December 31, 2011


الثورة ومكارم الأخلاق

مهما قالوا و مهما كتبوا  فلن نجد ما هو أعلي منزلة و لا أروع مكانة للشهداء مما ذكره رب العزة في كتابه الخالد حيث  هم عند ربهم أحياء  يرزقون فرحين متمتعين بما لا عين رأت ولا أذن سمعت
و مهما قالوا و مهما كتبوا فلن يجدوا أبلغ مما ذكرة نبي الرحمة و الحكمة عن حلاوة الشهادة و متعتها عندما صور رغبة الشهيد في أن يعود إلي الدنيا فيقتل مرة أخري ... و لن يجدوا مهما حاولوا  دينا أكثر ثورية و رفضا للخنوع وقبول الضيم  من الإسلام  حينما حرض البشر علي بذل الروح رخيصة في مقاومة من يعتدي علي ماله أو عرضه  ثم رفع من قيمة كلمة الحق في مواجهة الطاغوت و الكبر و رفع منزلة من يستشهد في سبيلها ليكون رفيقا لسيد الشهداء حمزة بن إبي طالب
و إذا استثنينا من أصبح  الإنكار  يجري  في شرايينه و من تعاطي مصلا ضد الصدق  أو من خضع لعملية استئصال الضمير أو توسيع الذمة  فلن تجد من ينكر أن الإخوان هم من حمل همّ هذا الوطن لعشرات السنين  وقدموا له مشروعا حضاريا يهدف إلي وصل ما انقطع من سلسلة تاريخ في الرقي و القوة و المنعة  والرفاهية يستحقها أهل هذا البلد  و جاهدوا من أجل طي هذه الفترة العارضة من التخلف و الانحطاط التي نكبنا بها و تولي فيها أمرنا الأفاكون و العملاء و الفاسدون ممن نسوا الله فأنساهم أنفسهم فطغوا و بغوا و فسقوا فيها .... من الحقائق التي يحاول الإعلام المشبوه  الهماز اللماز المزور  تغييبها عن الذاكرة هي أن الإخوان هم أكثر من تصدي و هم  أصلب من قاوم وهم أغلب  من دفع الثمن  اعتقالا و ملاحقة و تعذيبا  و انتهاكا  لأبسط حقوق الإنسان و هم أول من قدم قوافل الشهداء في فلسطين  و علي ضفاف القنال ضد المحتل الإنجليزي , وعلي أعواد مشانق الظلم  و في مسالخ  نظام القهر و الاستبداد  ومن َقَبروهم تحت رمال صحراء مدينة نصر و في سفح المقطم  ومن  أعلام الرجال  الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه  القاضي المجاهد عبد القادر عودة الذي تمثّل بيت الشعر
 و لست أَبالي حين اُقتل مُسلما ** علي أي جنب كان في الله مصرعي .....
و ذلك في ذات الإله و إن يشأ** يبارك علي أوصال ِشلْوٍ مُمَزّع
 ثم دعا عليهم بأن يجعل الله دمه لعنة علي قاتليه و هو ما تحقق ....  وعلي رأس شهداء الإخوان  سيد شهداء هذا العصر حسن البنا الذي اغتالوه مرتين عندما أطلقوا عليه النار في الشارع  و الأخري عندما تركوه في المستشفي ينزف  حتي صعدت نفسه  المطمئنة إلي بارئها   ثم شيعوه إلي قبره في طريق مقفر موحش خالي من البشر حتي نوافذ البيوت أغلقوها في مشهد حزين  لا يحمل جثمانه إلا النسوة و شيخ ثاكل هو والده ... و الشهيد الصابر الزاهد  سيد قطب  الذي نعي نفسه قبل أن يشنقوه و من أصدق ما قال (   ستظل كلماتنا عرائس من الشمع لا روح فيها ولا حياة...