قبل الرحيل
و لحظات الصدق الصافي
عندما حضر الموت أبا بكر تمثلت السيدة عائشة قول الشاعر...
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتي إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر
و لما ثقل جلست عند رأسه استحضرت ابياتا من الشعر...
وكل ذي إبل موروث و كل ذي سلب مسلوب
و كل ذي غيبة يؤوب و غائب الموت لا يؤوب
فقال أبو بكر :
ــ ليس كذلك ولكن ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد )...
ثم قال
ــ إني نحلتك ( وهبتك ) حائطا ( بستانا ) وإن في نفسي منه شيئا فرديه علي الميراث ... قالت نعم ... قال : أما إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما و لكنا أكلنا جريش طعامهم في بطوننا , و لبسنا من خشن ثيابهم علي ظهورنا . وليس عندنا من فئ المسلمين شيء إلا هذا العبد الحبشي و جرد هذه القطيفة فإذا مت فابعثي بهن إلي عمر ,...
ففعلت
و يقول الواقدي :
أن أبا بكر عندما حضرته الوفاة دعا كبار الصحابة وسألهم عن عمر فقال قائلهم
ــ ما تسألني عن أمر إلا و أنت أعلم به منا
و قال آخر
ــ هو و الله أفضل من رأيك فيه
و قال غيرهم
ــ علمي فيه أن سريرته خير من علانيته و أنه ليس فينا مثله
وخالف بعضهم...
ــ ما تقول لربك إذا سألك عن استخلافك عمر و قد تري غلظته ؟؟
فقال ..
ــ أجلسوني ... أبالله تخوفوني؟؟؟ خاب من تزود من أمركم بظلم ...أقول : اللهم استخلفت علي أهلك خير أهلك...
ثم دعا عثمان فقال اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر بن قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها ,وعند أول عهده بالآخرة داخلا فيها , حيث يؤمن الفاجر , ويصدق الكاذب,إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاستمعوا له و أطيعوا , و إني لم آل الله و رسوله و دينه ونفسي و إياكم خيرا , فإن عدل فذلك ظني وعلمي فيه , و إن بدل فلكل امرئ ما اكتسب , و الخير أردت و لا أعلم الغيب ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )...
وقد أوصي أبو بكر أن يدفن إلي جنب رسول الله فحفر له , وجعل رأسه عند كتفيه ...وجعلت رأس عمر ــ فيما بعد ــ عند حقوي أبي بكر..
وقالت السيدة عائشة : مات ليلة الثلاثاء , ودفن قبل الصبح
أقوالهم في تأبينه
علي بن أبي طالب :
رحمك الله يا أبا بكر .. كنت والله أول القوم إسلاما , و أخلصهم إيمانا , و أشدهم يقينا , و أعظمهم غني , و أحفظهم علي رسول الله و أحدبهم علي الإسلام , و أحماهم عن أهله , و أنسبهم برسول الله خلقا وفضلا و هديا وسمتا , فجزاك الله عن الإسلام وعن رسول الله و عن المسلمين خيرا , صدقت رسول الله حين كذبه الناس, و واسيته حين بخلوا , و قمت معه حين قعدوا , وسماك الله صديقا, فقال ( والذي جاء بالصدق وصدق به ), يريد محمد و يريدك ,كنت و الله للإسلام حصنا , و للكافرين ناكبا , و لم تضلل حجتك , و لم تضعف بصيرتك , ولم تجبن نفسك , كالجبل لا تحركه العواصف , ولا تزيله القوا صف . كنت كما قال رسول الله ضعيفا في بدنك , متوا ضعا في نفسك ,عظيما عند الله , جليلا في الأرض , كبيرا عند المؤمنين. لم يكن لأحد عندك مطمع ولا هوي ، فالضعيف عندك قوي ، و القوي عندك ضعيف حتي تأخذ الحق من القوي ، و تأخذه للضعيف ، فلا حرمنا الله أجرك و لا أضلنا بعدك ( المصدر: الصديق أبو بكر لمحمد حسين هيكل )
و أبنته ابنته عائشة أم المؤمنين :
نضر الله يا أبت وجهك , و شكر لك صالح سعيك ، فقد كنت للدنيا مذلا بإدبارك عنها ، و للآخرة معزا بإقبالك عليها , ولئن كان أعظم المصائب بعد رسول الله رزءك , و أكبر الأحداث بعده فقدك ، إن كتاب الله عز وجل ليعدنا بالصبر عنك حسن العوض , و أنا متنجزة من الله موعده فيك بالصبر عنك ، ومستعينة كثرة الاستغفار لك . فسلم الله عليك ، توديع غير قالية لحياتك ، ولا زارية علي القضاء فيك
و عن أبي جعفر الباقر قال : دخل علي (بن أبي طالب ) علي أبي بكر بعد ما سجي فقال
ــ ما أحد ألقي الله بصحيفته... أحب إلي من هذا المسجي ...
