة لتفجر المفاجأة .... كمين مخابراتي ...

ــ  بعض التحليلات تقول أن  دخول أحمد شفيق سباق الرياسة سيكون علي حساب الأصوات المؤيدة لعمرو موسي يعني تفتيت أصوات الفلول  وهذا يصب في مصلحة المرشحين الآخرين و فاتهم أنه من الممكن أن تكون الإعادة بين شفيق و عمرو موسي ...إذا حدثت في الأمور أمور ...ممكن؟؟؟؟

ملحوظة كبيرة جدا
عندما يصل هذا المقال إلي يد القارئ ـــ  بعد شهر تقريبا ـــ  ستكون الأحداث التالية هي التي تتصدر المشهد
ـــ صدور حكم الدستورية في حل مجلس الشعب و الشوري و اجهاض أروع ما أنجزته ثورة 25 يناير  و إصابة 37 مليون ناخب بالإحباط نتيجة ضياع أصواتهم هباء بلا ذنب جنوه سوي أن المجلس العسكري أصدر قانونا معيبا للانتخابات     ...كم مرة عاقبوا هذا الشعب لقيامه بثورة ضد نظام مبارك ؟؟؟؟
ـــ الجنزوري لا زال علي قلبها أو علي تلّها  رغم رفض مجلس الشعب لحكومته  وهذا طبيعي لأن الحاكم لابد أنى يتسم بالعناد ( فينك يا دكتور مبارك )
ــــ مصير التأسيسية و الدستور ــ أيضا ـــ في علم الغيب
ـــ يعني البلد بلا برلمان و لا دستور و لا رئيس
لك الله يا مصر... أسأل الله أن يخلف ظني ... 

