كمين إعلامي
الحرب الإعلامية هي حرب
أشد ضراوة من قتال النار و الدمار ... هي حرب علي الآذان و
الأبصار و العقول و هي أمرّ من السحر تستخدم نفس
أساليبها و وسائلها من القصف الثقيل إلي زرع الألغام
إلي نصب الكمائن .... و الإعلام
المصري منذ نشأته في بداية ثورة 52 كان
هو الجبهة الأمامية سواء في الهجوم أو الدفاع عن نظلم عبد الناصر و لعل العواجيز
من أهل مصر يذكرون صوت العرب و مذيعه
الشهير أحمد سعيد و ممارسات فشره اثناء هزيمة 67
...عبد الناصر الذي انحاز فكريا للاشتراكية المتخاصمة مع الإسلام السياسي وجد في
الشيوعيين سندا جاهزا فسلمهم أبواق
الإعلام من صحافة و إذاعة و تلفزيون
كتّابا و رسامين و قصصاين و سينارست للمسلسلات و أدباء و فنانين و كان من الطبيعي أن يجري
إقصاء أي توجه إسلامي عن هذا المجال و لعل هذا كان فيه بعض الخير إذ دفعهم للتواصل وجها لوجه مع أفراد الشعب تعويضا عما فقدوه
إلا أن إقصاءهم عن مجال الإعلام ترك فراغا كان معوقا و لا شك في نشر الدعوة
الإسلامية و رغم ذلك كان محدود الأثر و
خاصة في فترة ما قبل قبل الثورة نظرا لعجز إعلام
الشريف و الفقي عن تغطية عورات نظام مبارك و فساده ...إلا أنه بعد
الثورة ودخول عمليات غسيل الأموال و وجود أطقم إعلامية احترفت التدليس و النميمة
و الوقيعة و لديها الاستعداد لبيع آخرتها بحفنة من الملايين أحدثت تحولا هائلا و
تغولا للعلمانية كي تسيطر و
توجه سمومها ....لمن ؟؟؟ ...للعدو ؟؟؟ .. فمن هو العدو ؟؟؟؟
ـــ المفسدون ؟؟؟ ...أبدا
ـــ المرتشون
؟؟؟...عيب
ـــ الذين أفسدوها و نهبوها و خربوها و قعدوا علي تلها
؟؟؟؟ .... لا ...هؤلاء حبايبنا
ـــ النخبة المدلسة التي كرست الغيبوبة و تنويم الشعب و
أخفت الحقائق و زيفت الحقائق ... يا عم
هؤلاء هم رأس حربتنا و طليعتنا فهل يقتل
القائد فرساننه ؟؟؟؟
العدو ... هو العدو الدائم ...الحرب بيننا و بينهم حرب
وجود لا حرب حدود ...حرب إبادة تبدأ بالعزل و الإقصاء
و لنبدأ ببيان بعض طرق إعلان التعبئة الإعلامية الشاملة
ألكمين الإعلامي
ـــ يُستدرج الضيف ( الزبون ) إلي برنامج حواري ( من
التوك شو ) ... الكمين عبارة عن مذيعة متبرجة و متمكيجة
بكل ألوان الطيف تخفي تحت جلدها حية رقطاء ... تستخدم زوايا العيون و الاشارات
مع استحضار ما أوتيت من تدريب ابليسشي و خبرات شيطانية .. تضع السماعة في أذنها تتلقي
التلقين و التوجيه من الكنترول ....قولي
... غلْوِشي ... اقطعي عليه الحديث ... شتتي فكره ... انقلي بسرعة علي الكماشة
المكونة من ثلاثة من عتاة المدلسين الأفاكين متسولي الفضائيات ممن اتخذوا من القدح
في الإسلام السياسي سبوبة واسترزاقا ... الزبون يجد نفسه محاصرا يتناوبه الأربعة
تشقيطا و هجوما و استجوابا مما يضعه دائما في دائرة الاتهام يضيع صوته و تخفت حجته
وسط هذه العاصفة من التضليل ...هذا الكمين لا ينجو منه إلا ذوي البأس و ممن اعتاد
عليه و هم للأسف قلة من الإسلاميين
ـــ استدعاء
المداخلات السابق ترتيبها و توضيبها ... حينها و بإشارة من المتبرجة ( أو
المتبرج لا فرق ) تنهال المكالمات من سيد من الوايلي و عربي من الصعيد و سلامه من المحلة و طارق من شبرا ... تنوع جغرافي.... و الله العليم
أنهم كلهم يتصلون من الاستوديو المجاور و الهجوم مبرمج و الأدوار موزعة ... كل واحد
عليه بند يهاجم في حتة..و لزيادة سبك الكذبة يدخل واحد يدافع في حنيّة أقرب منها
إلي الإدانة ....
