الثورة ومكارم الأخلاق
مهما قالوا و مهما كتبوا فلن نجد
ما هو أعلي منزلة و لا أروع مكانة للشهداء مما ذكره رب العزة في كتابه الخالد
حيث هم عند ربهم أحياء يرزقون فرحين متمتعين بما لا عين رأت ولا أذن
سمعت
و مهما قالوا و مهما كتبوا فلن يجدوا أبلغ مما ذكرة نبي الرحمة و الحكمة عن
حلاوة الشهادة و متعتها عندما صور رغبة الشهيد في أن يعود إلي الدنيا فيقتل مرة
أخري ... و لن يجدوا مهما حاولوا
دينا أكثر ثورية و رفضا للخنوع وقبول الضيم من الإسلام
حينما حرض البشر علي بذل الروح رخيصة في مقاومة من يعتدي علي ماله أو عرضه ثم رفع من قيمة كلمة الحق في مواجهة الطاغوت و
الكبر و رفع منزلة من يستشهد في سبيلها ليكون رفيقا لسيد الشهداء حمزة بن إبي طالب
و إذا استثنينا من أصبح
الإنكار يجري في شرايينه و من تعاطي مصلا ضد الصدق أو من خضع لعملية استئصال الضمير أو توسيع
الذمة فلن تجد من ينكر أن الإخوان هم من
حمل همّ هذا الوطن لعشرات السنين وقدموا
له مشروعا حضاريا يهدف إلي وصل ما انقطع من سلسلة تاريخ في الرقي و القوة و
المنعة والرفاهية يستحقها أهل هذا
البلد و جاهدوا من أجل طي هذه الفترة
العارضة من التخلف و الانحطاط التي نكبنا بها و تولي فيها أمرنا الأفاكون و
العملاء و الفاسدون ممن نسوا الله فأنساهم أنفسهم فطغوا و بغوا و فسقوا فيها ....
من الحقائق التي يحاول الإعلام المشبوه
الهماز اللماز المزور تغييبها عن
الذاكرة هي أن الإخوان هم أكثر من تصدي و هم
أصلب من قاوم وهم أغلب من دفع
الثمن اعتقالا و ملاحقة و تعذيبا و انتهاكا
لأبسط حقوق الإنسان و هم أول من قدم قوافل الشهداء في فلسطين و علي ضفاف القنال ضد المحتل الإنجليزي ,
وعلي أعواد مشانق الظلم و في مسالخ نظام القهر و الاستبداد ومن َقَبروهم تحت رمال صحراء مدينة نصر و في
سفح المقطم ومن أعلام الرجال
الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه
القاضي المجاهد عبد القادر عودة الذي تمثّل بيت الشعر
و لست أَبالي حين اُقتل مُسلما **
علي أي جنب كان في الله مصرعي .....
و ذلك في ذات الإله و إن يشأ** يبارك علي أوصال ِشلْوٍ مُمَزّع
ثم دعا عليهم بأن يجعل الله دمه
لعنة علي قاتليه و هو ما تحقق .... وعلي
رأس شهداء الإخوان سيد شهداء هذا العصر
حسن البنا الذي اغتالوه مرتين عندما أطلقوا عليه النار في الشارع و الأخري عندما تركوه في المستشفي ينزف حتي صعدت نفسه
المطمئنة إلي بارئها ثم شيعوه إلي
قبره في طريق مقفر موحش خالي من البشر حتي نوافذ البيوت أغلقوها في مشهد حزين لا يحمل جثمانه إلا النسوة و شيخ ثاكل هو والده
... و الشهيد الصابر الزاهد سيد قطب الذي نعي نفسه قبل أن يشنقوه و من أصدق ما قال ( ستظل كلماتنا
عرائس من الشمع لا روح فيها ولا حياة...حتى إذا متنا في سبيلها..دبت فيها الروح
وكتبت لها الحياة....و هو ما تحقق).....و الشيئ بالشيئ
يذكر أنه كلما أ قرأ عن أهل المفقورين اثناء الثورة الذين يبحثون عنهم بلا جدوي أتذكرأنه عندما كنا
نسمع ميكرفون السجن ينادي اسم واحد من
اخواننا الذين كانوا معنا و استشهدوا في السجن الحربي و لم يعرف ذووه مصيره فلا
يجدون ما يفعلونه سوي المرور علي كل سجون مصر ينادون عليه لعلهم يعثروا له أثر
(فجار السجن الحربي كانوا يكتبون في سجلاتهم
أمام اسم كل من يغتالوه ملاحظة مفادها أنه قد هرب من المعتقل )
هناك حقائق يجب
أن يعيها شباب مصر الطاهر الذين ثاروا من أجل حرية مصر و كرامة أهلها
الحقيقة الأولي
: هي أن شهداء ثورة 25 يناير و في القلب منهم شهداء شباب الإخوان ماهم إلا صف في طابورطويل من شهداء هذا
الوطن قدموا أرواحهم فداء لأهلهم من شعب
مصر و يجب أن نتذكرهم جميعا بكل الإجلال
و التكريم و بلا تركيز علي فترة زمنية بعينها ...هنا يجب أن أذكر الجميع بشهداء
الشرطة الأمناء و من القوات المسلحة الضباط و آلاف الجنود المجهولين الذين احتضنت
جثامينهم الطاهرة رمال سيناء و دفنهم إعلامنا تحت ركام من التجاهل و قلة الأصل و
الجري وراء عمولة إعلانات الشيبسي و مزيكا البقرة الضاحكة ...
أما الحقيقة
الثانية التي يجب ترشيدها...هي مقولة
تتكرر ليل نهار وهي أن الشباب هو كل من
قام بثورة 25 يناير ... إقدام الشباب
ومنهم شباب الإخوان لا يحتاج لشهادة ولا إشادة من
أحد و لكن هذا الكلام يحتاج
إلي شرح حتي لا يتم إهدار ــ وسط صخب
الإعلام و مؤتمرات إئتلافات شباب الثورة
المائتين ـــ كفاح ثمانين عاما للإخوان و من معهم من رجال مصر الشرفاء من تظاهر و
من كتب ومن حرض و كل من دفع الثمن مطاردة
وإقصاء و حظرا و تضييقا في الرزق ....كل هؤلاء الرواد هم أول من أشعل نار الثورة و حافظوا علي جذوتها متقدة
تحت الرماد في انتظار يوم يرونه آتٍ لا
ريب فيه مثلما قال الشاعر
أري خَلَل
الرماد وميض ناٍر ** و يوشك أن يكون له ضِرام
ما مناسبة هذا
الكلام ؟؟؟؟
المناسبة هو ذلك
الموقف المنفلت من بعض الشباب في حفل نقابة الصحفيين لتأبين
شهيد الإسلام و الوطن الشيخ عماد عفت
و الذي حضره أخونا المجاهد الدكتور غزلان مبعوثا و ممثلا لجماعة تعرف قدر
الشهداء و مكانتهم في قلوب كل أعضائها فقوبل بشغب جاهل من عقول تم غسلها
بنخبة فقدت بوصلتها و صوابها و بإعلام منتمي لمن لا ينتمي لأهل هذا البلد و لا يرجو
لهم أي خير ...و ...
الدكتور غزلان
لم يأسف
لنفسه و إنما أسف لهم و هو موقف
ليس غريبا علي كل من تربي في مدرسة
البنا ....
يجب ألا ننسي
أن ثورة 25 يناير لن تحقق كل أهدافها إلا
من خلال تمام مكارم الاأخلاق ....