وقال عمر حين دخل عليه عند موته :
يا خليفة رسول الله لقد كلفت القوم بعدك تعبا و وليتهم نصبا . فههيهات من شق غبارك ، فكيف من لحق بك ...
أحمد رمزي سليمان
أحسست ــ و أنا أقرأ نعي اللواء بحري أحمد رمزي المنشور في المختار الإسلامي ــ أن حروفه مكتوبة بدم حسين عاشور كأنه كان يغمس القلم في قلبه ثم يسطر عباراته فتتشكل حروفا من دم... فقد كان يرحمه الله ــ ولا أزكيه علي الله ــ كريم الخلق صافي النفس ...مصاحبا لمصحفه تلاوة و حفظا ... فضل الطريق إلي الله مستقبلا و مصيرا.... قي وقت كانت الدنيا و زينتها تركع تحت أقدام الضباط بعد انقلاب يوليو...
لاأظن أن أحدا شاهد الموت عددا من المرات مثلما شاهدناه ... و اذكر أنني في ليلة من ليالي السجن الحربي كان الموت يمثل لي أمنية مستحيلة عشت فيها مع كل حرف من بيت الشعر للمتنبي ...
كفي بك داء أن تري الموت شافيا
و حسب المنايا أن يكن أمانيا
و لقد استشهد في مذبحة سجن طرة (1/6/1957 ) واحد و عشرين من خيرة الرجال و حام الموت خلالها و ماتلاها من تعذيب فوق رءوس من نجا منهم...و طاف بعدها اللواء إسماعيل همت سفاح السجون علي جميع السجون و المعتقلات بغرض تكرار التصفية الجسدية لرهائن في قبضة نظام فاجر لا حول لهم ولا قوة ... و لا ثمن .. و لارادع ... و كان ذلك ردا غلي انقلاب كان يعده عبد الناصر ضد الأردن و ظن أن الإخوان لهم دور في إفشاله ...و في اعتقالات 65 ...ظل الموت حاضرا بين الأسوار و راقدا داخل الزنازين متربصا علي مدار الساعة بالأرواح الطاهرة بعد أن أعلن النظام عن خطته لاستإصال شأفة الجماعة ...
وفي إدبار من الدنيا و إقبال من الآخرة يتتابع رحيل الشيوخ من جيلنا الذين دخلوا المعتقلات وهم شباب في العشرينات من عمرهم و رأوا الموت رأي العين في لحظات ابتلاء عسيرة ... فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر ... و لا نملك لمن رحل إلا أن نذكر جهاده و حسناته ... و نرجو من الرحيم التجاوز عن خطاياه و زلاته ...
ولمن ينتظر....أن يحسن ربنا خاتمته...
أسأل الله ـ و أسألكم الدعاء ــ أن يحشرنا مع الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ...و
أدعو بدعاء نبى الله يوسف...
فاطر السماوات و الأرض أنت ولينا في الدنيا ةالآخرة
توفنا مسلمين
و ألحقنا بالصالحين
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
شطحات كروية
و الله زمان ...
ذكرنا الإعلام الكروي التهجيصي بعصور الجاهلية الأولي ... عندما كان العربي الجاهلي يعتبر قبيلته هي أم الدنيا التي تلعب بالخطة الكروية 4 ــ4ــ2 و غيرها من القبائل المتخلفين الذين لا زالوا يلعبون بليبرو ...
فيقول في استعلاء ....
