November 6, 2011


مصر  ليست محشورة  يا دكتور

بقلم م . محمد أنور رياض

الفلول و أمن الدولة يعادون الثورة و يسعون لإحباطها مع سبق الإصرار و الترصد ... مفهوم و منطقي ...

أن يتقدم المثقفون ركب الثورة و يتصدرون صفوفها و الدفع بركبها نحو الأمل المنشود وهو الاستقرار في ظل نظام ديموقراطي حر يتم فيه تداول السلطة هذا ما قرأناه فيا الكتاب و يقره المنطق و العقل  بل وهذا ما كان يطالب به بعضهم  أيام مبارك فما الذي أصاب هؤلاء حتي ينقلبوا علي أنفسهم و يصبحون أكثر خطرا علي مستقبل الثورة من الفلول  و أمن الدولة

شاهدنا من يقطع حركة القطارات و الطرق من أجل طلبات فئوية  أما هؤلاء فيضعون العصا في العجلة بغرض شل حركة الوطن كله ليظل متجمدا يعيش مرحة انتقالية إلي الأبد ...و الحجة التي لم يعد أحد حريصا علي تغليفها باللف و الدوران  هي  الفزع من احتمال فوز الإخوان في الانتخابات القادمة  ....

المثل الفاقع هو رفعت السعيد المتوافق مع نفسه فقد عاش تاريخه كله لا يكتب سطرا و لا يتحدث بجملة إلا و فيها هجوما عل الإخوان و من أجل ذلك حظي بمقعد في مجلس الشوري هبة و مكرمة من صفوت الشريف و من أجل ذلك رضي بأن يظل حزب اليسار حبيسا داخل مقر أشبه بالبوتيك و لولا اليافطة الموضوعة عليه ما استدل عليه  رفعت السعيد نفسه  ...السعيد كان سعيدا في ظل نظام مبارك يقبض المعونة الحكومية و يكتب في صحف الحكومة بالثمن و يسافر و يعود فلا يمنعه أحد  و لايحظره أحد  أما الطبقات الكادحة  التي يتمحك في تبني قضاياها    فيكفيها من نضاله عن حقوقها  أن يهاجم الإخوان !!! فهل في قيام الثورة  و الطريق إلي ديموقراطية قد تأتي بالاخوان يسعد السعيد ؟؟... هجوم رفعت السعيد علي الإخوان قبل و ثيقة السلمي و بعدها  و أثناءها  مُبرر و أصبح جزءً من شخصيته   هذا طبيعي  و لو فعل غيره  لكان من الواجب عرضه علي الطبيب  (المختص ) و لكن الذي نقف أمامه هو الانقلاب الغير مفهوم لكاتبين  هما الدكتور حسن نافعة و الآخر هو الدكتور عمار علي حسن ...

و لنبدأ بالأول الذي كان سمن علي عسل مع الإخوان أيام مبارك فلا يقوم تجمح أو ندوة أو تحالف أو مأدبة طعام إلا وكان معهم متحمسا و مشاركا و آكلا... و قد يكون مضيعة للوقت في البحث عن سبب هذا الانقلاب الذي لم يسعدنا الدكتور بتفسيره و لو بأي سبب كأن يقول ( ماكانش واخد باله  ) و إنما سأتناول ماكتبه في آخر مقالاته بعنوان ( مصر المحشورة بين الجماعة و المجلس ) يقول الرجل الطيب بالحرف الواحد «المشكلة عند الإخوان أنها تتصور أن الحوار حول ضوابط ومعايير تشكيل اللجنة مؤامرة علمانية هدفها تمكين العلمانيين من كتابة دستور علمانى»، ولأن الجماعة تبدو على يقين من حصولها فى الانتخابات التشريعية القادمة على أغلبية ساحقة فى البرلمان تمكنها من إطلاق يدها فى تشكيل اللجنة، ومن ثم فى صياغة الدستور على هواها، فمن الطبيعى أن ترفض الالتزام مسبقاً بأى قيودذ

1ــ طيب بطلوا ده و اسمعوا ده ...إذا كان هذا زعما و ادعاء  فما اسم ما يفعله علي السلمي ؟؟؟ سؤال ثاني أكثر سذاجة هل يصح كتابة الدستور في الدكاكين  أو يكتبه عرضحالجي علي باب المحكمة ؟؟؟؟ أم يكتبه الشغب بكل طوائفه .... نرجع خطوة للخلف فبل مارس الماضي و كانت التعديلات الدستورية مطروحة علي عينك يا تاجر و قالوا فيها ما قالوا .... زعيق و صراخ في الفضائيات تقطيع  و تشنيع و نقد  و اجتمعت الآراء كلها عشية الاستفتاء بأن النتيجة ستكون متقاربة إن لم تكن اكتساحا حسب ما جاء في استطلاع الرأي في المصري اليوم  و الفيسبوك ... ثم كان ما كان من الانقلاب علي النتيجة  تأكيدا لنظرية أحمد نظيف عن عدم نضج اهل بلدنا  و أ نه قد تم خداع شعب مصر و هناك 18 مليون منهم صوتوا خوفا من عذاب جهنم ( و  هي حجة نسعد لها مع أنها لم تكن مطروحة  و قد يكون .<البعض > قد لجأ إليها ردا علي < البعض >ممن طالبوا بإلغاء المادة الثانية  ) ..

