الحيطة
الواطية
قال له
ــ هل يمكن أن نسمي هذه الأيام التي نعيشها بأنها عصر
الجنون ؟؟
قال في هدوء
ــ همممم ... بلا مقدمات هات ما عندك ...
استمر متجاهلا
ـــ كان زمان ينتقل الخبر علي الجمال ..ثم زادت سرعة
وصوله بواسطة الخيل تنقله علي مراحل ... و أقصي ما بلغه الذكاء البشري قديما كان في
استخدام الحمام الزاجل ... أما الآن فما عليك إلا أن تلعب بأصابعك علي الزر
لتري مصائب العالم و كوارثه كلها تمر
أمام عينيك ...بالصوت و الصورة...
نظر إليه في فتور
ــ اللهم طولك ياروح ...
أمسك رأسه بكلتا يديه
ــ دماغي سينفجر ... و أو شك عقلي أن يتوقف بعد أن أصبح
للإنسان ألف وجه و و جه ... القاتل الوحش بلا وازع و لا رحمة .. و المستكبر المتغطرس
الفاجر.... و الفاسق الضلالي... و المتأله المنفوخ عظمة و علوا ... و
المنافق المرائي ...و الوصولي المتسلق المتلون
كالحرباية ...و الخائن الغادر الجاحد العاري من أي فضيلة ... و التابع و المستكين الراكع المنحني ... و الزاحف علي
أربع ... و المخادع المخدوع الذي يأكل خبزه بجبنه و خضوعه ... ...
و المستقيل من الحياة المغيب عنها ... الميت الذي يعيش و لا يعيش ... ناس تسكن
القبور و ناس تسكن القصور...و ناس تنبش عن
لقمة في الصخور.... و آخرون ملوا من أكل
الجنبري و البتيفور ....مع أن الدنيا بها
من الخيرات ما يشبع بطون كل أهلها من
ملايين البشر طعاما من اللحمة و الرز ... و هامبورجر مع سلاطة بالميونيز
... و يحلو أيضا جاتوه و عسل أسود
بالطحينه ...
أشاح بيده
ــ ياعم أنت غاوي نكد ... خلصنا و هات ما عندك
قال في اختصار ...
ــ أهل غزة و الحصار ...
رد في اقتضاب
ــ هم السبب فيما هم فيه ...
كظم غيظه...قال مستنكرا..
ــ من أجل إصرارهم علي المقاومة ؟؟
ــ غزة أصبحت اسما علي مسمي قلقا و شوكة تغز في جسد العرب ..تناطح الجميع من أجل
المستحيل .... لقد حذرهم أوبامو و قال لهم اعقلوا و اقبلوا بما قبل به عباس و إلا
...
قاطعه في حدة ...
ــ يا بني إفهم ...القضية الفلسطينية نالت من اللت و
العجن ما ملأ الفضاء و اخترق السحاب ... و
من رغي عباقرة كبار المحللين و تنطع عتاة الاستراتيجيين و غباء عباقرة المخططين ما
نافس غاز ثاني أكسيد الكربون في ثقب
الأوزون ... وبين التحليل و التفصيل و التضليل
و قراءة الإيحاءات و النقط التي هي فوق و تحت وعلي يمين وشمال الحروف ... و
بين البحث عن المغزي العميق المتعمق الغويط فيما بين السطور ... أوشكت معالمها أن تضيع... أوضاعت بالفعل فيما
بعد أوسلو و قبل أوسلو و مرجعية مدريد و مبادرة عم سولانا البليد و تفاهمات المستر بلير بين الوعيد و التهديد ...و مكوكيات الجنرال
الأمريكي أو زيد ...وما قبل( [ أنا ] بوليس)... و ما بعد( [هو ] بوليس ) انتهت كلها إلي إعلان ( رباعية ) مبدأ
الاستقالة من الأرض و الاستسلام .... مقابل الهم هم و الطعام ... يابني الحكاية ببساطة أن اليهود غزوا