ـــ تكرار
الكذبة و جعل السؤال حولها محورا دائما
للحديث ... اتهام مستمر ... وكلما زاد الدفاع ضدها حرارة ... كلما زاد
الـإصرار علي الاكاذيب ضراوة
ـــ الإخوان عاوزين دولة دينية و يريدون تطبيق الشريعة
.. شريعة البشير و اللاّ ملالي إيران واللاّ شريعة بن لادن
ــ الإخوان سرقوا الثورة ... الإخوان تركوا الميدان ...
الإخوان عقدوا صفقة مع العسكر ... الإخوان كوشوا علي كل شيئ ... ياناس يا ضلالية
.. لا سرقنا ولا نهبنا و لا استغلينا النفوذ و لا أمسكنا بسلطة ... لا وزير و لا محافظ و لا رئيس مدينة و لا
حتي غفير في كفر
....حتي مجلس حقوق الإنسان و مجلس النسوان استبعدونا منهما... و أخيرا
وليس آخرا نحن انتخبناهم فماذا فعلوا ؟؟؟... حملونا خطايا غيرنا
و لبسونا أزمات افتعلوها صدروها لنا
... و عندما قلنا أن هذا اتهام ظالم لأن البرلما ن مقيد و منزوع الصلاحية التنفيذية .. و حتي دوره في
المراقبة و السؤال تجاهلوه في عتو ... و
الوزارة الفاشلة هي المسؤلة ... دعونا نشكل الحكومة ثم حاسبونا عندها يقولون
اصبروا لأن الباقي من عمر الحكومة قليل ... نقول
لماذا تكيلوا بالمكيالين نصبر علي
حكومة تحرق البلد و تسارعون باتهامنا بأننا لم نفعل شيئا في حين أن العدل هو الصبر علينا أيضا حتي يرحل جار السوء و ُيسند إلينا تشكل الحكومة طبقا لاستحقاق الأعراف الرلمانية ....