حتى إذا متنا في سبيلها..دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة....و هو ما تحقق).....و الشيئ بالشيئ يذكر أنه كلما أ قرأ عن أهل المفقورين اثناء الثورة  الذين يبحثون عنهم بلا جدوي أتذكرأنه عندما كنا نسمع ميكرفون السجن  ينادي اسم واحد من اخواننا الذين كانوا معنا و استشهدوا في السجن الحربي و لم يعرف ذووه مصيره فلا يجدون ما يفعلونه سوي المرور علي كل سجون مصر ينادون عليه لعلهم يعثروا له أثر (فجار السجن الحربي كانوا يكتبون في سجلاتهم  أمام اسم كل من يغتالوه ملاحظة مفادها أنه قد هرب من المعتقل )
هناك حقائق يجب أن يعيها شباب مصر الطاهر الذين ثاروا من أجل حرية مصر و كرامة أهلها
الحقيقة الأولي : هي أن شهداء ثورة 25 يناير و في القلب منهم شهداء شباب الإخوان  ماهم إلا صف في طابورطويل من شهداء هذا الوطن  قدموا أرواحهم فداء لأهلهم من شعب مصر   و يجب أن نتذكرهم جميعا بكل الإجلال و التكريم و بلا تركيز علي فترة زمنية بعينها ...هنا يجب أن أذكر الجميع بشهداء الشرطة الأمناء و من القوات المسلحة الضباط و آلاف الجنود المجهولين الذين احتضنت جثامينهم الطاهرة رمال سيناء و دفنهم إعلامنا تحت ركام من التجاهل و قلة الأصل و الجري وراء عمولة إعلانات الشيبسي و مزيكا البقرة الضاحكة  ...
أما الحقيقة الثانية  التي يجب ترشيدها...هي مقولة تتكرر ليل نهار وهي أن الشباب  هو كل من قام بثورة  25 يناير ... إقدام الشباب ومنهم شباب الإخوان لا يحتاج لشهادة ولا إشادة من  أحد و لكن هذا الكلام  يحتاج إلي  شرح حتي لا يتم إهدار ــ وسط صخب الإعلام و مؤتمرات  إئتلافات شباب الثورة المائتين ـــ كفاح ثمانين عاما للإخوان و من معهم من رجال مصر الشرفاء من تظاهر و من كتب ومن حرض  و كل من دفع الثمن مطاردة وإقصاء و حظرا و تضييقا في الرزق ....كل هؤلاء الرواد هم أول  من أشعل نار الثورة و حافظوا علي جذوتها متقدة تحت الرماد في انتظار يوم  يرونه آتٍ لا ريب فيه  مثلما قال الشاعر
أري خَلَل الرماد وميض ناٍر ** و يوشك أن يكون له ضِرام
ما مناسبة هذا الكلام ؟؟؟؟
المناسبة هو ذلك الموقف المنفلت من بعض الشباب في حفل نقابة الصحفيين  لتأبين  شهيد الإسلام و الوطن الشيخ عماد عفت  و الذي حضره أخونا المجاهد الدكتور غزلان مبعوثا و ممثلا لجماعة تعرف قدر الشهداء و مكانتهم في قلوب كل أعضائها فقوبل بشغب جاهل من عقول  تم غسلها   بنخبة فقدت بوصلتها و صوابها و بإعلام  منتمي لمن لا ينتمي لأهل هذا البلد و لا يرجو لهم أي خير ...و ...
الدكتور غزلان لم  يأسف  لنفسه  و إنما أسف لهم  و هو موقف  ليس غريبا علي كل  من تربي  في مدرسة  البنا ....    
يجب ألا ننسي أن  ثورة 25 يناير لن تحقق كل أهدافها إلا من خلال تمام مكارم الاأخلاق ....