فلسطين و يريدونها دولة خالصة لهم بعد إخلائها من سكانها إما بالإبادة أو الترحيل
تماما كما فعل الأوربيون بإبادة الهنود الحمر في أمريكا ... و اليهود هم
أخبث أهل الأرض لهم أطماع أبعد من استيلائهم علي( فلسطين كلها) من النيل إلي
الفرات ..و يسعون لتحقيها علي مراحل ...و
المرحلة قبل الأخيرة هي استعادة أرض الأجداد من بني قينقاع و بني النضير
... و كان إعلانهم الأخير بان دولتهم
يهودية ــ و هو ما ما لم يعلنوه إلا بعدستين عاما
من انشاء اسرائيل و شرطهم اعتراف
الفلسطيين و العالم بذلك ــ هو خطوة كاشفة لنيتهم ( البريئة ) ( ملحوظة علي الماشي : أهي دولة دينية علي
حدودنا ... أكرر دولة دينية و كمان تعترف بها أمريكا و أوروبا )...يعني المعروض علي الفلسطينيين هو سكن
مؤقت و مفروش لحين انتهاء عقد الإيجار و
بعد ذلك مع السلامة من غير مطرود ابحثوا لكم عن
مأوي في أي خرابة خارج أرضنا ...
أو الإخلاء باستخدام الأمن المركزي ... و هم يستخدمون عباس لعبة ...رايح
جاي...مايعرضوه اليوم يسحبوه غدا وما يتفاوض عليه اولمرت يدوسه بقدمه
نتانياهو و ما يسده بالضبة و المفتاح الجلف الروسي ليبرمان.. تقوم الحية الرقطاء
ليفني بفك الضبة و ترك ماهو مسنكر بالمفتاح ...و بينهم جميعا حاوي بني اسرائيل
بيريز يقوم بالتحنجل بين الفضائيات و
الشقلبة في المنتديات ليصافح إمامنا
الأكبر ...
صفق بيديه ساخرا ..
ــ برافو ...برافو ...محاضرة عنترية ...وما هو الحل عندك يا فكيك ؟؟
نظر إليه في اشفاق ..
ــ أنت تتصور أن العالم كله في قبضة الغرب و أمريكا ...
و أنهم قدر لا فكاك منه.... مع أن الأيام دول ... و اقرأ التاريخ كي تعرف أنه لا
دوام لأي قوة عظمي تقوم علي البغي و العدوان
...بل إن الأمريكان أنفسهم لم يحصلوا علي استقلالهم إلا بعد مقاومة
و حرب ضد بني جلدتهم ( امبراطورية
الإنجليز العاتية ) طحنت و دمرت و شردت و
سفكت سيولا من الدماء حتي أصبحوا أحرارا بل و و رثوا أملاكها و نفوذها....
قال في لامبالاة
ــ رجعنا لكلام الإنشاء ....
استمر
ــ كلام الغير إنشاء هو ما يحدث في العالم اليوم من حركة تمرد هائلة يقودها و يوقدها نشطاء حقوق
الإنسان و تجمعات الرافضين و المقاومين لقوي الاستكبار و الهيمنة و هي حركات مؤثرة
و ضاغطة تقوم بفضح الظلم و الفساد و تحريض
الرأي العام العالمي ضد انتهاك حقوق البشر ...يعني المقاومة أصبحت ثقافة عالمية و
بدونها لا يمكن تغيير الواقع ... وقبل ذلك هي ثقافة إسلامية فالله لايغير ما بقوم
حتي يغيروا ما بأنفسهم ... ومن أجل ذلك كان
النهي عن النكر فريضة و أقل شيئ فيه هو الرفض و لو بالقلب الذي هو أضعف
الإيمان لتظل الفطرة يقظة منتبهـة مستنفرة إلي أن تحين فرصة الحركة و الفعل .. و
حتي لا ينقلب الحال و يصبح المعروف منكرا
و المنكر معروفا مألوفا ...
استمر في سخريته ...