March 19, 2012


مسمار الشوري المتين

 م. محمد أنور رياض

تعلمت من الهندسة أن أهم جزء في أي ماكينة هو المسمار القلاووظ و الصامولة .... المعروف أن أي آلة أو ماكينة  إنما هي عبارة عن قطع  مصنعة مفككة ثم يتم تجميعها و تربيطها  يكون المسمار و الصامولة هو  العنصر الفعال في تماسكها... و بالتالي قوة أداءها و ثباته ... و عند حدوث أي تآكل أو تراخي في قوة الربط  تصبح الماكينة عرضة للتوقف عن العمل أو التلف  و قد يحدث ذلك الخلل نتيجة ضعف واحد من المسامير أو أكثر في غياب من المتابعة أو الإهمال  إذ أن الوضع الأمثل للصيانة  هو التغيير المستمر لكل مسمار  يبدو عليه أول عليه علامات من عدم الصلاحية  اتباعا لمبدأ الوقاية خير من العلاج    .... و في الهندسة المدنية أيضا  فإن البنيان المتماسك هو الذي تتوفر له جودة كل مواد البناء ( اللبنات<الطوب> و الأسمنت... الزلط ... الرمل  و الحديد ) و أي عدم صلاحية لأي من هذه العناصر يعرضه مع الزمن للإنهيار و لذلك كان الحديث الشريف الذي يصف المسلمين  بأنهم  يشد بعضه بعضا كالبنيان المرصوص و هو شأن عام  يجب أن يشعر به المسلم تجاه أخيه المسلم في شتي بقاع الأرض و يزداد هذا الشعور خصوصية في حالة  قيام أي جماعة  من المسلمين تريد أن تحمل هما أكبر ومشروعا طموحا تتصدي به دفاعا عن جموع المسلمين فإن عليها ألا تكون كالبنيان يشد بعضه بعضا  فحسب  و إنما  تكون أيضا كالماكينة جيدة الترابط  إذ أن البنيان من شأنه الرسوخ و الثبات أما الماكينة فمن شأنها الدوران والحركة و الدفع نحو الأفضل و من هنا كانت أهمية المسمار القلاوظ و الصامولة للحفاظ عل كيان هذه الجماعة
ندخل في الموضوع
لا أريد أن أتكلم عن بنيان جماعة الإخوان المرصوص الذي أبدعته عبقرية حسن البنا  سيد شهداء هذا العصر و مؤسسها الأول و الوحيد  (إذ ليس في أدبيات الإخوان ما يسمي بالمجدد أو بالمؤسس الثاني  ) و هو بناء يقوم علي قواعد من الأُسر و ينتهي في قمة الهرم بمكتب الإرشاد وعناصره تعتمد علي جودة وصفات الفرد المسلم و كلها أوصاف يكون أعلاها عند تكامل الشخصية في بعديها  الروحي و المادي الذي يتمثل في تقوي الله و حسن عبادته  والإخلاص له في السر و العلن و التسلح بمتانة الخلق و مكارمها ثم تنمية قدراتها الثقافية و المعرفية مع سعة الصدر و الاستعداد النفسي و المادي لحمل تكلفة السعي الحثيث   لنشر الدعوة و تحمل تكلفة ما يقابله من عنت و صعاب ثابتا و راضيا محتسبا لا تهزه الفتن و لا يملك اليأس إلي نفسه سبيلا.
...إنما موضوعنا عن آلية اتخاذ القرار داخل الجماعة و المسمار الرئيسي  الذي يحفظ لهذه الآلية  حسن الأداء ....مسمار الشوري ....الأخ الذي يبدأ أولي خطاته داخل الإخوان إنما يجذبه مغناطيس الرغبة في أن يجد ذاته  و البحث عن الطريق الذي يؤدي للتصالح مع فطرته التي فطره الله عليها و الفضول في اكتشاف المعني الحقيقي لوجود الإنسان في هذه الحياة  ...يدرك الأخ مع أولي خطواته أنه قد انضم لجماعة  تستخدم أدوات الإسلام و آلياته  في صقل  مقوماته و مواهبه  مُعظّمة  صفات    العطاء و البذل ... تهب و لا تغنم  ... تصبر علي الأذي و لا تبادر بالعدوان ... تحتسب كل ما تلاقيه فداء ليوم تدبر فيه الدنيا ولا يبقي للإنسان منها إلا سعيه و عمله يواجه به رب كريم ... و من كان هذا شأنه و من كانت هذه نيته و من كان هذا سلوكه فإن رأيه و حركته و سكنته هي لله ( قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين ) الأنعام 162 ... الإخوان تربي كوادرها تربية تطلق طاقاتهم الإبداعية ليكونوا إضافة و سندا و تفتح الطريق واسعا أمام ملكاتهم للتصعيد و الدفع بهم إلي الصدارة  في مسار القيادة  ومن هنا كان الحفا ظ علي عنصر الحيوية التي تميزت به الجماعة البالغ عمرها أكثر من ثمانين عاما .... لا يدرك الكثيرون أن التواصل مستمر بين القاعدة و قمة الهرم و أن طريق الرأي مفتوح لا تعوقه أي إشارة حمراء  حتي يصل إلي مداه ....و لكن مفتاح   التحكم في ربط صامولة   مسمار الشوري هو أن ما تجمع عليه الأغلبية  يصبح قرار الجماعة  ولا رأي غيره لمن وافقه و لمن خالفه علي السواء... هذا ما يعلمه و يدركه جميع أفراد الجماعة الكبير قبل الصغير و لا قيد علي من يريد مخالفة هذا الثابت  سوي أنه في هذه الحالة يعلم علم اليقين و عين اليقين و حق اليقين أنه عندئذ يكون قد أصبح خارج السرب  حتي و  إن ادعي ــ غرورا ــ أنه هو السرب نفسه   و لا يحق له أن يستند إلي تاريخ أو فضل  فالجميع أصحاب تاريخ و الفضل لله أولا و أخيرا    حدث ذلك أيام البنا  و أيام من بعده ...   أيام اليسر و  العلنية  و أيام العسر من الملاحقة و التضييق و المحن... و استوي في ذلك من كان في الساقة و من كان ملئ السمع و الحيثية....  كل من حاول النيل من ربط المسمار و الصامولة  انتهي به المصير خارج الجماعة وسط محاولات و مراجعات تنتهي بالأسف له و عليه و لكن ظلت الجماعة  متماسكة ببنيانها  و مساميرها  المربوطة بإحكام و ستظل عناية الله تسدد خطاها لأن يد الله مع الجماعة و لا يأكل الذئب إلا من الشاة الشاردة... 

