الجائزة
...المسمومة
و كأن فمه فوهة مدفع رشاش يطلقه في هياج عاصف
ــ
نسمع في الشوارع سبا للدين من الصيع الجاهلين
و نسمع في الفضائيات سبا للدين
من الصيع العلمانيين ...
و لا أدري ما الذي يمنع أي علماني ( منفلت )
أن يعلن الخلع من هذا الدين ( المتخلف )
الذي لا يقنعه ....؟؟؟؟
وما
الذي ( يزنقه ) و هو الداعية لممارسة الحرية ــ حتي الشذوذ ــ علي الانتساب لدين لا
يحترم نصوصه ... و يهدم (أساسياته ) ... وبلا ش (الثوابت ) التي تسبب
الأرتكاريا...
حاول مقاطعته ...
ــ ما هو الموضوع ..؟؟؟
التفت إليه بوجه محتقن...
ــ هل تستطيع أن تفسر لي ما الذي
يمنع أحدهم ــ بعد أن تجرأ علي الله الذي هو أحق أن يخجل منه و يخشاه ــ أن
يعلن عن نفسه بأنه الباحث الدكتور
ــ ولن نسأل إن كانت شهادته مضروبة أو حصل عليها من أي مزبلة فكرية ــ وليدعي أيضا بأنه ( الفلسيوف ) المفكر ( الاستراريجي ) ابن بارم ديله...و ينشر علي الملأ عنوانه الالكتروني الجديد ــ بعد التعديل ــ الذي أصبح ( KAFER
. COM ..... )...!!!!
محاولا تهدأته
ــ صلي علي النبي ... صلي علي النبي و اهدأ و فهمني
استمر غير متحكم في ثورته..
ــ
أنا لا يعنيني أن يعلن إنسان أنه
قد خرج من الملة .... علي كيفه .... و بدون قسم ... ــ و ليس لأحد علي يمين ــ
أعلن أنني سأقود حملة بالتعاون مع جماعات التمويل
المشبوه لتنظيم احتفال سنوي ... نوزع فيه
الجوائز التي ستخصص كأسا لأحسن منافق ..و ميدالية المركز الأول في الفسق ...و شهادات تقدير للرواد في
أعمال الفجور ... و هناك فوق ذلك كله.... الدرع العام للفائز في دوري المنكر ... و حتي
لا يتهمني أحد بأنني أقوم بهذا النشاط لأغراض شخصية أو أنني أغازل القوي الصهيونية
العالمية... فإنني أبادر و أعلن علي الملأ ....و ليخطر (الغائب منكم الحاضر ) أنني غير مرشح لأي منصب
في اليونسكو ...
ــ واحده ... واحده ياعم ...ما الداعي لهذه
الثورة ...
هدأ قليلا..
ــ هذا الهجوم الذي لا يهدأ علي الإسلام ...
قال في هدوء..
ــ وما الجديد ؟؟؟ ... أليس نفس الكلام
المستهلك مثل اللبانه المتعفنة أو (
العلكة ) تلوكها أفواه الخمورجية و المساطيل ممن طمس الله علي قلوبهم يبحثون عن
الشهرة والسبوبة ... لقدتحدثنا في هذا الموضوع
من قبل وو جدنا أن الأفضل تجاهل ما يقولون و نسأل الله أن يرد كيدهم في
نحورهم ..
هز رأسه موافقا..
ـــ نعم ...فالله جعل الكفر خيارا ... و
الإيمان اختيارا ... و كل واحد معلق من عرقوبه
فهذا شأنه ... و الباب يفوت جمل و لكن... ليفعل ذلك دون أن يسفه اعتقاد الآخرين ....أقول لك ـ
يا شيخ ـ لكم تمنيت يائسا لو أن المنافقين
كلهم ــ في لحظة جدعنة دخيلة ـ
أعلنوا الفصال و الخلع و يظهروا وجههم الحقيقي ...لأن استمرار وجودهم بيننا هو
مثلما يقول القرآن ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا و لأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة و فيكم سماعون لهم )...! ! !
ــ
أراح كفه علي كتفه مطمئنا...