ــ ما دام أهل غزة اختاروا المقاومة فعليهم تحمل الدق
علي دماغهم و دماغ أهلهم ... مالنا ومالهم
... يشيلوا البيعة كلها و لا يحشرونا في قرفهم و مشاكلهم ... عندنا ما يكفينا و كل
واحد من زند أبيه يحل مشاكله .... لقد
فقدنا مائة ألف شهيد ونحن ندافع عنهم و لن يجرونا إلي المستنقع مرة أخري ...
ــ مرة أخري تثبت أن عقلك تحول إلي مسقعة باذنجان بفعل
طبيخ الإعلام الذي مسخ صورة الصديق و زين صورة العدو ... يا أهطل ولامؤاخذة ...
نحن لم نحارب من أجل فلسطين نحن حاربنا عدوا يطمع في أرضنا و يعرقل نمونا و لا
يرضي إلا أن ينفرد بكل أسباب القوة متفوقا
علي كل من حوله و يمثل رأس حربة و قاعدة و فزاعة للمفزعين أصلامن أجل السيطرة علي
ثروات الغافلين المغفلين من المسلمين و كل من يحاول اللعب بذيله ضد الغرب و
مصالحه ... ولو أن هناك شيئ من النظر لأدركنا أن العكس هو الصحيح و أن
الفلسطينيين هم الذين في وجه المدفع و يتلقون الصدمة الأولي نيابة عنا بصدور
عارية إلا من سلاح بدائي أمام عدو همجي
بربري مدجج بكل آلات الدمار و الحرب ....و أن شهدائهم و دماءهم و مصابهم هو الأكثر
بشاعة و إجراما ... ولو وضعنا حصوة ملح في العيون
و لو عندنا دم لساعدناهم لصالحنا
أولا ــ علي فك الحصار ...أو علي الأقل نكف و نطنـش عنهم و سيرحبون بذلك وفقا لمبدأ النحلة التي لا يريد أحد عسلها ولا
لدغها.... و لخجلنا من سمعا و طاعة و جبرا
لخاطر ( أولاد النظيفة) يهود بني إسرائيل
الذين يحرضون علي بناء الجدار الحديدي و كهربته
كمان ... لتشديد الحصار علي (أولاد
الوســ...) الفلسطينيين كما سماهم السيد
لواء الشرطة النائب الذي يمثل الشعب في مجلس الشعب ...
رفع يده مهللا
ــ أيوه اظهر المستخبي ... تلف و تدور من الصبح و هدفك
هو الجدار ...و تريد استمرار الأنفاق و تهريب المخدرات و السلاح و الإرهابيين ...
نحن أحرار علي أرضنا ومن حقنا حفظ أمننا القومي ...مصر لا تسمح لأحدبأن يعتدي
عليها و اللي يعدي نكسر رجله كما قال وزير خارجيتنا الهمام ...
قاطعه في حده
ـــ رجعنا لكلام البدذنجان أنا لن أرد عليك و لكن سأترك
الدكتور عمرو الشوبكي يرد عليك .... اسمع يا بني آدم
يقول الدكتور
عمرو :
الوطنية الزائفة
بقلم د.عمرو الشوبكى ٧/ ١/ ٢٠١٠ ( عن المصري اليوم )
مع كل مشكلة
تواجهها مصر يتكرر الحديث عن السيادة المصرية، ومع كل فشل حكومى فى التعامل مع
أى أزمة تظهر الأناشيد الوطنية ونغنى «يا حبيبتى يا مصر»، حتى أصبح حديثنا عن
الوطنية حديثاً زائفاً يخفى خيبات كثيرة، ولا يعكس أى حب حقيقى أو انتماء لهذا
الوطن.
لقد أصبحت مصر
هى أكثر بلد فى العالم إنتاجا للأغانى والشعارات الوطنية، وأقل بلد عملا بهذه
الشعارات، حتى أصبح من يعطون الناس كل يوم دروساً فى الوطنية والسيادة والكرامة
هم أكثر من أساءوا إلى هذه القيم.