March 4, 2012

نكت بايخة


نكت بايخة
م. محمد أنور رياض
هل بلغ بكم الملل و الزهق مثلما بلغ بي ؟؟؟
هل بلغ بكم القرف من الفضائيات ومن الدِّش و الللاب توب و الآي باد و الآي فون   وكل ما هو آي و السبب في ( آي يادماغي ) ....طاحونة رغي لا تنتهي و دوامة لت وعجن  مستمرة   فجرتها تكنولوجيا الاتصالات  تقودها  نخبة ( تلقيح جتت  لم ينخبها أحد ) و مقدمي برامج ( مشاءون بالإثارة  و النمينة و مروجو الإشاعات  و النكش في قمامة الأخبار   ) أشكال و ألوان نازلة دَشّْ و تقطيع و نقد... ما  يقولونه اليوم ينكرونه بعد ساعة ...جراب الحاوي لا يفرغ من خداع العقول  يقنعك بالشئ  و يعدد محاسنة و في نفس القعدة  و بنفس الحماسة ينفرك من عيوبه    و في النهاية لا شيئ ... الجنازة حارة علي مدار الساعة  و االميت كلب
نصيحة  لا تستسلموا للزهق و لا القرف و لا تنظروا إلي نصف الكوب الفارغ  و استمتعوا بالنصف الآخر ....النصف الكوميدي ....لنبدأ
مراهق سياسة فاشل  و أراجوز  صَنَعته الملايين   قال أن الإخوان يجمعون السلاح المهرب من ليبيا .... اتهام جديد لانج  كان من الممكن أن يكون له صدي أيام المتعوس و كان من الممكن أن تتبناه مني الشاذلي مع فرية ميليشيات الأزهر و لكن بعد الثورة و بعد أن أصبح الإخوان علي أعتاب الحكم بإرادة الشعب هنا لا بد أن يؤخذ ما يقوله متعدد المواهب أبو خرطوشة حمراء و متعهد المسيرات علي أنه نكتة قد تكون بايخة و لكن لماذا لا نحولها إلي فكاهة قد تخفف حالة الاكتئاب التي تسببها لنا وجوه الفضائيات  و هذا بالفعل ما تناوله الفيسبوكيون  فمن طالب نصيبه  من السلاح .... دبابة أو هليوكوبتر أو بارجة يحطها في البانيو و غواصة  علي قد حوض المطبخ و آخر يذكر مرتكب هذا ( الفاول ) بكلامه السابق عن وجود صفقة و اتفاق بين الإخوان و العسكر يبقي لماذا السلاح  وضد من ؟؟؟ و من قائل السلاح من ليبيا و الخرطوش من جراب أبو( ...) أما أخونا الظريف محمد مصطفي فكان مقاله في الحرية والعدالة  منصبا علي  استحقاقه في دبابة بالتقسيط المريح  أربعة راكب  من أجل الأسرة  حدد لونها و مواصفاتها لتلائم  استخدامها بين البيت و العمل ( و نسي شرط أن تكون من النوع هاتش باك و  علي الزيرو  مفَيِّمة و فول أوبشن  و لها توكيل في مصر ) مشيدا بنفسه علي اعتبار أنه سائق دبابات لا يشق له غبار ...أما أنا فلي عتاب علي اخواننا المسؤلين عن صفقات السلاح حيث أنهم يبددون مال الإخوان في شراء سلاح انقضي زمنه  فقد مضي عصر الدبابة و المركبات المجنزرة و المدافع و ( الساروخ )  التي لاتصلح لحرب المدن و الأزقة...و ( ليه تشتري الأغلي مادام فيه الأرخص ؟؟؟)  نحن نعيش   عصر المولوتوف و الشماريخ و الحجارة و كسر الرخام  و المقلاع  القاذف لقطع الحديد  ( هذا وصف منصور العيسوي وزير الداخلية السابق ) ... لسنا في حاجة إلي آلي و جرينوف و فرد خرطوش  و  لا إنفاق الملايين علي الفاضي  و لنستفيد من خبرة إخواننا أصحاب نظرية  الاعتصام لإسقاط الدولة  الذين  يرفعون شعار ( فيها أو أخفيها و نجيب عاليها واطيها...نبوظها  قبل أن  يحكنا الإخوان )... إنما يكفي الجلوس علي ناصية أي قهوة و التعاقد مع من يقوم بالمهمة من الصِيَّع و أطفال الشوارع و التسعيرة معروفة  و مع الفصال ...النفر( عشريناية ) مع وجبة وحاجة ساقعة أما  راكب الفسبا أو التوكتوك فيستحق( خمسيناية ) ( لنقل المصابين و جراكن البنزين 80  ) و في القواعد الخلفية خبراء تعبئة زجاجات المولوتوف  و ولع يا جدع  الثورة مستمرة ....