ــ
يا عم ...السماعون لهم في انحسار ...و لا تقلق فقد أصاب الناس الملل من العك
العلماني في إثارة الزعابيب عن الحجاب و حقوق المرأة المهدرة... و انفض مولد
الكلام عن الختان ...و انتهت صلاحية العبارات عن عذاب القبر ....و فشل مهرجان تحديث الخطاب الديني ...و افلاسهم الرسمي لم يعد في حاجة إلي إعلان ....
زفر في حرارة ...ثم قال في غيظ...
ــ يا مولانا اليأس ليس من شيم الشياطين ...
وعلي العكس فإن هناك من يدفع باتجاه
التصعيد و توسيع ساحة المواجهة ...
نظر إليه مستفسرا ...
قال موضحا...
ـ أنا و أنت نعرف أن هناك حربا لم تهدأ لتشويه المشروع الإسلامي و حصاره لأنه يرد القوامة و حرية الاختيار للأمة
... يعني شوري بين أهلها (أو ديمو قراطية إسلامية بلغة العصر )و هو ما يهدد بقاء
النظم الاستبدادية ...الأمر الذي يفسر
الشراسة الأمنية التي تعرض لها الإسلاميون منذ عبد الناصر ... وهو الذي بدأ
بأشعال الفتيل ليفجر أحقاد من وظفهم من الكتاب و خاصة الشيوعيين الذين
سخروا كل قدراتهم لتشويه التراث و تصوير الدعوة لتطبيق الشريعة بالرجعية و التخلف
و حتي تاريخة فإن الحرب استمرت متواصلة بلا كلل أو مهادنة أو
فصل بين القوات ــ علي عكس ما يجدث عادة
في الحروب ــ معركة ساحتها مفتوحة تحتشد فيها قوات الإعلام من المرتزقة مسلحين بكل ما أنتجته تكنولوجيا
التدليس و التلبيس ... وفي المقابل يتقاضون أجورهم مناصب و عقارات و نقدا بالدولار و الشيكل ...
ــ هذا مفهوم و معروف و قد قيض الله عبادا
له ــ انبتتهم ارض الدين الولادة ــ يقودون جرافات الفكر الإسلامي... اكتسحت كل
هذا( الزبد) الغث إلي (جفاء )المقالب العمومية ....و كل ما يكتب الآن هو إعادة
تغليف لسلع مضروبة سرعان ما يكتشف الزبون فسادها ...فما هو الجديد ؟؟؟
ــ الجديد أن الموقف الرسمي كان في ظاهره هو
الطناش و غض الطرف عن كل من يخوض في الدين
علي اعتبار أنه من الفكر و الإبداع( حجة مفضوحة أي نعم و لكنها تستر العورة )....
إلا أن هناك فيما يبدو من أراد أن يزج باسم الدولة في خطوة إلي الأمام أو إلي
الخلف .... و في إطار سلسلة الانبطاحات المطلوبة للفوز بكرسي اليونسكو الذي سيفتح
علي البلد ( توشكا ثقافية ) وفوائد عظيمة
تبدأ بإصلاح خط مجاري القليوبية....اجتمع حوالي خمسين واحد فرز أول ثقافة... و
نقاوة ...ونحن نعلم كيف يتم الفرز و النقاوة في بلدنا .... المهم اجتمعوا و
انتخبوا ... حرية ونزاهة و شفافية ... اعترض عشرة و الباقي قالوا آمين ... فكان
أن ( منحوا )جائزة الدولة التقديرية
لواحد منهم ــ وعلي شاكلتهم ــ و هو الأسوأ في كل شيئ ولو أرادوا أ اخنيار أسوأ
منه لعجزوا .... واحد لا يملك من ملكات البحث و الكتابة و العلم و الثقافة إلا
بمقدار ما يملكه ميكانيكي عفشجي يتصدي لإصلاح كمبيوتر سيارة حديثة...
ــ هل تقصد صاحب الدكتوراه (التايواني )الذي
قال عن حرب الرده أنها حرب قادها الصديق أبو بكر ضد شعبه و كأنه صدام حسين ... و
قال عن عمر بن الخطاب أنه غزا و احتل و كأنه جنكيز خان أو نابليون و أن خالد بن
الوليدالذي فتح العراق ماهو إلا سفاح دموي
و هو شخصيا يفضل عليه بول برايمر الذي نصبه الأمريكان حاكما علي العراق بعد
احتلاله
ــ نعم
هو صاحب هذا الكلام التافه الذي لم
يقل به معتوه أو حتي أشد المستشرقين حقدا علي الإسلام ...