2ــ ولنفرض أن هناك من وقف علي باب اللجان يسقي طوابير الناس شئا أصفرا  و آخر يحذرهم من عذاب جهنم  و أن الاستفتاء باطل .. ماشي باطل بالثلاثة  ... عندئذ يكون من المنطق و العقل بلاش  منطق و عقل  ليكن تقليد ما فعلته تونس  لكي تضع الدستور  فإنها عملت انتخاب ... يعني الصندوف هو الذي يتكلم و يقرر و ليس علي السلمي و نور فرحات و حسن نافعة  وليس مؤتمرات الفنادق الفاخرة التي  لو  اشترطوا علي الحضور التبرع بإيجارها لظلت قاعا صفصفا  و ليست الحيرة بين  البيضة أولا أو الفرخة  و ليست المبادئ الحاكمة أو الخانقة و لا فصال و لا غطرشة وتعتيم  علي هوية مصر التي كانت قبل و بعد و لاتزال إسلامية

3ــ إذا كان ما يقال عن اكتساح الإخوان ( يارب يحصل ) و فزاعة انفرادهم بكتابة الدستور  فقد قدم الاخوان السبت لكي يجدوا الأحد عندما وقعوا علي وثيقتي الأزهر و التحالف الديوقراطي  و السؤال لضمير الاستاذ هل جربت علي الاخوان و أنت تعيش بينهم   كذبا أو عدم التزام بعهد ( بلاش كده ) نقولها بالبراجمتية   اليس عدم الالتزام بالوعود و العهود  هو  انتحار سياسي ؟؟    

و يقول معاليه        

 (  إذا وصل الإخوان إلى السلطة من خلال انتخابات حرة نزيهة، فأهلاً بهم ومرحباً، لكن من حق الشعب المصرى فى الوقت نفسه أن يطمئن إلى أن الانتخابات المقبلة لن تكون الأولى والأخيرة، وأن الإخوان، ومعهم تيار الإسلام السياسى كله، سيقبلون بتداول السلطة وفقاً لقواعد متفق عليها سلفاً.  

و نقول ياشيخ حرام عليك ... هل تظن أن أحدا يمكن أن يحكم مصر بدون موافقة أهل مصر بعد تفتحت العيون و ودع الناس الخوف  بعد أن ذاقوا طعم الحرية  اليس في ذلك إهانة لشعب الكنانة و لروح شهداء الثورة و منهم خيرة شباب الإخوان الذين ضحوا بأرواحهم  فداء للتخلص من نظام ظالم مستبد؟؟؟؟  ... أنت مدين لهم بالاعتذار يا دكتور ...

كفاية  كده الدكتور حسن نافعة و ننقل علي الدكور عمار علي حسن  الذي ردد أكذوبتين

1ــ  أن الإخوان عقدوا صفقة مع أمن الدولة في انتخابت 2005 ... طيب بين مين ومين و بالاسم  و ماهي بنودها  واحد اتنين تلاتة و ماهو تفسيره لما جري في هذه الانتخابات التي أشرف عليها القضاء  عندما سارت المرحلة الأولي في نزاهة معقولة ثم سارت المرحلة الثانية بنصف نزاهة و ونصف تزوير  بعد النجاح الذي حققه مرشحو الاخوان ثم كانت المرحلة الثالثة  ( ضلمة ) أُهين فيها القضاء و طُوردوا في الشوارع  و صُودرت فيها الصناديق و ضُرب التاخبون  قبل وصولهم إلي اللجان  و سالت فيها دماؤهم قتلي و جرحي...  فهل كان ذلك جزءً من الصفقة  لقد اعترق نظيف بأن الإخوان حُرموا من خمسن مقعدا  كانوا يستحقونها .... يا رجل حرام عليك !!!!

2ــ قال الدكتور أن شباب الإخوان شاركوا في الثورة  رغما عن اعتراض الجماعة ... طيب أين كان الدكتور البلتاجي و غيره من رموز الإخوان يوم 25 وما بعده  و أين كان عصام العريان و صبحي صالح ألم يكونوا معتقلين  و معهم نصف مكتب الارشاد و القادة في خطوة إجهاضية ...  هل ذهب الاخوان برجليهم طالبين اعتقالهم ليثبتوا حسن النية بأنهم معترضين علي الثورة القادمة ؟؟؟ و هل كانت هذه صفقة أخري مع أمن الدولة  ؟؟؟  و من الذي مهد لهذه الثورة من ماله و عافيته  و حريته و أمنه طوال عقود من الزمن  ...

لقد أعلن الإخوان  أنهم يريدون دستورا لكل الناس يكتبه من يمثل كل الناس  ... يعبر عن كل الناس و يحفظ حقوق كل الناس  مشاركة لا مغالبة في ائتلاف و توافق ...حتي رئاسة الجمهورية  لم ينافسوا عليها في رسالة للعالم كله  حسن النية منه و الضلالي  ..  ما هو المطلوب أكثر من ذ لك لكي يطمئن من لا يريد  أن يطمئن  و يستمتع بالعفريت الذي يلعب في عبه ....لم يبق إلا أن يطلبوا أن نحلف لهم بالطلاق ....و  هو قسم سيكون له عواقب وخيمة مع زوجاتنا  أشد من مؤامرة  دستور السلمي ..

يا عالم اتقوا الله