September 25, 2009


          فاروق حسني هنا أفضل من هناك !!!

قال في حسرة و هو يضرب كفا بكف ...
ــ هل انقرضت الشهامة لدي الغربيين ؟؟....هل ضاع فعل الخير عندهم؟؟ ...أين الجدعنة و المرجلة وأخلاق ولاد البلد ؟؟؟ يا خسارة  يا جدعان؟؟
نظر إليه متسائلا ...
ــ أنت دائما مشمأنط و لا يعجبك العجب ولا الصيام في أمشير ... ياعم قل ما عندك ؟؟؟
لا زال متشنجا
ــ انتخابات اليونسكو ... أسقطوا فاروق حسني ...الجشع أعماهم ...ألا يكفيهم  السيطرة علي مناصب الأمم المتحدة  و الطاقة الذرية والبنك الدولي و صندوق النقد... حتي المحكمة الجنائية  وظفوا فيها مدعي عام مخبول ... يا جدع  لا يوجد مبعوث دولي أو ممثل منظمة دولية أو مرشح لوظيفة ذات حيثية إلا و إسمه يمر علي سبعين جهاز مخابرات و ألف جماعة ضغط قبل أن يحوز الرضا و القبول ...
غمز بعين واحدة ..ثم قال ..
ــ أنا أعرف بلد لا يعين فيها عمدة قرية إلا بعد أن يمر إسمه علي جميع كمبيوترات الداخلية ...و يعين فيها الوزير بقرابة أو كارت توصية..
ــ  ياعم بلاش تلقيح كلام ... خلينا في الذين يقبضون علي زمارة حلق العالم  و لا يريدون له أن  يلتقط نفسه ... بالله ماذا عليهم لو تركوا لنا منصب لا يودي ولا يجيب في منظمة مجهولة ولا تعني شيئا للمليلارات من البشر الذين طحنهم الفقر و دهولتهم كوارث الحياة ...
رد في هدوء ...
ــ و أنا أرد السؤال بسؤال ...و لماذا يتركون موقعا لإنسان لا يطمئنون إليه ؟؟؟
رسم علي وجهه شبح ابتسامة و هو يحتج ...
ــ فاروق حسني ؟؟ ... هل تقصد أنهم لا يطمئنون لفاروق حسني ؟؟ ... يا عم حرام عليك ...الرجل ذهب إليهم رافعا الراية البيضاء و شايل كفنه علي إيديه  معلنا البراء من ( شرف ) لم يسعي إليه بمقاطعة نشر كتب اليهود .. و مقدما توبة نصوحا ــ لا يعصيهم ولا يدوس لهم علي طرف بعدها أبدا ــ عما كان (لا حول له ) فيه من عدم التطبيع ...  و فارشا جميع مناديله علي الأرض داعيا أحبابنا  للمسامحة و العفو الذي هو من شيم ( لئام  ) بني اسرائيل ..!!!   و اعتذارا عن السهو  (الغير مقصود ) الذي استمر عقدين من الزمان ...  و استدراكا و تكفيرا عما اكتشفه   (فجأة )  بضرورة الحفااظ علي  المعابد اليهودية كمواقع أثرية  ... فقد قام  بشد العزم ... و شمر عن سواعده  و جمع( المرماتية ) و هات ياشغل... ( المسؤل عنهم كان مو ظفا من ( الربع ) المقرب و موضع ثقته صعده من تحت السلم الوظيفي إلي فوق فوق .... و انتهي أمره في قضية رشوة مدوية ليدخل السجن و ... خرج الوزير مثل الشعرة من العجينة .... في بلدنا عادى ... )......!!!   