ونشرب حين نرد الماء صفوا
ويشرب غيرنا كدرا و طينا
إذا بلغ الفطام لنا صبي ( يقصد عيل)
تخر له الجبابر ساجدينا
فكرونا بحروب داحس و الغبراء ... ومعارك عبس و ذبيان التي استمرت أربعين سنة من أجل سباق و رهان علي ( بيزنس) ...وهو الحصول علي (توكيل ) حماية قوافل النعمان بن المنذر ملك الحيرة...و جري السباق بين ( داحس ) و هي فرس لقيس بن زهير رئيس الاتحاد في عبس ( وهو بالمناسبة ليس من عائلة سمير بن [ زهير ] رئيس اتحاد الكورة المصري) و بين ( الغبراء ) وهي فرس لحذيفة بن بدر رئيس الاتحاد في ذبيان وكان السباق تحت اشراف(حكم ! ! ! موالس من فيفا الجاهلية )... لجأ (بن بدر ) إلي الغش و بعث بعض المشجعين من ( الحزب ) ليضربوا داحس بالطوب و الحجارة ليمنعوها من التفدم علي الغبراء و بذلك فازت الغبراء بالغش ( واحد / صفر ) و صعدت إلي كأس العالم الجاهلي ....
يعني أربعين سنة حرب بسبب سبق خيل...
حرب البـسوس هي الأخري استمرت أربعين عاما بين فبيلتي بكر و تغلب بسبب قيام الكابتن ( كليب ) ــ و هو رجل كشر و ديكتاتور ــ بقتل ناقة ( البسوس ) وهي خالة الكابتن (جساس بن مرة ) عندما تجرأت الناقة و شربت من بئر للكابتن ( كليب) الذي استولي عليه( فردة )وبلطجة و عندئذ صرخت البسوس ( وا أذلاه ) ثم قامت في (الفضائيات ) تندب ناقتها بالشعر فقالت ...
يا ( أبا سعد) لا تغرر بنفسك وارتحل فإني في قوم عن الجار أموات
ودونك أذوادي إليك إنني محاذرة أن يغدروا ببـنياتي
لعمرك لو أصبحت في دار منقذ لما ضم سعد و هو جار لأبياتي
ولكنني أصبحت في دار معشر متى يعدو فيها الذئب... يعدو ...وعلى شاتي
( ابو سعد هو أخو جساس و كانت ضيفة عنده )
و معني هذا الشعر أنه لم يعد في بني مرة رجل بـشـنـبات قادر علي حماية جملها... و يأخذ لها بثأرها ...عندئذ سخن الكابتن جساس و كبرت في دماغه ــ مع أن الكابتن كليب هو نسيبه و زوج أخته جليلة ــ فتربص له ثم طعنه بالرمح فقتله ...فأ علنت يكر الحرب بقيادة مدربها الكابتن (المهلهل) المشهور بالزير سالم طلبا للثأر ... و كان من الممكن منع هذه الحرب بين الأشقاء لو لم تكن البسوس امرأة ( شعنونة ) رفضت تعويضها بعشر من الإبل أفضل من ناقتها...كما رفضت الشكوي للفيفا...
يعني أربعين سنة حرب بسسب جمل ...
( بالمناسبة جمل البسوس لا علاقة له بالجمل الذي هو شعار الحزب الوطني )
شطحة
عندما تنفلت الوطنية من معايير الدين و تصبح شعارا يعلو فوقه ... و عندما يصبح التنابذ بالألقاب و سخرية قوم من قوم.... و الردح المنظم و اشعال نار الكراهية من مكارم الأخلاق ...و عندما تحل الحناجر محل العق! ! ! ول و يصبح التعالي و التفاخر و تبادل الاحتقار هو الصوت العالي ... و عندما يتصدر السفلة و البلطجية ...و عندما يـنفر ركاب الموجة من أهل الفن و الإعلام... و عندما يبيع المراقب و الحكم ذمته... و عندما يلعب كبار المسئولين بدلا من اللعيبة...
فتأكد أن نتيجة المنافسة في كرة القدم يمكن تزويرها .... مثلها مثل الانتخابات
وهو عادة ما يحدث في بلاد هجص لاند ... و أيضا في بلاد همج لاند ...
No comments:
Post a Comment