لمن لا يهمه الأمر
كلما اشتد الظلام ...
وعندما يأخذ اليأس بخناقنا
نلجأ إلي أضواء التراث
ننعش بها الذاكرة , وتنير لنا الطريق و تمدنا بالصبر و
الثبات ,,,و أيضا رسالة لمن أصابتهم أنفلوانزا السلطة فلم يعد يعنيهم أي أمر.... عسي
أن يهمهم الأمر.... و لله الأمر من قبل و من بعد
من سيرة خامس
الخلفاء الراشدين
== لما استخلف عمر بن عبد العزيز قام في الناس فحمد الله
واثني عليه ثم قال : أيها الناس إنه لا كتاب بعد القرآن ولانبي بعد محمد صلي الله
عليه وسلم , ألا و إني لست بقاضٍ ولكني منفذ ولست بمبتدع , ولكني متبع . إنما
الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالم , ألا لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق ,
ولست بخير من أحد منكم و لكني أثقلكم حملا
== جمع عمر بن عبد العزيز بني مروان حين استخلف فقال :
إن رسول الله صلي الله عليه وسلم كانت له ( فدك ) يبفق منها , ويعود منها علي صغير
بينهم , ويزوج منها أيّمهم , و إن فاطمة (ابنته ) سألته أن يجعلها لها فأبي , كذلك
كانت في حياة أبي بكر ثم عمر , ثم أقطعها مروان , ثم صارت لعمر بن عبد العزيز ,
فرأيت أمرا منعه رسول الله صلي الله عليه وسلم ابنته فاطمة, ليس لي بحق , و إن
اشهدكم أني رددتها علي ما كانت علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم
== يقول الراوي : لما ولي الخلافة بدأ بلحمته و أهل بيته
, فأخذ ما بأيديهم , وسمي أموالهم مظالم , ففزعت بنو أمية
== ويروي عنه : أنه كان جالسا وعنده أشراف بني أمية ( من
الحزب الوطني الديموقراطي الأموي ) فقال : تحبون أن أولي كل رجل منكم جندا ؟؟ فقال
رجل منهم لم تعرض علينا ما لا تفعله ؟؟ قال : تعرفون بساطي هذا , إني لأعلم أنه
يصير إلي بلاء و فناء , و إني أكره أن تد نسوه بأرجلكم , فكيف أوليكم ديني ,
أوليكم أعراض المسلمين و أبشارهم , هيهات لكم هيهات , فقالوا له : لم , أما لنا حق
؟ قال ما أنتم و أقصي رجل من المسلمين
عندي في هذا الأمر إلا سواء إلا رجل من المسلمين حبسه عني طول شقه
== دخل عمر علي زوجته يوما فقال : عندك درهما نشتري به
عنبا ؟ قالت : لا ., أنت أمير المؤمنين لا تقدر علي درهم ؟ قال هذا أهون من معالجة
الأغلال في جهنم
== و عن عطاء الخرساني
قال : أمر عمر بن عبد العزيز غلامه أن يسخن له ماء, فانطلق فسخن له قمقما
في مطبخ العامة , فأمره عمر أن يأخذ بدرهم حطبا يضعه في المطبخ
== و كان يسرج عليه الشمعة ماكان في حوائج المسلمين ,
فإذا فرغ من حوائجهم أطفأها , ثم أسرج عليه سراجه
== و عن عمرو بن مهاجر قال : اشتهي عمر بن عبد العزيز
تفاحا , فأهدي له رجل من أهل بيته تفاحا , فقال : ما أطيب ريحه و أحسنه , ارفعه يا
