March 5, 2011


مبارك و ما يستحقه
    حسني مبارك بدأ حكمه بالاعتراف بأنه كان ضابطا  لا يزال يحبو في مجال المعرفة المدنية و علومها و شئون السياسة و الاقتصاد  ( يطلب من محدثه وبالراحة علي ّومش فاهم ) .... انتهي إلي اعتبار كل ما أنتجته مصر من عقول ماهم إلا موظفون و صبيان في حاجة إلي جرعة من حكمته  و ( ما أريكم إلا ما أري و ما أهديكم إلا سبيل الرشاد )
حسني مبارك بدأ حكمه بشعار ( الكفن ليس له جيوب ) ... و انتهي بشعار القبر يمكن أن يتسع للمليارات بشرط أن تبني المقبرة من سبع طوابق و كل طابق به خزائن تتسع لعشرة مليارات
حسني مبارك بدأ حكمه برفض الوساطة و  باستبعاد ابناء عمومته و إخوته عن مجال استغلال النفوذ و انتهي بتمكين أقارب زوجته من ركوب موجة السلب و النهب بعتبارهم أمراء من العائلة المالكة و أخوال الرئيس العيِّل المعجزة !!
و الآن و بعد دحر الطاغوت ترتفع أصوات خبيثة تخلط الحق بالباطل تناشد عاطفة الشعب و انسانيته بعدم اهانة حسني مبارك  و نسي هؤلاء أنه كان قائدا و قائما علي فاجر  مارس  القمع و ابشع أنواع التعذيب و الوحشية في انتهاك حق الإنسان و داس علي كرامتهم في علو واستكبار ... وهي الكرامة التي لن يجد ريحها  في حياته و ستظل تلاحقه اللعنات بعد مماته ...
حسني مبارك أهان نفسه قبل أن يهينه شعبه بمختلف الإهانات
حسني مبارك أهان نفسه عندما استخف بآية واحدة من كتاب الله  لم يجعلها شعارا لحكم سعي إليه بالصدفة  و كان واجبا أن يضعها موضعها في صدر دستوره وهي
إن الله لا يصلح عمل الفسدين
حسني مبارك أهان تاريخه العسكري وهو واحد من قاده نصر أكتوبر العظيم  وكان ترتيبه بينهم ربما السادس فقدم نفسه عليهم و نسب القوَّاد  له كل النصر و أكد ذلك بمحو ذكر البطل الحقيقي سعد الدين الشاذلي الذين سجنه غدرا و قلة أصل  و نسي أن الله يمهل ولا يمهل ....وأن الأعمال بخواتيمها و أن الله يحبط عمل الظالمين ولا يقبل إلا من المتقين
حسني مبارك أهان نفسه عندما أحاط نفسه بالوجوه الكالحة من أهل النفاق و الإمعات ممن باعوا بالبخس ضمائرا بِعَرَضٍ من الدنيا وإحرقوا كرامة آدمية هبة من الله أحرقوها بخورا في معبد الذلة و الهوان فعليهم جميعا وزرها و وزر من اقتدي بهم
حسني مبارك أهان نفسه  عندما كان لا يسمع إلا صدي صوته و لا يفتح بابه إلا لأولاد القردة والخنازير  من الصهاينة  القتلة و من متسولي المفاوضات و فاقدي المروءة  كتـيبة الغفر المرتزقة الذين يحرسون أمن اليهود  ــ حكام رام الله ــ  يعقد معهم  في الغرفات المغلقة  الصفقات و المؤامرات و يقدم للصهاينة مكاسب مجانية والتزامات سخية .... و أغلق بابه دون الشرفاء من بني جلدته و أهله من حكماء مصر بل و أهان رموزها عندما إطلق قولته استكبارا وعلوا و استهتارا ( خليهم يتسلوا ...!!!! )
حسني مبارك أهان نفسه عندما ترك العنان لزوجته تتحرك كالملكات ومن خلفها توابع و خدم ممن استوزرتهم ... واحد  رقاص فاجر  و آخر فنان لا يفهم من الثقافة إلا أنه يجيد اختيار ( فساتينها ) و ثالثهم  ( من غير لامؤاخذة و بشهادة المهندس الكفراوي) قواد رسمي... الحرم المصون المفروض أنها ست بيت  تفرض نفسها علي مؤسسات الدولة  (غلاسة و استقواء )   و تتصرف في أبهة و بذخ أمام كاميرات تنقل صورها استفزازا  لثلاثين مليونا من الكادحين  المحرومين  غرورا و استهزاء بمشاعر الغالبية الصامتة الصابرة
حسني مبارك أهان نفسه عندما رهن مصير ثمانين مليونا بإرادته و زين له أبالسته بتوريث ابنه مستقبل البشر من أهل مصر و أطلق يده في لعبة يلهو بها و حوله عيال أعمال  من اللصوص و بلطجية الثروات  ومن خلفهم ضابط الإيقاع الذي مارس السياسة بنفس حركات و( تنطيط ) الطبال... تركهم مع زوجته يتحكمون في رقاب العباد و جلس يتشمس في شرم  الشيخ...
