September 19, 2010


قلة أدب

قال له
ــ سيادتك قليل الأدب
انتفض من المفجأة و قبل أن يأتي برد فعل ... عاجله وهو يبتسم 
ــ لاتنزعج أنا لا أشتمك ... أنا قلت سيادتك
امتزج الغضب بالحيرة
ــ ولكن هذا مزاح ثقيل لم نعتاده فيما بيننا
لازال يبتسم
ــ ياعم أنا لا أسب و لا أمزح أنا أستخدم اصطلاح سياسي جديد
هدأ قليلا
ــ فهمني
انجعص في كرسيه وقال
ــ نحن نفهم أن قليل الأدب هو الصايع الفلاتي تربية الشوارع الذي يسب الملة و العرض  و لكن فيما يبدو أن هذا التوصيف قد أصبح من مخلفات الماضي بعد أن دخلت قلة الأدب  مجال السياسة و مارستها علية القوم من أعضاء مجلس الشعب الذين سبوا الدين والأم و رفعوا  الأحذية في وجه الرأي الآخر...كما تم توثيقه و تعميمه علي لسان أحد فلاسفة النظام  ليصبح قليل الأدب كل من يطالب بمرشح في وجود الرئيس  ... و علي هذا سيادتك قليل الأدب (! ! ! ملحوظة : أحد الوزراء هدد مجموعة من الشعب  في مواجهة أزمة ... قال ( هنطلع دينهم )... يا تري و يا هل تري  هذه ترقي إلي مرتبة قلة الأدب ... مطلوب فتوي من فيلسوف الحزب )
قطب حاجبيه لعدم الرضا
ــ و أنت أيضا قليل الأدب ...
قهقه عاليا
ــ و لا تزعل يا عم أنا  قليل الأدب و الملايين من شعبنا المحترم أيضا
أخيرا ابتسم ...
ـــ و أكثر شعوب العالم قلة أدب هو  الشعب الأمريكي الذي تعدي الحدود  و وصل إلي قمة الفجر و هو يحاسب رؤساءه بل و يعزلهم
سكت استعدادا لإطلاق فكرة داهمته .... قأل مازحا
ــ أنا أريد أن أكون قليل الأدب بحق و حقيق ... ما رأيك لو  رشحناك في انتخابات الرياسة القادمة ...
صرخ
ــ أعوذ بالله ... يا شيخ حرام عليك ... لا أنا ولا أجعص مني  يستطيع عبور المتاريس الدستورية  يا عم الكرسي محجوز و قواعده مبرشمة في الأرض ...
فكر قليلا  ثم قال
ــ البلد رجعت ورا عشرات السنين ... و تعيش أزمات و مشاكل تتفاقم يوم بعد يوم وهي علي وشك أن تنضم الي طابور الدول الفاشلة ... و لا يوجد أي إغراء في حكم بلد مفلس حلبوة وتركوا ضرعه جافا .... و نهبوه حتي لم يعد فيه ما يسرق سوي الحديدة و ربما سرقها أحدهم في غفلة منا كالعادة فهم يسرقون الكحل من  العين    .... اللا برنامج و العشوائية هو الاستمرار....و بنفس أساليب التزوير المفضوح و العلني عيني عينك قاصدين في إصرار و ترصد   يغتصبون الحكم بالتزوير... و البلطجة ...و الغرض هو تعميق الشعور عند الشعب باليأس و الإحباط  واغتيال أي شعاع للأمل الباقي.....و كأنهم يقولون الراجل فيكم  يوريني شنباته... استماتة و سحق لإرادة الناس
ــ معادلة الحكم واضحة منذ سنين ... السعي لكل ما يرضي أمريكا و إسرائيل و ... بطرف العين يهرولون  لمعا دات من يعادون...( إيران و سوريا و حماس و حزب الله ) .... و لا مانع من القيام بفواصل من الردح و التشليق إخلاصا  يبلغ حد التطرف  أو أعمال السمسرة السياسة لمصلحتهم  ....و لا يهم  إذا عاد  ذلك علي الشعب بالخراب ... و يقابل  اع! ! ! تراض الناس بتجاهل في عناد و عتو
صدق علي كلامه
ــ معهم فلوس و أرصدة في بنوك أوروبا و يملكون قصور و فلل و مزارع و بعضهم معه جنسية أخري لماذا لا يرحلون و يحلوا عن سمانا ... ماذا ينتظرون بعد ما خربوها و جلسوا علي تلها .وم
ـــ شهوة السلطة.... و أيضا دخول الحمام ليس مثل الخروج منه ...ألم تسمع عن فكرة الخروج الآمن ؟ ؟؟
ــ في أمريكا بالذات يدخل الرئيس البيت الأبيض شابا خفيفا يتحنجل يتفجر حيوية   وبعد أشهر معدودة تثقل خطوته و يبدأ الشيب في غزو رأسه والانتفاخ تحت عينيه و  بخطوط التجاعيد تحفر اخاديدها في جبهته و قسمات وجهـه  ( شوفوا صورة أوباما ) وما أن تنتهي ولايته إلا و قد طفحت علي ملامحه آثار ما تحمله طوال فترة ولايته من نقد و تقطيع و أزمات محلية و دولية و تظل تلاحقه بعد رحيله دراسات التقييم و التحليل وما قدمه لبلده و هل تركها أكثر قوة و أمنع أمنا و لكنه في النهاية ي! ! ! خرج ليمارس حياته كأي مواطن  و يستمتع بتوظيف خبرته في نشاطات غير رسمية ....