غلام للذي أتي به , و أقرئ فلانا السلام , وقل له : إن هديتك وقعت عندنا بحيث نحب
, فقلت: يا أمير المؤمنين , ابن عمك و رجل من أهل بيتك , وقد بلغك أن النبي صلي
الله عليه وسلم كان يأكل الهدية , فقال : ويحك إن الهدية كانت للنبي صلي الله عليه
وسلم هدية , وهي اليوم لنا رشوة
== دخلت فاطمة
امرأة عمر بن عبد العزيز عليع وهو جالس في مصلاه تسيل دموعه علي لحيته , فقالت :
يا أمير المؤمنين ألشيئ حدث ؟؟ قال : يا فاطمة , إني تقلدت من أم أمة محمد أسودها
و أحمرها, فتفكرت في الفقير الجائع , و المريض الضائع , و العاري المجهود, و
المظلوم المقهور ,والغريب الأسير ,و الشيخ الكبير , و ذي العيال الكثير , و المال
القليل , و أشباهـهم في أقطار الأرض و أطراف البلاد , فعلمت أن ربي سائلي عنهم يوم
القيامة , فخشيت ألا تثبت لي حجة , فبكيت
== قال النضربن عربي : دخلت علي عمر بن عبد العزيز ,
فكان لايكاد يبكي , إنما هو ينتفض أبدا , كأن عليه حزن الخلق
== وعن عطاء قال : كان عمربن عبد العزيز يجمع كل ليلة
الفقهاء , فيتذاكرون الموت و القيامة , ثم يبكون , حتي كأن بين أيديهم جنازة
== عن عمر بن أسيد قال : والله ما مات عمر بن عبد العزيز
حتي جعل الرجل يجيئ بالمال العظيم فيقول : اجعلوا هذا حيث ترون (يعني يتصدق به
) فما يبرح حتي يرجع بماله كله , قد أغني عمر الناس ( مدة حكمه كانت أقل من
ثلاث سنوات )
== وكان له ثلاثمائة حرسي و ثلاثمائة شرطي فصرفهم قائلا
: إن لي عليكم بالقدر حاجزا و بالأجل حارسا
== وقيل له : لو جعلت علي طعامك أمينا لاتغتال , و حرسا
إذا صليت , وتنح عن الطاعون قال : اللهم
إن كنت تعلم أني أخاف يوما دون يوم القيامة , فلا تؤمّن خوفي
== مات عمر بن عبد العزيز ولما يبلغ الأربعين من عمره ,
كانت بنو أمية قد يبرمت بعمر , لكونه شدد عليهم , و انتزع كثيرا مما في أيديهم مما
غصبوه , وكان قد أهمل التحرز فسقوه السم
== يقول ولده عبد العزيز : كنا أغيلمة أنا و عبدالله
وعاصم و إبراهيم , فجئنا كالمسلمين عليه والمودعين له فقيل له تركت ولدك ليس لهم
مال , ولم تؤهم إلي أحد , فقال : ما كنت
لأعطيهم ما ليس لهم , و ما كنت لآخذ حقا هو لهم , و إن وليي فيهم هو الله الذي
يتولي الصالحين ,
وقيل له في مرضه : ياأمير المؤمنين , لو أتيت المدينة ,
فإن مت دفنت في موضع القبر الرابع , موضع رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :
والله لإن يعذبني الله بكل عذاب إلا النار , أحب إلي من أن يعلم الله مني أني
أراني لذلك الموضع أهلا .
ودفن رضي الله
عنه بدير سمعان من أعمال حمص بعد أن أصر علي شراء موضع قبره بدينارين قبضهما أهل
الدير من غلامه .