العجيب أن الأبواق تردد نفس الكلام و يعزف نفس الحن النشاز
ـــ الإعلام لعب دورا مشبوها في حرق رمزية ميدان التحري
باعتباره رمزا لتوحُّد كل أطياف الشعب و باعتباره رمزا للصدق و انكار الذات ... لعب الإعلام في أدمغة شباب
الثورة و ملأ بعضهم غرورا فتنادوا بالنزول إلي الميدان عمال علي بطال حتي
ترسخ لدي العامة احساس بأن ( المليونيات )لا تسعي إلا إلي وقف الحال ليصبح الميدان في النهاية مرتعا للمنحرفين و الباعة الجائلين تتناثر في
أنحائه خيام قبيحة المنظر مهلهلة متنافرة الهيئة و الألوان
ومن أجمل ما
قرأت في هذا الموضوع المكقال التالي
الذباب الإعلامي
بقلم أحمد زهران
تعجب لوسائل الإعلام في مصر سواء كانت سمعية بصرية أو مقروءة
فهي لا تكف عن تشويه كل ما هو
إسلامي خاصة ما يرتبط منه بالمشهد السياسي الحاضر و يكفيك أن تقرأ الصفحات الأولي من الصحف و
المجلات و المواقع المصرية أو من خلال
محتوي الافتتاحيات و المقالات و المتابعات
سواء أكانت صحفية أو أكاديمية لتقف علي
حجم التشويه اللامحدود الذي يتعرض له الإسلام
و الإسلاميون و مشروعهم الحضاري
علي وجه التحديد
و لو ذهبت تبحث
عن السبب فسيهواك أن تعرف أن سيطرة اللوبيات الإعلامية الموجهة من الخارج أو صاحبة
المصلحة الخاصة و التي تتصادم مع الثورة
المصرية و التي تحمل في صدرها كراهية
كبيرة للإسلام السياسي و مشروعه الحضاري علي رأس هذه الأسباب لأن من يقودون زمام هذا
التنشويه مصنوعون بعناية خارجية و مساسون بسياسة النظام البائد و خاضعون لأذناب
نظام المخلوع بحمده يسبحون ومن فضل أمواله يأكلون فمن الطبعي أن يكونوا له
موالين
و للأسف فقد أصبح الشاذ الآن في الإعلام المصري ــ
الرسمي و الخاص ــ أن تجد أن بعض المتابعات
المنصفة و القليلة لما يحدث علي
الساحة المصرية بينما أكثر الإعلاميين يبحثون عن الشبهات و يقيمون كيانهم علي
أعراض الناس و يقتاتون من لحومهم في الليل والنهار و هؤلاء ــ كما يقول جاسم مهلهل
في كتابة للدعاة فقط ـــ ( إنما يمثلون دور الذباب في حياة البشر الذي يحوم باحثا
عن القيح الناتج عن الأجزاء المريضة في الجسم التي هي من خواص الجسد و هذا الصنف من
البشر ما دام هذا همه فسيجد ما يقتات به حقيقة أو افتعالا )
فكثير من الإعلاميين الآن ( مثل الذباب لا يقع إلا علي
الجرح ) بعض الناس لا تراه إلا منتقدا دائما ينسي حسنات الطوائف و الأجناس
و الأشخاص و يذكر مثالبهم فهو مثل الذباب يترك موضع البرء و السلامة و يقع
علي الجرح و الأذي و هذا من رداءة النفوس و فساد المزاج )
يقول الشاعر
شر الوري من يعيب الناس مشتغلا مثل الذباب يراعي موضع العللا
قال الإمام الزهري ( رحمه الله تعالي ) حدثني عروة أن
المسور بن مخرمة أخبره أنه وفد علي معاوية أمير المؤمنين رضي الله تعالي عنه ــ
فقضي معاوية حاجه المسور ثم خلا به فقال يا مسور ما فعل طعنك علي الأئمة ؟ قال
دعنا من هذا و أحسن فقال معاوية لا والله لتكلمني بذات نفسك بالذي تعيب علي ( يطلب
منه معاوية أن يذكر له ما يعيب عليه ) فقال المسور : فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلا
بينت له فقال معاويةــ رضي الله عنه ــ لا أبرأ من الذنب ( لا أنكر الذنب ) فهل
تعد لنا يا مسور ما نلي من إصلاح في أمر العامة فإن الحسنة بعشر أمثالها أم تعد
الذنوب و تترك المحاسن ؟ ( يطلب منه معاوية أن يذكر محاسنه كما ذكر عيوبه ) فماذا
قال المسور ؟
فقال المسور ما تُذكر إلا الذنوب فقال معاوية فإنا نعترف