عقب ساخرا
ـــ المسئول عندنا بمجرد أن يركب موقعه يزداد حلاوة و تدب الحيوية و الدموية في بدنه و كأنه يعيش مسترخيا في منتجع للاستجمام ... و ربما قام بعملية تجميل شد لجلد الوجه .... و نفقة الدولة سايبة و بالملايين  لا ضمير و لا رادع ....و  لكي يثبت أنه مسئول لازال علي خريطة النظام ما عليه إلا أن يهل من حين لآخر في برنامج تليفزيوني تعده له ورش التلميع التي تهبر في سخاء من مال الغلابة و من ذقنه و افتل له ...أما المعلمين الكبار ـ حريفة التلميع و الذين عرفوا مغارزها ــ  فقد ركبوا الموجة الكروية و صار لهم لعيبة ف! ! ! ي الدوري يرتبطون بالإعلان اليومي و التغطية علي ادارتهم الفاشلة و الخاسرة  ـــ التقييم عندنا يبدأ من تحت الصفر .... البحث يدور حول الأكثر فسادا و الأسوأ فقرا و مدي انهيار البنية التحتية للتعليم و الصحة و الأخلاق و احصائيات تسبب الإكتئاب عن التضخم و البطالة و عدد العوانس و أطفال الشوارع و لقطاء الملاجئ ....بالمناسبة وزير منهم مدلل استمر في وزارته داخل علي ربع قرن ولا يذهب إلي مقر الوزارة إلا راكبا يخته ..
قفش ضاحكا
 ــ ( ياختي ) عليه .... تقصد فاروق حسني وزير الثقافة صاحب السوابق و أكثر من تعرض لأزمات كل أزمة منها كانت كفيلة ليس بإقالته فحسب و إنما ترسله إلي ما وراء الشمس  (احترق قصر ثقافة بني سويف ومات في 35 ممثلا و ناقدا  نتيجة إهمال غبي  وعدم توفر وسائل النجاة والحماية وأنابيب الإطفاء... ارتبط إسمه باسماء{ أيمن عبد المنعم , ,محمد فوده , و! ! ! غيرهم }   العديد من موظفيه  الذين سقطوا في جنايات الرشوة و التربح و دار حول بعضهم لغط شديد باعتبار ما قدمه لهم من دعم رفعهم من أسفل السلم الوظيفي إلي مرتبة مكنتهم من استغلالها منفعة و فسادا... سرقات لم تتوقف للوحات فنية  و قطع أثرية نادرة و إهمال شديد في إجراءات الحراسة ...( آخرها سرقة لوحة زهرة الحشيش ... والمتابع لتحركاته و محاولته تلبيس حبيبه  شعلان الكيلة يري أنه يتبع نفس نظام الشقلبة و ضرب المقصات الذي أنقذه قبل ذلك مرات عديده  ولأنه ليس في كل مرة تسلم الجرة  فقد يأتي الفرج و يقع في مدي الشلوت الجامد ....قادر يا كريم)..... دأب علي استفزاز الشعور الإسلامي بملاحظاته الجارحة عن إعلان الحرب علي الفكر الغيبي و حجاب المرأة و نشره الكتب الصادمة لقيم المسلمين فنشر كتاب وليمة أعشاب البحر و الوصايا العشر في عشق النساء! ! ! و غيرها و كانت أول إنجازاته أن استخدم الجزرة مع المثقفين فأدخلهم    الحظيرة  تدجينا و إخصاء وصار له منهم حاشية وظفهم لمهاجمة قيم المجتمع الدينية و لا إنجاز لهم سواها...و بعد أن فصل الوزارة علي مقاسه و تخلص من الثقافة لم يعد أمامه من نشاط سوي جوائز بتوع السيما و حفلاتهم و منح جائزة الدولة للقمني كيدا وتحديا و لفتح معركة مع المشايخ من  شأنها تعزيز موقعه عند من يعنيهم الأمر
قاطعه