فمنذ العدوان
الإسرائيلى على غزة والعراك المصرى الحمساوى لم يتوقف، وإن قطعه صراع مصرى
جزائرى عقب مباراة كرة اعتبرت فيها الحكومة المصرية أن اعتداءات مشجعى الجزائر
على بعض المصريين فى الخرطوم هى إهدار لكرامة مصر، وانتهت بقافلة شريان الحياة
التى قطعتها شعارات السيادة الوطنية فى مواجهة مجموعة من النشطاء لا ظهر لهم ولا
سند.
والمؤكد أن
الحملة الإعلانية الرديئة التى غطت شوارع القاهرة عقب مباراة كرة ورفعت شعار
«مصر فوق الجميع»، وطالبت المصريين برفع علم بلادهم، وكتبت شعارات بلهاء عن أننا
«بنحب بعضنا» مسلمين ومسيحيين، وغيرها من الشعارات التى ليس لها علاقة بالواقع
المعاش.
والمؤسف أن شعار
«مصر فوق الجميع» الذى أثار البهجة والسرور فى نفوس بعض السذج هو شعار النازية
فى ألمانيا التى استندت إلى قوة عسكرية واقتصادية وتكنولوجية حقيقية، حتى لو
كانت قوة جاهلة ومدمرة، أما مصر فقد استوردت شعار دمر ألمانيا ووضعته على بلد
ضعيف لا ينجز شيئا يذكر فى الاقتصاد ولا السياسة، ولم يقدم اكتشافاً أو إنجازاً
علمياً واحداً، ليس لأنه بلد بلا علماء ولكن لأننا أمام حكومة بذلت كل ما فى
وسعها من أجل خلق مناخ طارد لكل عالم وليس «عالمة» من البلد.
والحقيقة أن
الوطنية المصرية التى تستدعيها الحكومة كل يوم من أجل تبرير حصار الشعب
الفلسطينى، أصبحت تسىء لمصر أكثر مما تسىء لبلد آخر. فإذا كان من البديهى أن مصر
لها سيادة كاملة على أراضيها ومن حقها أن تختلف مع حركة حماس وتواجه تعنتها
وأخطاءها، فإن هذا أمر مختلف تماما عن وقوف مصر حجر عثرة أمام دخول بعض النشطاء
إلى قطاع غزة بغرض التضامن الإنسانى مع الشعب الفلسطينى، ولا يوجد مبرر واحد
يقول إن الخلاف مع حماس يبرر حصار الفلسطينيين ومنع صور التضامن معهم.
وبدلا من أن
تناقش مصر مشكلة أدائها الباهت والمرتبك منذ العدوان الإسرائيلى على غزة وسياسة
الحكومة المتخبطة تجاه الشعب الفلسطينى، والناعمة جدا تجاه إسرائيل، جرى تحريض
كثيرين على الشعب الفلسطينى، بعد أن تعلموا دروساً نادرة فى الكراهية والعنصرية
أدت فى النهاية إلى تقوية صوت المعارضة الأيديولوجية للنظام، وإضعاف الصوت الذى
كان يمثل غالبية الشعب المصرى المؤيد لخط الاعتدال وغير المطالب بإعلان الحرب
على إسرائيل، ولكنه يرى ضرورة القيام بحرب إعلامية وسياسية وقانونية ضد
الاحتلال، ويعتبر التضامن مع الشعب الفلسطينى المحاصر فى كل مكان واجباً حتى لو
رفض سياسة حماس كليا أو جزئيا.