ولما احتضر عمر بن عبد العزيز قال : اخرجوا عني , فقعد
مسلمة و امرأته فاطمة علي الباب فسمعوه يقول : مرحبا بهذه الوجوه , ليست بوجوه إنس
ولا جان , ثم قال ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الأرض ولا
فسادا والعاقبة للمتقين ) ,فقال مسلمة
لفاطمة قد قبض صاحبك فدخلوا عليه فوجدوه ميتا , قد أقبل بوجهـه علي القبلة , ووضع
إحدي يديه علي فه , والأخري علي عينه
رضي الله عنه
ومن أقوالهم و أفعالهم
الحسن البصري
== قال خالد بن صفوان : لقيت مسلمة بن عبد الملك فقال :
أخبرني عن حسن أهل البصرة ( الحسن البصري ) , قلت : أصلح الله الأمير , أخبرك عنه
بعلم أني جاره إلي جنب و جليسه في مجلسه , أشبه الناس سريرة بعلانية وأشبه قولا
بفعل, إن قعد علي أمر قام به, و إن قام علي أمر قعد به , و إن أمر بأمر كان أعمل
الناس به , و إن نهي عن شيئ كان أترك الناس له , رأيته مستغنيا عن الناس , و رأيت
الناس محتاجين إليه , قال : حسبك يا خالد, كيف يضل قوم فيهم هذا
== أهينوا الدنيا ,
فوالله لأهنأ ما تكون إذا أهنتموها
== ابن آدم لم تكن فكنت , و سَألت فأعطيت , و سُئلت
فمنعت , فبئس ما صنعت
== كثرة الضحك مما يميت القلب
== ذهب الناس و النسناس , نسمع صوتا ولا نري أنيسا
== ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك
== فضح الموت الدنيا فلم يترك فيها لذي لب فرحا
== يابن آدم والله إذا قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في
الدنيا حزنك و ليشتدن خوفك و ليكثرن بكاؤك
== إنما الفقيه الزاهد في الدنيا البصير بدينه المداوم
علي عبادة ربه
== ما أعز أحد الدرهم إلا ذل
== بئس الرفيقان : الدرهم و الدينار لا ينفعانك حتي
يفارقانك
== لما مات أخوه طال حزن الحسن عليه وبكي , قالوا إنك
إمام يقتدي بك , فقال دعوني, فما رأيت الله عاب علي يعقوب طول الحزن
و سالم بن عبدالله بن عمر
== دخل هشام بن عبد الملك الكعبة , فذا هو بسالم بن عبد
الله بن عمر بن الخطاب , فقال : سلني
حاجة, قال: إني استحي أن أسأل في بيت الله غيره , فلما خرج خرج في أثره , فقال :
الآن خرجت فسلني حاجة , فقال :والله ما سألت الدنيا من يملكها , فكيف أسأل من لا
يملكها
== قيل له : ما تأكل ؟؟ قال : الخبز و الزيت , قيل فإذا
لم تشتهـه , قال: أدعه حتي أشتهيه
و طاوس بن كيسان
== قال إبراهيم
بن ميسرة : ما رأيت أحدا , الشريف عنده و الوضيع بمنزلة ( يعني سواء ) إلا طاوسا
== جاء ولد سليمان فجلس إلي جانب طاوس فلم يلتفت إليه
فقيل له : ابن أمير المؤمنين , فلم يلتفت , ثم قال : أردت أن يعرف أن لله عبادا
يزهدون فيما بين يديه
==عن حنظلة بن أبي سفيان قال : ما رأيت عالما قط يقول لا
أدري أكثر من طاوس
ومن شعرعدي ابن زيد
أين أهل الديار من قوم نــوح * ثم عاد من بعدهم
وثمـــــود
أين آباؤنا و أين بنـــــــــوهم * أين آباؤهم و أين
الجــــــدود
سلكوا منهج المنايا فبــــادوا * و أرانا قد حــــــان
منا ورود
بينما هم علي الأسرة و الأنـماط أفضت إلي التراب الخدود
و أطباء بعدهم لحقوهم * ضل عنهم سعوطهم و اللـــــــدود
وصحيح أضحي يعود مريضا *وهو أدني للموت ممن يعود
عندما سمع شعره
هشام بن عبد الملك بكي حتي أخضل لحيته و أمر بنزع أبنيته و طوي فرشه و لزم قصره
فقالوا له : ماذا أردت أمير المؤمنين , أفسدت عليه لذته ؟ فقال لهم : إليكم عني
فقد عاهدت الله ألا أخلو بملك إلا ذكرته الله تعالي
و طرفتين من أجل
الحبايب
سأل رجل الشعبي فقال : ما اسم امرأة إبليس ؟؟؟ قال : ذاك
عرس ما شهدته
قال
رجل لعكرمة : فلان سبني في النوم , فقال
له: اضرب ظله ثمانين جلدة