النكتة لا زالت بايخة ...هـــه ؟؟؟؟
النكتة الثانية  ربما تكون أكثر بواخة ... و
بعد الهتاف المتكرر بسقوط العسكر و الإلحاح بنقل السلطة فورا و حالا لسلطة مدنية ... و بلغت الرغبة في ذلك حد التهور عندما  طالبوا بإسنادها للكتاتني ( رئيس مجلس الشعب  ) ليكون أول صعيدي ( يوحد  الوجهين )... السلطتين التشريعية  و التنفيذية و هو ما رفضه ( صقر المجلس ) ربما علي اعتبار أنه كمين غير ظاهر البراءة ... و لا أريد أن أقلب المواجع و أذكرهم  بمن كان السبب في تمطيط الفترة الانتقالية  و ما حذر منه المستشار البشري بألا يتركوا العسكر فترة طويلة في الحكم حتي لا تحلوّْ في عنيهم  و يتكرر ما حدث سنة54  و لا أن أعيد حكايات  ضغطهم علي العسكر لكي ينفردوا بكتابة الدستور ثم الالتفاف علي إرادة الشعب  بالقواعد الحاكمة أو الخانقة   و التي أصبحت نافقة  ...و ....و الخ الخ ... المهم عجلة الديوقراطية دارت رغم محاولات وضع العصاية فيها و وصلت الآن آخر مراحلها  و  تشكيكهم الدائم في كل خطوة .... ..فما هو المفروض  في سلوك أي سياسي  رأي حلم تسليم الحكم لسلطة مدنية علي وشك أن يتم ... لا أقول يدخل في عشرة بلدي و لا ينزل الشارع و بالحضن لكل من يقابله حتي لو كان نشال  ... إلا أن الغريب هو أن أكابر السياسيين تذكروا أن العصاية لا زالت في أيديهم  و يمكن وضعها في المادة 28 ...
يتباهي رفعت السعيد بأنه ( حصريا ) أول من  اكتشف أن المادة 28 عورة و خنفة و معيبة  لأنها تعطي حصانة  لقرارات أكبر قضاة مصر الدستورية والاستئناف و مجلس الدولة  وتسد الباب في وجه محترفي الطعن علي الانتخابات عمال علي بطال أمام المحاكم ــ كما حدث في انتخابات الشعب و الشوري  الأخيرة ــ... هــه ... موافقين علي إن المادة فيها السبع عيوب و رجلها أيضا مسلوخة   و المفروض أن السياسي المحنك الحريص علي البلد و سرعة نهو المرحلة الانتقالية المليئة بالأزمات و الارتباكات ...السياسي الفاهم  يلجأ إلي فن الممكن ــ و مالا يدرك كله لا يترك كله ــ يفعل مثلما قام به مجلس الشعب  بالحد عمليا من ضرر المادة المحصنة دستوريا باستفتاء مارس  آخذا في الاعتبار أن تكرار الاستفتاء علي إلغائها من شأن تعطيل مسار تسليم السلطة من العسكر و أن الانتخابات لم تعد سيبة  و  أن ضمانة النزاهة متعددة و مجربة  و أهم هذه الضمانات هي رقابة الشعب و لا زال القضاء في مجموعه مصدر ثقة و حائط صد ضد التزوير الجماعي أو الفردي  ...أماالسعيد ( صاحب الأغلبية في الانتخابات الأخيرة !!!!) وشايل سيفه  فتوعد المادة بالملاحقة و الطعن و ياأنا يا هيه ... السعيد بدأ ليفتح حنفية الهجوم علي المادة المنكوبة فتوالي  سيل الاقتراحات لإلغائها حتي لو استدعي الأمر استفتاء الشعب ثانية  غير عابئين   بحالة الزهد التي يمر بها حاليا  في رؤية مراكز الاقتراع   بعد أن تشبع من تكرار الطعون العبثية  و إعادة الانتخابات البرلمانية أكثر من مرة  مستخدمين حجج و ألاعيب قانونية ... 
 أما  الوطنية للتغيير ( فاكرينها )  فضربت تصريحا في الكلوب  قائلة  أن مسار عملية انتخابات الرياسة ستؤدي إلي كوارث ....
يا حفيظ ...