لقد ظهرت
مؤخرا عقدة السيادة الوطنية التى نخرجها بصورة دائمة تجاه من هم أضعف منا، أو
نشعر أننا فى وضع أفضل منهم حتى لو كان هذا «الفضل» يعود لسياسات قمنا بها فى
الماضى وتنكرنا لها فى الحاضر، وتربت لدى كثير منا، خاصة أهل الحكم، عقدة حقيقية
اسمها السيادة، فنظرا لأن معارك السيادة والوطنية التى خضناها ضد أمريكا
وإسرائيل خسرناها لأننا لم ندخلها أصلا، وجُرح كبرياؤنا الوطنى مرات عديدة حتى
تبلدنا،
وكذلك الحال
بالنسبة لعقدة الفقر والثراء التى تحكم جانباً كبيراً من علاقة مصر بدول الخليج،
وشعور قطاع من المصريين أنهم كانوا منذ نصف قرن الأغنى والأكثر تأثيرا، والآن لا
يستطيعون أن يخالفوا توجهاً سعودياً واحداً أو يعترضوا على حادثة اعتداء واحدة
يتعرض لها مصرى ظلما فى الخليج،
ومع ذلك لم
يتحدث أحد عن الوطنية المسلوبة أو السيادة الغائبة لأننا فى وضع أضعف سياسيا
واقتصاديا، تماما كما نفعل مع أمريكا القوية وإسرائيل المحتلة والغرب المسيطر،
فى حين نجد دروس الوطنية والسيادة التى تصم الآذان تخرج فقط حين يكون الطرف
الآخر شعباً محاصراً فى غزة لا يمتلك قوت يومه، أو مئات النشطاء المسالمين.
بالتأكيد هذه
السيادة مُست حين قتلت إسرائيل جنودا مصريين فى سيناء، وحين دخلت مياهنا
الإقليمية، وحين استجبنا لتوجيهات الأمريكان والأوروبيين فى ضرورة بناء جدار
فولاذى يفصلنا عن قطاع غزة، وغيرها من الوقائع الكثيرة التى بسببها تربت لدى
بعضنا «عقدة السيادة» التى تخرج فقط حين يكون الطرف الآخر ضعيفا، وياحبذا لو كان
فلسطينيا أو سودانيا أو جزائريا.
صحيح أن حصار
غزة يجرى أساسا بأوامر إسرائيلية ومصر ليست دولة احتلال، ويجب مهما كان الخلاف
مع حكومتها ألا يعاملها البعض على أنها كذلك، ولكنها أيضا مسؤولة مثل باقى الدول
العربية عن عدم مواجهة الاحتلال ولو سلميا، فلا هى دولة فاعلة فى محيطها
الإقليمى، ولا هى دولة مهابة دوليا، ولا هى مؤثرة فى الشعوب لو غضبت عليها
الحكومات، وبسبب هذا التراجع وتلك الجروح التى أصابت كبرياءنا الوطنى أصبحنا
نستأسد على قافلة «مستر» جالوى ونلففه الكرة الأرضية حتى نثبت أننا أسياد على
أرضنا، وفى الحقيقة نحن نخفى عقدة ضياع السيادة مع الأقوياء فعوضناها فى
الضعفاء.
إن ما قاله
المسؤولون المصريون عن السيادة المصرية على أرضها كان سمجا لدرجة القرف، لأن
الأمر مع أى بلد طبيعى لا يعدو مجرد ترتيب لخط سير قافلة اخترنا لها العريش
لأنها على بعد ثلاثين كيلو من معبر رفح وأنه لاعتبارات أمنية لن يسمح لقافلة
بهذا الحجم بالدخول إلى نويبع لكى تقطع ثلاثمائة كيلومتر فى سيناء بما يثيره ذلك
من مشكلات أمنية.
هذه الإجابة
لم أسمعها إلا مرة واحدة من دبلوماسى مصرى سابق على شاشة قناة الجزيرة، أما باقى
الكلام خاصة الذى جاء من قادة وزارة الخارجية، فلم يعط معلومة واحدة تفسر لنا
سبب نقل مسار القافلة من نويبع إلى العريش، واكتفى بالتغنى بوطنية مزيفة ليس لها
علاقة بما يجرى، والذى يجب ألا يعدو مجرد ترتيب مسار رحلة مهما كانت خصوصيتها،
فهى تتكرر مع أى رحلة أخرى، ( انتهي كلام الدكتور عمرو )
بقيت كلمتين
...