حسني مبارك و قبل أن يغادر ــ ليس منصبه فقط ــ و إنما إلي لقاء رب قال عن دعوة المظلوم  و قوله الحق  ( و عزتي و جلالي لأنصرنك و لو بعد حين ) ...و نحن لا نصادر علي رحمة الله فباب التوبة مفتوح لكل إنسان ما لم تغرغر و تبلغ الحلقوم .... فإذا أراد ... إذا ...  وجب عليه الإعتذار لشعبه و طلب المغفرة منه و رد المظالم و هي الشروط التي لا يقبل الله توبة بدونها .... و لا أظن أن في استطاعته الحصول علي عفو من الملايين المكلومة  والتي يزداد غضبها مع طلعة كل صباح و هي تري جبل الفساد كلما ظهرت منه طبقة كشف عن  طبقات يبدو لا نهاية لها....  
منذ مدة كتبت عن التوريث  و كان منتهي أملي و مني عيني و رجائي أن يكتفي حسني مبارك بلقب آخر الفراعنة الذين حكموا مصر و يضيفه إلي قائمة ألقاب صاحب الضربة الجوية ... و بطل الحرب و السلام و ... قائد المسيرة  (وهي التي لا يعرف سِكِّتها و أسرارها إلا صفوت الشريف )  .... تمنيت في واحد من أحلام اليقظة  أن يخرج ــ في ساعة تجلي ـــ و يعلن تعديل الدستور بحيث تصبح البلد جمهورية دستورية...حلو الكلام ؟؟؟ ... و بقية الاقتراح هو أن يكتفي ( الحزن الواطي اللا ديموقراطي ) بتزوير 50% من مقاعد الشعب و يوزعوا الباقي علي المعارضة ,,, وفي رأيي أن هذا الوضع من شأنه وجود رئيس وزراء يخضع للمحاسبة  و لو كده و كده ... ناقصة الفعالية نعم  و لكن الطشاش أفضل من العمي ...  مع أنني كنت أتوقع ـــ لو تحقق هذا الحلم  ـــ أن يصبح الوريث ( الننوس ابن الهانم ) هو رئيس الوزراء ... وكان تصوري أن الرهان سيكون علي قدرة المعارضة في تحمل الغلاسة و التباتة التي هي الكاريزما التي يتمتع بها المحروس طوال دورة لمجلس الشعب يرتب خلالها الجميع أوراقهم لجولة أخري في خطوة اصلاحية نحو تداول السلطة....تصورت أن هذا الاقترح يمكن أن يفتح ثغرة في جدار ألعن من  الجدار الفولازي الذي يحاصر غزة ...كنا نحذر من أنه بغير حدوث انفراجة ما قد نتعرض جميعا لانفجار ثورة مجنونة  تنطلق من حزام العشوائيات التي تحيط بالقاهرة تدمر كل شيئ في طريقها بلا تمييز ... و كان هذا هو تصور يشاركني فيه الكثير من المهمومين بشأن هذا الوطن....و...