قال متمالكا نفسه...
ــ المسكين الذي يكتب التاريخ بطريقة
المسلسلات التلفزيونية غاب عن وعيه المعطل و حسه الضايع أن الذين ارتدوا بعد وفاة
النبي خرجوا علي اجماع الأمة ولم يكن مع أبو بكر جيشا نظاميا ورتب تؤمر فتطيع و تخضع لسلطته الاستبدادية ...و
إنما كانت الجيوش من المتطوعين الذين يتحركون بإيمانهم و قناعتهم للدفاع عن
عقيدتهم و دينهم و من السذاجة و العبط
اعتبارها حربا تأديبية و إنما هي أشبه
بالحروب الأهلية الزاخر بها التاريخ والتي
قامت للحفاظ علي وحدة البلاد و نظامها السياسي .... أما عن فتح المسلمين لبلاد الفرس و الشام و مصر&n! ! ! bsp; فقد كان في
إطار الدفاع وتأمين حدود الدولة
الوليدة و ضمن مفهوم رسالة ربانية هي عالمية الإسلام و انسانيته و ضرورة الجهاد ضدالنظم و الطواغيت التي تحول دون الناس و
الإيمان بربهم و هو ما أثبت انسجامه مع الفطرة الآدميةــ بعد ذلك ــ بتحول الناس
في هذه البلاد إلي الدين الجديد و صار منهم أعلاما زخر بهم التراث في كافة مجالات
الحياة بعكس جميع الإمبراطوريات علي مدار
التاريخ التي زالت كلها لأنهاقامت علي
الغزو و قهر الشعوب...و في عصرنا اليوم لا
زالت دعوة الإسلام بعالميته تسعي نحو عالم تسود فيه العدالة ... ينال الإنسان فيه
حقوقه ...وهي نفس أهداف السلف... تتحقق الآن بأسلوب يناسب العصر وهو الإقناع و القدوة فيدخل الناس من كل جنس و لون في
دين الله أفواجا...
هز رأسه ثم قال.
ــ هذا المأفون قال كلاما آخر أقرب إلي
الهلوسة فاق دس الإسرائيليات أهان فيها الإسلام ورسول الإسلام ونفى فيها
النبوة والوحي ومنها ما ورد في كتبه حيث قدم من التأويلات والتفسيرات التاريخية
المختلقة ما أراد! ! ! التشكيك به في رسالة الإسلام ليوحي إلى القارئ أن رسالة
الإسلام لم تكن نبوة ووحيا من السماء وإنما تخطيط عبقري بشري ! ! ! من الهاشميين ،
وحركة سياسية قادها عبد المطلب بن هاشم جد الرسول، الذي أعد حفيده للقيادة لتكوين
دولة الحزب الهاشمي؟ وأن ما حدث في بداية بزوغ الإسلام لم يكن وحيا وإنما مجرد
تحرك سياسي وطموح وصراعات على السلطة وتنافس على الزعامة بين القبائل! وأن الإسلام
الذي أسسه الهاشميون ـ حسب قوله ـ وعبد المطلب بشكل أساس ، كان مجرد حيلة عربية
لتحقيق مآرب قومية وبسط السيطرة الهاشمية على قريش ومكة وتوحيد العرب في قيادة
واحدة وأن فكرة التوحيد نبعت من دافع سياسي بشري بدلا من تمزق القبائل بين آلهة
متعددة . وأن عبد المطلب الذي أسس بحنكته وقوة شخصيته الجناح الديني للحزب الهاشمي
وكان مرجعه النموذج الإسرائيلي اليهودي المتمثل في الدولة التي أنشأها النبي
والملك داود! حيث اجتمع فيها الملك والنبوة ، وأن عبد المطلب مهد لتنصيب حفيده
"محمد" كملك ونبي على العرب من خلال عمليات مصاهرة معتمدة على أقاويل
بعض الكهان . وأن عبد المطلب قائد الحزب الهاشمي أراد على رأس دولته العربية
الجديدة قائدا ونبيا مثل داود ، فروج "لقصة" نبوة حفيده محمد! مستفيدا
من خبرات نقلها عن يهود المدينة وأن الحفيد (محمد) وفر لنفسه الأمان المالي
بالزواج من الأرملة الثرية خديجة بنت خويلد بعد أن خدع والدها وغيبه عن الوعي بأن
سقاه (الخمر) لانتزاع موافقته التي تنكر لها الوالد بمجرد استيقاظه من تأثير الخمر
وحاول إبطال الزواج وتظاهر ضد هذا الزواج في شوارع مكة!...