    و للرجل تاريخ يزكيه و يشفع له ... فقد ظل أكثر من عشرين عاما وزيرا  جمع حوله هلمة و كوادر من أرزقية الثقافة ليس لهم من هدف سوي محو الذاكرة و تمييع الهوية و وضع العصاية في تروس عقل الأمة و... دعم ( الإبداع ) الذي( تصادف ) أنه لا يتم توهجهه إلا في كل ما يزعزع العقيدة و يخلع أوتاد القيم  وكل ما اصطلح عليه الناس من معروف....  داعما في سفه بتوع الفن السابع بالمهرجانات و بالتعاون مع إعلام أهوج ... و مجيزا من قوت الغلابة الفاشلين و كل من أكل قلبه حقد أسود من كتاب العلمانية ... و اكتملت عبقريته بتدجين المثقفين و إخصاء الفكر و تفريغه ة تقزيمه باستخدام ميزانية ــ ليس لها صاحب ــ عائمة في العسل تغري الذباب بالتجمع حولها   ...  الرجل كان لقطة و نموذج نادر ( كامل الأوصاف ) و رأس حربة في حرب الغرب الثقافية ضد الإ رهاب  ..( الإسلامي طبعا )! ! ! ... فهل تظن أن مثل هذا( الزبون ) يمكن أن يتمرد أو حتي يرمش بعينه ...؟؟
قال ساخرا
ــ  هم يعتبرونه في الأول و الآخر رمز لعالم مستبد متخلف ...و لا اعتراض لي علي ما يملكه من  قدرات فذة يمكن استثمارها و توظيفها لما يريدون  ...بل أضيف إليها ميزة مهمة و هي أن الرجل المسئول عن الآثار في البلد ــ   حقق رقما قياسيا  (لازقا )  في كرسي الوزارة ـ! ! ! ـ و بذلك أصبح هو نفسه ــ ــ قيمة أثرية كبري يجب الحفااظ عليها .. و لربما كان ذلك واحدا من الأسباب التي منعتهم من انتخابه رئيسا لليونسكو ... كأنهم يقولون اتركوه في مكانه عشرين سنة أخري فهذا أفضل لسياح الآثار...
هز رأسه و شوح بيده...
ــ أنا اتكلم جد ... لا زلت في حيرة ... ماذا كان يضيرهم لو تركوا لنا هذا المنصب كنوع من مكافأة نهاية الخدمة....و اعتراف منهم بكل ما قدمناه لهم ... فلولا دعمنا لهم ــ عقب غزو الكويت ــ ما استطاعوا تنفيذ السيناريو  الذي ابتدأ بطرد صدام من الكويت ثم حصاره و تجويع الشعب بعد مصادرة النفط مقابل الغذاء و التعويضات ...ثم  شل قدرته بعد  تحويل معداته العسكرية إلي خردة بمنع وصول قطع الغيار ... و انتهي بالقضاء علي مشروع دولة مرشحة بما تملك! ! ! ه من ثروات أن تكون قوة عظمي  ...و كل هذا و نحن نداري عجزنا بالصمت وكسوفنا  بالشماتة... و جميلنا يفيض عليهم بالمساعدة في تشديد الحصار علي المرضي و الجياع من أهل غزة...نهدم  الأنفاق و نسمح  بنصب تكنولوجيا الاستشعار و التنصت ...و و قفنا ضد حسن نصر الله في حرب لبنان و شتمناه ... و نهاجم إيران من أجل العيون الزرقاء...... و خليكوا مع أبو مازن و  عصابة رام الله ... حاضر...و طبعوا مع إسرائسل ... نعمين... بس اليهود يلينوها حبتين ... أعطونا و رقة توت  ...أنتم تقيمون مساجد في بلادنا و لديكم اضطهاد ديني ... نريد المعاملة بالمثل و دعونا نبني كنيسة في السعودية ... ياخواجة اصبر واحدة واحدة ...  و أرصدة البترول ــ الذي لا دخل لكم في اكتشافه ــ تلتلت في بنوكنا... شغلوا مصانعنا و اشتروا سلاح ! ! ! بشرط تركه بلا فاعلية حتي تأكله البارومة ...  طيب موافقين علي  ألا تنسوا عمولة  البرنس ..و لا مانع  لدينا, اشتروا نوادي كورة ... و اعملوا فضائيات لفساق الكليبات ... و الحقونا... البنك الفلاني و قع و المطلوب كم مليار يعملوا ونش لتعويمه..  سلفونا و السداد في المشمش ...و عندنا أقمار صناعية للبيع.... تاخدوا كم واحد ؟؟؟.. و لدينا طائرات ركاب خرافة ما حصلتش ... كهنوا القديم الذي اشتريتموه من عامين و اتفشخروا بمميزات الجديد... و تأكدوا من أننا لن ننسي السمسرة سنضيفها علي الثمن ... انفقوا كما تريدون ...  فقط ... ممنوع دولار واحد يتسرب إلي الإرهابيين في فلسطين ... ماذا يريدون  منا ناكرو الجميل و عديموا الأصل  بعد ذلك ؟؟؟ ... هه ؟؟! ! !