الغريب أن الرغي كله يدور حول  السياسة  وبشكل فج مثلهم مثل المُعدم الذي لا يشغله إلا أحوال البورصة     فلا حس ولا خبر عن التنمية و الغلاء و مشاكل الخدمات صحية و معيشية و تآكل  رصيد الاحتياطي من  العملة الصعبة و حافة الهاوية  الواقف  عندها اقتصادنا المهلهل و كأنما تخلصت مصر من كل مشاكلها و أصبح  كل مصري يعيش ترف  امتلاك القيللا و اليخت و التوكتوك ...و شاليه في مزرعة طرة...!!!
النكتة الثالثة : عن التوافق
في الاجتماع الأول مع العسكري طرح فضيلة المرشد الدكتور بديع فكرة التوافق علي قائمة واحدة تضم كل القوي السياسية  في شكل تحالف يتكاتف فيه الجميع لعبور المرحلة الانتقالية و مواجهة ماحل بمصر من تجريف لكل مظاهر الحياة خلال العقود الماضية وهي كوارث لا تحتمل تأجيل مواجهتها و ينوء بحملها فصيل واحد  ....رسالة المرشد واضحة وموجهة للداخل و الخارج مفادها أن الإخوان لا يسعون إلي الحكم منفردين بل يمدون يدهم للتعاون مع الجميع بلا استبعاد أو إقصاء و هو امتداد لخط واضح انتهجه الإخوان في مشاركة كل الفعاليات مع جميع الأطياف التي تمت لمعارضة حكم المتعوس مبارك قبل الإطاحة به   وكان من المفروض أن تقابل هذه الدعوة بما يتطلبه الموقف من ارتفاع إلي مستوي المسئولية إلا أن توالي الأحداث  أثبت أن الجميع أخطأوا الحساب فمنهم من أصابه الغرور و صدق أنه قوة سياسية بحق و حقيق و منهم من أخذه الكبر و العزة بالنفس و أبي أن يتازل و يضع يده في يد الإسلاميين و هو العلماني أبو التنوير أ و السياسي الذي رضع فكر ماركس و إنجلز المُعدّل و المطعم بمصالح المارينز العرب و المدعوم بالاخضر الامريكي  و بدلا من التوافق  رفعوا السيوف و ركبوا أبواق الإ علام رافعين رايات الشقاق و التنافر حتي استقر في أذهان من لحست عقولهم دعايات الأبالسة عن كلمة التوافق علي أنها  كلمة (  أبيحة ) خادشة للحياء  يستحلها الإسلاميون الانتهازيون للوصول إلي الحكم  و هم بهذا الاتهام يدينون أنفسهم بنظرتهم للحكم علي أنه كعكة و غنيمة و ليس ابتلاء و هم ثقيل قد يؤدي بمن يحمله إلي الانتحار سياسيا....
الآن وقد قال الشعب كلمته و اتضحت الأوزان الحقيقية  للقوي السياسية الكرتونية  عندما صوت الشعب للإخوان و غيرهم من الإسلاميين  بالملايين ليس في البرلمان فحسب و إنما في النقابات ونوادي هيئات التدريس التي تمثل عقل مصر وفكرها ساحقة دعاية رخيصة عن رشوة الناخبين بزجاجة زيت و حتة لحمة و نافية دعاية أشد تفاهة عن استخدام الدين في الدعاية  وهي تهمة نعتز بها عندما نخاطب شعبا استعاد ذاكرته و يأبي أن  يفرط في هويته و هي في نفس الوقت دعاية تدينهم بأنهم استخدموا لغة رفضها 80% من شعب كنانة الله في أرضه 
و الآن و نحن علي أبواب انتخابات المنصب الأسمي لرئاسة مصر أليس من الأفضل أن يتوافق الجميع عليه  حتي لا تتشتت الأصوات و يقفز علي الحكم رئيس يشكل خميرة عكننة  مع البرلمان و الحكومة القادمة مثل الشريك المخالف فتتعطل مسير ة الإصلاح  و تنشأ حالة من الصراع  تفتح الباب إلي جحيم من الفتن  و الأطماع ... الإخوان لا زالت أيديهم ممدودة ,,, و لكن  هل  تستمر خالتي عزيزة علي حالها ( خطبوها اتعززت.... تركوها اتندمت !!!!)          
اضحكوا إن استطعتم  فقد أصبح شر البلية  ....يغم
نكتة أخيرة :
 تتعرض مصر لموجات من السطو المسلح ( انفلات أمني ) يستدعي مساءلة الداخلية
و تعرضنا في الفترة الأخيرة لموجات شديد البرد  ( انفلات جوي ) تستدهي مساءلة الإخوان   !!!!