قال ساخرا
ــ كيف سمحوا لعبد المطلب أن ينشئ حزبا دون
موافقة صفوة الشريف ؟؟؟
بادله السخرية بأحسن منها ...
ــ و أين كان الأمن المركزي عندما تظاهر
والد السيدة خديجة في شوارع مكة ...كان المفروض أن يضربوه بالقنابل المسيلة للدموع
و يحيلوه لنيلبة أمن مكة بتهمة الإخلال بالأمن و حرق سيارة عبد المطلب....
السخرية المرة لا تضحك ... قال
ــ الشيئ العجيب أن هذا المأفون يستنكر أن
يرميه أحد بالكفر و يقول أنه مؤمن بالنبي محمد... !!!
قاطعه
ـ لو كان شجاعا لقال أن الكفر وسام علي
صدره....
ــ إعلان الكفر يسلبه سبوبة دور المنافق و
الطابور الخامس الذي يخرب خلف الخطوط ..
انتظر لحظة ثم قال
ــ المهم موقف الدولة التي اقتطعت الجائزة
من لحم الغلابة لمكافأة هذا التحشيش ...
هل تستطيع تدريس هذه الهلفطة في حصة التاريخ علي التلاميذ...أو توزيعه علي خطباء
الجمعة في المساجد حتي يفيق المواطنون الذين انخدعوا في تاريخهم و عاشوا أكذوبة
الإيمان يتوارث! ! ! ونها عبر تلك القرون فيهبوا و ينتفضوا و يطالبوا بجلاءالقوات
العربية التي غزت بلادهم و ينصبوا في ميدان التحرير تمثالا للمقوقس رمز الوطنية و
يتكلموا هيروغليفي بدلا من العربي ...
ــ يابني الدولة تايهة تعيش يوما بيوم في عشوائية لذيذة ... وهي تسوق
العبط و الاستهبال عندما تتعامل مع الفكر و الإبداع ( فتضرب )الطناش عندما يخوضون
في الدين...ماشي و مسموح و المتضرر يلجأ إلي القضاء ... و( تضرب ) بالصرمة القديمة
عندما يقتربون من الخط الأزرق الذي هو قبل الأحمر بخطين تلاتة ...و هنا لايوجد إلا
الطوارئ و ما خلف الشمس... الدولة بلا هوية واضحة فهي لا تستطيع أن تعلن علمانيتها
ــ في وضوح وقطعية الدستور التركي ــ في
حين أن مواطنيها مسلمين دينا و ثقافة و حضارة... ولا تستطيع أن تكون إسلامية لأنها
تفتقر ...و لا تريد ....و لا تستطيع أن تطبق مبادئ الإسلام في الحرية و العدل و
المساواة.... بل تعمل علي افشال المشروع الإسلامي و إقصاء تيار ه و حظره .... و لذلك هي تمسك العصاية من النصف
.... تترك الصيع يسبوا الدين ... ثم تتسلي بمشاهدة المشايخ في ثورتهم يستنكرون ..
قال ساخرا ..
ــ الحقيقة أن الدولة تمسك العصاية من طرف
واحد و ليس من النصف ... لأن هذا هو الشيئ الوحيد الذي يضمن بقاءها....
قال معقبا
ــ و حتي هذه الضمانة مشكوك في
ضمانها....!!!!
ويحضرني في هذا المجال قول الحق تبارك وتعالي يثبت به المؤمنين حيث تقول الآيات
...
{ ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر
إنهم لن يضروا الله شيئا ... يريد الله ألا جعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب
عظيم....} ( آل عمران 176 )
ويقول
{ يأيها ارسول لا يحزنك الذين يسارعون
في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم و من الذين هادوا سماعون
للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه و إن لم
تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يرد
الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي و لهم في الآخرة! ! ! عذاب عظيم } ( المائدة 41 )
No comments:
Post a Comment