لك بكل ذنب أذنبناه فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشي بأن تَهلك إن لم تُغفر ؟
قال نعم قال فما يجعلك برجاء المغفرة أحق مني ؟ ( هنا يقرر معاوية بأن لكل إنسان
أخطاء ..و كل إنسان يرجو غفرانها )
ثم قال معاوية فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي
ولكن و الله لا أخير بين أمرين بين الله وبين غيره إلا اخترت الله علي ما سواه و
إني علي دين يقبل فيه العمل و يجزي فيه بالحسنات ويجزي فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها قال المسور فخصمني قال
عروة فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلي عليه
فهل هؤلاء الرجال الذين اختاروا رضا الله علي ما سواه و
الذين يتصدون للفساد يريدون تطبيق مشروعهم الإسلامي الحضاري ليس فيهم خير أف لكم و
ألف أف يا أيها الإعلاميون
إن ما يقوم به الإعلاميون الآن من اصطياد لأخطاء
الإسلاميين صغرت أم كبرت و الإعراض كلية عن حسناتهم و محاسنهم و ايجابياتهم يسهم
بشكل أو بآخر في إيجاد التقاطع و التدابر
بين الشعب المصري لأن ذلك يعد مرتعا خصبا و ميدانا فسيحا للشيطان فقد روي الإمام
مسلم في صحيحه أن النبي ( صلي الله عليه وسلم )
قال إن الشيطان قد يأس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب و لكنه لم ييأس من التحريش بهم
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية ( من العجب أن الإنسان يهون
عليه التحفظ و الاحتراز من أكل الحرام و الظلم والزنا و السرقة و شرب الخمر ومن
النظر المحرم و غيرها و يصعب عليه التحفظ من حركة لسانه و كم نري من رجل متورع عن
الفحش و الظلم و لسانه يفري في أعراض الأحياء و الأموات و لا يبالي ما يقول )
كانت أمام الإعلاميين فرصتان فرصة لأن يكونوا كالنحلة و
أخري لأن يكونوا كالذباب فالنحلة تقع علي الطيب و تتجاوز الخبيث فتخرج من الورد
العسل أما الذباب فيتتبع الجروح فلا يقع إلا علي كل قبيح وقذر ...
انتخابيات
ــ تم التعامل
مع جنسية والدة الشيخ حازم أبو اسماعيل
بأسلوب المخابرات ....الرجل ظل يعلن أنه مرشح للرياسة لمدة أكثر من عام و ليس هناك شك في أن كل مخابرات الدنيا
تعلم أدق التفاصيل عن أسرته و لكنها احتفظت بما تملكه من معلومات إلي آخر لحظة لتفجر المفاجأة .... كمين
مخابراتي ...
ــ بعض
التحليلات تقول أن دخول أحمد شفيق سباق
الرياسة سيكون علي حساب الأصوات المؤيدة لعمرو موسي يعني تفتيت أصوات الفلول وهذا يصب في مصلحة المرشحين الآخرين و فاتهم
أنه من الممكن أن تكون الإعادة بين شفيق و عمرو موسي ...إذا حدثت في الأمور أمور
...ممكن؟؟؟؟
ملحوظة كبيرة جدا
عندما يصل هذا المقال إلي يد القارئ ـــ بعد شهر تقريبا ـــ ستكون الأحداث التالية هي التي تتصدر المشهد
ـــ صدور حكم الدستورية في حل مجلس الشعب و الشوري و
اجهاض أروع ما أنجزته ثورة 25 يناير و
إصابة 37 مليون ناخب بالإحباط نتيجة ضياع أصواتهم هباء بلا ذنب جنوه سوي أن المجلس
العسكري أصدر قانونا معيبا للانتخابات
...كم مرة عاقبوا هذا الشعب لقيامه بثورة ضد نظام مبارك ؟؟؟؟
ـــ الجنزوري لا زال علي قلبها أو علي تلّها رغم رفض مجلس الشعب لحكومته وهذا طبيعي لأن الحاكم لابد أنى يتسم بالعناد (
فينك يا دكتور مبارك )
ــــ مصير التأسيسية و الدستور ــ أيضا ـــ في علم الغيب
ـــ يعني البلد بلا برلمان و لا دستور و لا رئيس
لك الله يا مصر... أسأل الله أن يخلف ظني ...
No comments:
Post a Comment