December 14, 2011


نحن ....و  هم

 يمنعني ديني ألا أعطي كل ذي حق حقه  ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم )...و بالمقابل لم يمنعهم وازع من دين ــ إن كان للدين الحق اعتبارا لديهم ــ أن يتقولوا علي الإخوان بالكذب أنهم لم يشاركوا في الثورة  أو أن مشاركتهم فيها كان من باب ركوب موجتها

يمنعني ديني أن أ نكر نضال كل من فضح نظام مبارك ــ قبل الثورة  بأيام أو شهورأو أكثر  ــ كاتبا أو ناشطا متظاهرا  أو صاحب موقف أيا كان الموقف ...و لكن لم يمنعهم مقاييس الإسلام و قواعده ــ إن كانوا علي إدراك بعظمتها ــ أن يفتروا علي الإخوان فينكرون أنهم دأبوا علي  إعداد  كوادرهم  و ما استطاعوا من حشد و قوة  ليوم  الثورة  استمرمتواصلا في صبر و إصرار  ثمانين عاما قبل  قيامها  تحت مظلة شعارهم العبقري ( و أعدوا )...

يطالبني حرصي علي المستقبل و إنهاء الاستقطاب  ألا أفتش في ( النوايا ) بعد أن انحازت الكتلة العلمانية  إلي أيدولوجيتها ضد غالبية الشعب عقب سقوط مبارك التعيس و أزلامه  مع أول استفتاء يحدد مستقبل مصر عندما لم يمنعهم ضابط أو رابط أو حرص علي مصلحة البلد في  عبور الفترة الانتقالية الخطرة سريعا بلا تلكؤ  فاانطلقوا في تهور يهاجمون ( نوايا ) الإخوان في رغبة  السيطرة و السعي لقنص الكعكة كلها علي اعتبار أنهم الأجهز و الأكثر تنظيما و كأنما ترابط الإخوان عمل عشوائي لم ينتج من خلال برامج تربوية التزموا بها أو كأنما هو من العورات التي يلزم سترها  أو هو من الكبائر التي لا يكفرها الاستغفار أو كأن الإخوان عاشوا في ظل حكم مبارك متعالين منفصلين عن الشارع متمتعين بما تمتعت به النخبة العلمانية من الأمن و الأمان الطريق ممهد لهم في الحصول علي تصاريح المحطات الفضائية و و الصحف خدمة وتغطية ديكورية لنظام بوليسي مستبد ..  تراكمت  ثرواتهم بالملايين  و توسعوا في أعمل البزنس و إقامة المستشفيات الخاصة  و المصانع علي اشكالها و عاشوا ناعمين مرفهين  في المنتجعات و الفيللات و لهو المصايف  في حين كان قادة الإخوان يدفعون ضريبة جهادهم  و تصديهم للفساد و الاستبداد  ملاحقة و سجنا و مصادرة  للاأموال  و تضييقا علي الأرزاق ..  و يدفعني  اشفاقي ورغبتي في لم الشمل علي ألا أسلم نفسي لسوء الظن بهم  نتيجة لإعلان  نظرتهم القاصرة  في تصوير حكم مصر المنهوبة  و الغارقة  بدون قشة تتعلق بها  و الموشكة علي الإفلاس   علي أنها كيكة و غنيمة   فأرميهم بالتضليل و بخيانة الأمانة  التي وضعها الشعب في أعناقهم كقادة للرأي يعول عليهم في انقاذه ... و لا أتهمهم  بفعل الثورة المضادة  و أحملهم  كل  ما حل بنا  من كوارث و تهديدات نتجت عن إهدار تلك الاشهر  العشرة في فضائيات الرغي و اللت و العجن و بسبب التفنن في تمطيط الفترة الانتقالية  و اعتماد نظرية وضع العصاية في العجلة... و لو أحسنت الظن لقلت أن الدبّة بغبائها قتلت صاحبها ...   

يحثني ديني ( و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )   ترفعا أن أصفه  بما يستحق  ذلك الذي  لم يمنعه  الحياء و صدق الحقيقة   من القول بأن الإخوان آخر من ركب قطار الثورة و أول من نزل منه و لو أنصف ــ ولا أظنه مارس  الإنصاف  يوما ــ لقال أن التاريخ سيذكر لهم أنهم شجعوا شبابهم علي التواصل مع أقرانهم منذ اليوم الأول للثورة   تحضيرا و مشاركة  ثم نزلوا بكل ثقلهم أطفالا رجالا و نساء ..شيوخا   يوم 28 يناير  ( جمعة الغضب ) ومن خلفهم  قادتهم يرابطون في غرف العمليات متابعة ودعاء و تهجدا ... و سيكتب التاريخ بحروف من نور قرارهم بعدم رفع أي شعار توحدا مع  أطياف الشعب و هو قرار يتماشي مع منهجهم بالنفرة عند الفزع  بلا مَنَّ أو  سعي وراء غنيمة  إن كان هناك في الأصل غنيمة  إضافة إلي حرمان النظام المتربص بالإخوان  من حجة و ذريعة  يتمناها لهرس المتظاهرين و إبادتهم  تحت جنازير المصفحات بتأييد وضوء أخضر دولي ... فمن  المعروف  أن  الميديا العالمية الخاضعة  لقوي الاستكبار العالمية تستبيح دماء الإسلاميين  ( الإرهابيين )علي اعتبار أنها دماء مهدرة  ... و لو رفعوا شعاراتهم لقالوا استعراض للقوة و قفزا علي الثورة و لسموها   ( جمعة قندهار ) !!!! 