حتي هذا الحلم المتواضع كان سرابا يحسبه الظمآن ( شوبا من العرقسوس ) المثلج
و كتبت عن بلاد الهجص لاند و أحوالها و قانونها و دستورها و حكامها من الباشهاجاصين  في عبارات ساخرة مرة ... و كتب د محمد  عباس  عبارات دامية  مدادها من  قلم كان يغمسه في قلبه و تصدي كتاب المختار الإسلامي للفساد و الانحراف عن ثوابت الإسلام و كتائب الفجار من المنافقين   تجاوزوا فيها الخطوط الحمراء و السوداء  في تهور شجاع معرضين المجلة للإغلاق و أنفسهم للخطف  و الإيذاء  .. و كنا لا  نسمع إلا صدي لكلماتنا انفجارا أشبه بمدافع الإفطار في رمضان ... دوي ينصرف الناس بعده لمشاهدة المسلسلات المتخلفة .... وبلغ اليأس منا مداه حتي فقدنا الأمل و راودتنا رغبات ملحة للتوقف  عن كتابات أصبحت مثلها مثلما يكتب علي الحوائط نسيها الناس و لا يعيرونها التفاتا بحكم التكرار و العادة ...  حتي السؤال   ....أين الناس ؟؟؟؟ تم تشييعه إلي القبر دون أن يترحم عليه أحد 
و عندما انطفأ  الضوءً في آخر النفق و تصدر المشهد الأوباش و الأفاقون و الانتهازيون و الهباشون و الفجار و عندما  صارت قرابين الملايين تقدم رشاوي للطبال ااذي امتلك مفتاح باب مجلس الشعب..    وعندما تمكن   الرقاص من أن يحول  شاشة تلفزيون الدولة إلي عرض  مستمر من مشاهد فجة  للرقص الناشز  حول ولية نعمته و الننوس ابنها الرئيس المرتقب ... ولا أتحدث عن القواد مروج عبارات صاحب المسيرة و ريادة الإعلام الحكومي المتخلف الفاشل .... و لا أطيل الحديث عن مثقفين وضعوا علمهم و خبرتهم فوق عربة ( كارو ) يدفعونها و ينادون علي بضاعتها مثل الباعة الجائلين  ... ولكن  عندما ظنوا أنهم تمكنوا منها و ظنوا أنهم قادرون عليها ... و حتي إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد كذبوا ...    إذا بالزلزال يفجر النفق و يملأ المكان نور مبهر....
كرامة من كرامات الله سبحانه و استجابة لدعاء شهداء بذلوا أرواحا طاهرة في مقدمتهم سيد شهداء هذا العصر حسن البنا الذي لا زال مرابطا في قبره يقود جماعته بتعاليمه و الشهيد الصابر المحتسب سيد قطب  صاحب الظلال و غيرهم  شهداء قضوا علي أعواد المشانق و آخرين استشهدوا  صبرا تحت سياط التعذيب و مسالخ الطغاة ولا زالت جثامينهم الطاهرة ترقد تحت أرض استاد القاهرة الذي أقيم علي أنقاض السجن الحربي ... و أخيرا ثوار مصر الذين  ضحوا بأرواحهم وهم يواجهون في شجاعة و عزم  بصدور عارية جيش البغي من (اللا) أمن المركزي المنهزم المندحرخ
في هذه الساعة نستشعر كرامة من كرامات الله و صدقه في نصر من يجاهد في سبيله حق جهاده  و قضوا  العمر شبابا و شيوخا أسري مرابطين يعضون علي أصل الشجرة تحت راية أئمة الإسلام الهضيبي الأب  و الإبن و التلمساني و أبو النصر و مشهور وعاكف الشيخ الشاب ... و يأبي الله إلا أن يشفي صدور قوم مؤمنين
شطحة
 ملعب اسكواش ثمنه 25 مليون و 3 ساعات قيمتها مليون هدية  من ابراهيم نافع رئيس مجلس إدارة الأهرام لجمال مبارك
2 مليار جنيه  الصندوق الخاص بوزارة الداخلية يتصرف فيه العادلي هبات علي قياداته و بالطبع علي  نفسه
5 مليون قيمة كوبري علي طريق مصر اسكندرية الصحراوي  أمام قصر نظيف
20 مليون متر مربع لأحمد عز
20 مليون متر مربع لفريد خميس
20 مليون متر مربع لمحمد أبو العينين
1500 فدان لإبراهيم نافع
50 مليار جنيه ضاعت علي الدولة فروق أسعار للأراضي المنهوبة  بخلاف أرض مدينتي
هذه حصيلة أولية
يقول أبو الغيط  صبي مبارك للخارجية أن السبب في ضياع هيبتنا و تمام خيبتنا لدي دول منابع النيل هو عدم وجود اعتمادات مالية نقدمها مساعدات في مقابل ما تقدمه اسرائيل....و لو خصصوا عشر ما نهب لحولت أثيوبيا إلينا كل منابع النيل....
الدولة الرشيدة  تهدر ثروتها علي الحرامية و لا تجد ما تدافع به عن أمنها القومي و المائي
يجب محاكمة الحرامية ليس بتهمة السرقة فقط و إنما  بتهمة الخيانة العظمي 

No comments:

Post a Comment