ــ هذا نموذج فاقع لمسئول مسنود!!!  وزير متفرغ للمنظرة و اختيار لون ملابسه مع طاقم الكرافتات و إقامة المهرجانات و الاحتفالات بذخا و سفها و ترفا مقززا  في بلد يكدح ناسه و لايجد شبابه أبسط مقومات الحياة و أطاح  بالثقافة الحقيقية التي تشبع الوجدان و تملأ الروح ببهجة الفنون و الآداب و تربط الأمة بتراثها و حضارتها و أن يشعر المواطن البسيط  بانتماء  يملؤه اعتزازا بآثار أجداده يدفعه إلي الاقتداء بهم جدية و إعمارا  .... و أهمل واجبه الأساسي وهو أن يكون حائط نار ( مثل برامج الحماية في الكمبيوتر ) ضد فيروسات  التغ! ! ! ريب  و الغزو الفاسق لتشويه ثقافتنا بل كان عونا لها باعتناقه فكرا دخيلا علمانيا  جعل منه  رأس حربه  لنشر( التنوير ) أو ( لشر التنوير ) وهوما ظهر عمليا بفتح باب المطابع و خزائن المال جوائزا و مكافآت لكل من يخوض في تراث و قيم المسلمين   )... وكانت أم  الفضائح المجلجلة عندما تلقي درسا خشنا في انتخابات اليونسكو عندما اسقطوا دخيلا علي الثقافة لم يقدم لها في بلده شيئا و يتجرأ في خوض المنافسة علي الكرسي الذي يحكم ثقافة العالم.... و كان منظر الفشل مشينا في مطار القاهرة عند عودته  مع الوفد المصاحب له والذي اتضح أنه كان مهموما بالتسوق أكثر من إخلاصه في  إدارة معركة انتخابية ...
أكمل
ــ و مع حسرة مئات الملايين التي ضاعت  و مع الإحباط بعد أن انبطح وقدم لليهود كافة التأسفات وبوس الأيادي و الصفقات السرية إلا أنه لم يجد منهم إلا غدرا أصيلا و قلما ساخنا مع  تحية باي باي يا روقة ( هذا  ملعب الكبار.... علي بيتك يا شاطر  )  ...رجع لينفذ وعده (كلام ) بالاستقالة  إلا أنه    و جد من يطيب خاطره ( ارمي ورا ظهرك )  و يثبته وزيرا ليتم 23 عاما في وزارة  لو أغلقوها بالضبة و المفتاح لما شعر المواطن بأن ش! ! ! يئا قد ضاع منه و لربما كان ارتفاع سعر كيلو البصل و اختفاء الثوم  أكثرأهمية من اختفاء وزارة لا تعنيهم في شيئ....غريب و عجيب أن يظل وزير فاشل طوال هذه السنين في موقعه  ... هل لديك تفسير لهذا اللغز ؟؟؟
قال في أسف
ــ ليس هذا هو السر الوحيد ... البلد مليئة بالألغز ... لغز اتفاقية تصدير الغاز بسعر يقترب من المجاني لإسرائيل إيثارا و حبا ..... و لأهلنا العزاء في إنقطاع الكهرباء .... السهر يقصر العمر و النوم بدري صحة وعافية ...ثم لغز تأمين هروب صاحب عبارة الموت الذي تعدي عدد ضحاياه الألف ومائتي نفس ...لغز شحططة و مسح الأرض ببعض القيادات و التمثيل بهم في السجون و المحاكم ( محيي الدين الغريب وزير المالية الأسبق ...ماهر الجندي  الذي خدم في قضايا أمن الدولة و المحافظ و غيرهم ... في حين تفوح ريحة ( الجلة ) عن عمولات و تزوير حجج أراضي  و تطويع قواعد و تستيف &n! ! ! bsp; لوائح لتسهيل التربح وكله تحت الحماية و الدعم ... ما أن تننفجر الفضيحة  حتي تسارع فرق المطافي بالتغطية عليها  بأكوام الصمت و الطناش  ...الوزير يدخل تطارده الإشاعات و ...يخرج  علي فمه سوستة حدادي... و قفل .. رئيس وزراء تصيبة سكتة الإقالة  فجإة ولا حس و لا بم و لا خبر ...