يمنعني ديني إلا أن أذكر بكل الإجلال والدعاء لشهداء الثورة جميعا فتيانا و فتيات  و شيوخا  ... في حين لم يمنعهم ــ الصدق مع النفس قبل الغير إن كانوا يمارسونه ــ ألا يذكر أحدهم  في تجاهل مريب شهداء الإخوان الذين حموا الثورة في بداية الصدام الحقيقي مع فيالق الشرطة  يوم جمعة الغضب ثم يوم الفصل و تحقيق النصر في موقعة الجمل و قبل ذلك و الأهم علي مدار ثمانين عاما لم يتوقف موكب الشهداء و في مقدمتهم   سيد شهداء العصر حسن البنا و شهداء الإخوان في فلسطين و علي ضفاف القناة ضد المحتل الإنجليزي و شهداء البغي عبد القادر عودة و فرغلي و الطيب و رفاقهم ثم الشهيد الزاهد الصابر سيد قطب و صحبه عبد الفتاح اسماعيل و هواش و العشرات الذين قضوا علي أعواد المشانق و  بالرصاص الحي في ليمان طره  و بسياط التعذيب صبرا و تم دفنهم بليل في صحراء المقطم و رمال  مدينة نصر و السؤال : هل مات هؤلاء في سبيل كعكة حكم مصر ؟؟؟....يا ألله.... يا الله ما أغباهم وتعس من افتري و ساهم في إشعال الفتن ...و هو وحده القادر علي إطفائها ....

و الشكوي  لله الذي لا يضيع حقٌ عنده ...

 

December 2, 2011

الانتخابات ببطاقات التموين

هل أكلنا الأونطة و انضربنا بومبة في انتخابات نقابة المهندسين فلم أحصل علي زجاجة زيت واحدة و لا حتي كيلو سكر ... وقفت ثلاث ساعات في طابور كبار السن المزدحم ( بشباب ما تحت الثمانين !!!)غالبيتنا يستند علي عصاه و الأرجل بعظامها الواهنة تئن وجعا و( نشرا ) من طول الوقوف و بطء تحرك الطابور وررغم ذلك صبرنا و استعذبنا الألم في سبيل عودة نقابتنا التي اختطفها الفلول من أهلها لمدة ثمانية عشر عاما وكانت لحظة من الإصرار و التحدي رائعة عندمت تعطل الكمبيوتر و ظننا أنها لعبة (نصف كم ) مكشوفة لإشاعة اليأس بيننا وصرفنا بدون تصويت ... لحظة أعادتنا لروح ميدان التحرير فهتفنا ( هو يمشي مش هانمشي ) ...
انتخابات المهندسين سبقت انتخابات مجلس لشعب بأيام و شهدت إقبالا غير مسبوق و مبشرة بما تحقق بعدها من خروج شعب مصر في مليونيات حقيقية عددا و حماسا ليفرض نفسه سيدا لقراره رافضا وصاية أفندية النخبة مديرا ظهره لكل من استعلي عليه و رماه بعدم النضج و الجهل ... و رغم الإشادة بهذا الخروج العظيم من العالم كله إلا أن الإعلام خايب الرجاء المئوس من إصلاحه استمر في إطلاق مدفعية الرغي و دافعا إلي صدر شاشات الفضائيات نفس الوجوه التي تمارس اللت و العجن في طلاقة وبجاحة و لم تجد ما تداري به وكستها و خيبة أملها إلا أن تشكك في نتائجها مدعية بأن الأخوان اشتروا أصوات الملايين بالسكر و الزيت واللحمة ... و بالاتهام الساذج والمستهلك الذي فقد صلاحيته عن استخدام الدين و تخويف الناس من النار ...( ياريت يخاف المدخنون و يبطلوا السجاير و الشيشة !!! )
حصول الإخوان علي ثقة شعب مصر في المرحلة الأولي لم يكن مفاجئا فقد سبقه الفوز بما يشبه الاكتساح لكل من نقابة المعلمين و الأطباء و المحامين و العلميين ثم المهندسين و هي نقابات تمثل عقل مصر وثقافتها و قدرتها علي الاختيار و كلها مرت ــ ببالغ الدهشة ــ مرور الكرام بلا هجوم أو تشكيك من إعلامنا المغرض و المتربص دائما بكل ما يتعلق بالإخوان ... انتخابات النقابات كانت (قُرْديحي ) بدون اتهامات عن الزيت أو اللحمة ...و هو ما جعلني أطالب بإلغاءها و إعادتها ببطاقة الرقم القومي و بطاقة التموين...