 تنفس بعمق ثم قال...
ــ يابني  الكلام  عن الجمايل و الدعم و المساندة و الأيادي البيضاء هو هلفطة و  مراهقة سياسة ...  حتي و لو ولعنا أصابعنا شمعا  فلن ننال منهم شيئا ...
قال محتدا ...
ــ لماذا أليست السياسة أخذ و عطاء ... خذو هات ..
رد في جدية..
ــ خذ و هات تصلح في الكورة ... و إنما في السياسة صفقات تعقد و تعكس مقدار ما تملك من قوة ... لعبة عنيفة وخداع و تمويه  و صراع لا يعرف  العواطف أوالهزار ...
ــ و نحن ألا نملك القوة و أوراق نلعب بها..
ــ نملك ...آه ... نلعب ...لأ...أوراقنا ( بعزقوها و حرقوها ورقة ورقة ) ... قوتنا مبددة و مشلولة يسيطر عليها خوف و تردد ...  يسمونه عقل و حكمة... في الغرب يستمد الحكام حيويتهم من شعوب تراقب و تحاسب و تجدد ... وبنوا مؤسسات و مجتمع له قدرة علي الدفاع ضد التغول و الانحراف و الفساد ... و عندنا نظم شاخت و تكلست و تيبست مفاصلها وفضلت الكرسي علي دعم شعوبها فلجأت إلي التزوير و البطش و إشاعة الفساد ... فأصبح ظهرها و الهوو...متهالكة منهوكة مستأنسة دوليا ... فريسة للابتزاز و هي تواجه قوي عاتية لا ترحم لم تترك لها إلا مجال الت! ! ! وسل و الانبطاح ....
ــ و ما دخل فاروق حسني بذلك و الرجل من إيدك دي إلي ايدك دي ؟؟؟
اعتدل ...
ــ هي رسالة واضحة ... إياكم و أحلام اليقظة ...بالضبط  مثلما حدث في صفر المونديال ...تذكروا دائما أن العين لا تعلو علي الحاجب و ... و حذار من الاقتراب ... أو اللعب مع الكبار ...
قال في حسرة ...
ــ يا خسارة  الملايين التي ضاعت هبات و إكراميات و ...( شاي و دخان ) ... في شراء أصوات المندوبين ...
سكت لحظة لفكرة طرأت فجأة .. ثم قال في حماس...
ــ ألم يكن من الأجدي أن نرسل مع فاروق حسني  لجنة من خبراءنا تدير له انتخابات شفافة و نزيهة ؟؟؟
ضحك و هم يقول ..
ــ يا ليت ... عندها كنا وفرنا من أصله سفر الرجل و مصاريف الحاشىة و حاشية الحاشية ــ الذين عادوا  بالسلامة إلي أرض الوطن ) مصحوبين بالوكسة المعتاددة و ...( قفاهم يقمر عيش ) ــ ... و لكنا بذلك قد ضمنا نجاحه و... باكتساح ....
 لم يضحك ... ظهر الألم في قسمات وجهه..
 ــ  و ا حسرتاه ...كان نفسي ينجح ... و لكن ....مكتوب علينا أن ننتظر تأبيدة أخري حتي ينزاح هذاالكابوس ...         

No comments:

Post a Comment