لغز التهرب من صدور قانون لمحاكمة الوزراء و هم في الحكم ... سور حديدي هو الأول من نوعه في العالم  يقام تحت الأرض في جو من السرية ... أين الاتفاق و مع من ... من الذي صممه و من الذي موله و أشرف علي تنفيذة و ...عشرات الأسئلة  تقابل بالتجاهل ( و انتم مالكم يا ولاد الكلب... هذا لحماية ولاد النظيفة من ولاد الوســ... ) .. لغز الانبطاح أمام اغتيال الكنيسة لمبدأ الم! ! ! واطنة الذي صدعوا رءوسنا عن تجاهل الدستور له  ... يثوروا  و يقلبوا الدنيا إذا مارس ( مواطنة ) حقها في تغيير دينها  ... تغول الكنيسة علي قانون الدولة وتقوم باحتجاز من يرتد عن المسيحية في ( مقارات أمنية تابعة للدولة الأرثو زوكسية) و تمارس (عليها ) عمليلت غسيل مخ ( أين وفاءقسطنطين ؟؟ أو أين جثتها ؟؟؟ .... ويعلن( فخامة) البابا تحديه لأحكام القضاء في مقابل صمت القبور...إشاعة وجود فيتو علي تنمية سيناء يزيدها الواقع حيرة و بلبلة  ... حكاية ترعة السلام العجيبة ...لغز تدمير زراعة القطن و الحد من انتاج القمح منذ أن أطلق صيحته رائد الفراولة و الكنتالوب ... النكتة أن أحد خبراء التدليس أفتي أمام رئيس الجمهورية بأن الاكتفاء الذاتي من القمح يمنعه قصور حصة مصر من المياه و لو سألت أي فلاح لقال لك أن القمح أقل المحاصيل استهلاكا للمياه ... بل إنه يزرعونه إعتمادا علي مياه المطر ... ألغاز التفاهمات السرية مع إسرائيل و أمريكا ! ! ! ...لغز التعاون الأمني مع ...و...مع...و...مع ....و خدمات التعذيب بالوكالة ... ملفات انتهاك حقوق الإنسان  وصلت لإزهاق الأرواح... ميزانيات و فلوس خارج رقابة الدولة ....هل أستمر ؟؟؟؟ ... كفايه كده ...  ثم لغز الألغاز.... حتي تاريخه لا نعلم من هو الذي سيجلس علي كرسي الرئاسة لربع القرن القادم علي اعتبار أن الدستورمفصل علي المقاس و تكاد مواده أن تنطق بإسمه ...أما  الانتخابات  فهي عملية كده و كده  لكسرعين العالم...
رفع كفه ...
ــ هذه الألغاز كلها تقول للناس أننا نحكمكم بالتزوير وضد إرادتكم  كما تقولون ... يعني لا فضل لكم علينا فلماذا نقدم لكم تفسيرا لأي موقف أو قرار ونحن لسنا مدينين لكم بشيئ؟؟؟ .... هـــه ؟؟؟ لكن .....هذا الوضع لن يستمر و سينكسر هذا التعتيم .... هذه الألغاز لن تصمد طويلا أمام  ثورة الاتصالات و عالم مفتوح ...و مهما حاولوا فإن أحدا ما سيكشفها ..
 نظر إليه
ــ يابني إفهم ... المهم أن تنكشف وهم في السلطة أفضل و أضمن لمواجهتها و لو بالعودة إلي المربع رقم واحد   ....  كلام....آه ... حساب و  عتاب ... لا...لا يا حبة عين الست والدتك
قال
ــ يعني ؟؟؟
ــ يعني ... حكاية الخروج الآمن .... غير آمن ...و غير وارد... الجالس علي الكرسي  لن يتركه إلا للشخص الذي يأمنه  ...هذا هو الأمان وغيره مفيش ...هل عرفت إسم الرئيس القادم الآن...؟؟؟
قال باسما
ــ هذه فزورة غاية في الصعوبة ...قل لي أول حرف من إسمه
بادله الابتسام و ثبت عينيه في وجهـه وقال وهو يضغط علي الحروف 
 ــ انت قليل الأدب
هذه المرة انفجر ضاحكا
قال في أسي
ــ هل يوجد شعب مثلنا يقابل بالضحك كل ما ينزل به من كوارث ؟؟؟؟

No comments:

Post a Comment