كالعادة بدأ ظهور خبر الجدار في صحف إسرائيل.... قابله السينلريو المصري البليد... صمت أصيل لسر دفين معروف
للعالم كله ألا علي من ليس له حق في
المعرفة و حتي الذين حاولوا المناقشة ـ لاحقا ـ في مجاس الشعب قوبلوا بالغلوشة
عليهم و سب الدين ... ومع
مرحلة فوحان الريحة و دق الفضائيات و صور الأوناش علي الحدود جرت
محاولة إنكار بائسة يائسة لدرجة أن لواء دكتور يبيع الاستراتيجية
استرزاقا ظل يناكف و يقاوح و ينفي علي
شاشة الجزيرة وجود أي ضرورة مع استحالة
إقامة جدار فولاذي بهذا العمق ويمتد بطول حدود غزة و أنه أكثر الناس دراية
بالمنطقة التي خدم فيها عشرات السنين و كان ناقص يحلف بالطلاق للتدليل علي صدقه
... ثم انفكت عقدة لسان البغبغانات الرسمية
بأن العملية هي مجرد ( إنشاءات
هندسية )كإسم دلع للجدار ... ثم أخيرا انكشف المستور و تعرت الوجوه بالمنطق
الأهبل بأننا ( أحرار )في حدودنا نبني
...نفحر ...نسور ...وكله حماية لأمننا قومي ...من مين بقي ... من أولاد ال كذا الفلسطينيين المهربين
بتوع الأنفاق الذين ينتهكون سيادتنا و سيادتكم... الطامعين في أرضنا و الذي و التي من أهدافهم
الخبيثة المستخبية ( إقامة دولة
فلسطين الكبري من النيل إلي الفرات ) و
بالأمارة يعلقون خريطة فلسطين الكوبرا علي جدران الكنيست الفلسطيني الذي رئيسه
د. عزيز الدويك ...
ومع أنه
مجرد حفر نفق واحد هو إدانة لنا قبل أن يكون إدانة لهم ....لأن من يضيق علي قط يتعرض لخرابيشه ... و لأنه دخلت إمرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها
و لا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض (
الحديث ) .... و المقصود ليس إطعام السجين فقط و إنما إطلاق سراحه و ضمان
حريته في السفر و العلاج و التجارة و كافة النشاطات الإنسانية .... ما الذي كان يضيرنا لو حولنا منطقة رفح إلي
سوق حرة للتجارة المشروعة تحت اشراف ( عشروميت)
ضابط للأمن..؟؟. ولو فعلنا لكنا أرحنا
دماغنا من قوافل جورج جلوي الذي يدوي صوته الآن في العالم فاضاحا التعنت و ضيق الأفق الذي لاقته بعثة
إنسانية تضم نخبا لها وزنها و سمعتها
... يتضاءل أمامه خنافس الإعلام المحلي التي لايسمعها و لا تؤثر إلا في البسطاء من أمثالك .... الجدار يحاصر حدود غزة و يترك باقي
حدود اسرائيل بعشرات الكيلومترات مفتوحة لتجار المخدرات و المتسللين الأفارقة و
دخول و خروج ( ا للمامة )من يهود إسرائيل بلا إحم و لا دستور... غزة ليس لها مصلحة في استفزاز حكم يكرهها من
أساسه ...و بها حكم إسلامي قضي علي وباء المخدرات فكيف يهربونها ... و إذا أردت
أن تعرف اين يوجد البانجو و مدي انتشاره
فما عليك إلا أن تقف أمام باب مدرسة إعدادي ثم تطلب من اي تلميذ أن يولع
لك!!!... و مع ذلك فقد تحقق إنجاز لا يمكن إنكاره
حبث لم تدخل المخدرات إلي الحضانات بعد!!!...
أما حكاية
بيان شيخ الأزهر و مجمعه و اعتبار أن كل من يعترض علي الجدار مخالف للشريعة و البيان المضاد للدكتور يوسف القرضاوي و
غيره من العلماء فإننانترك الحكم علهم لجموع المسلمين ... أيهما ألأصدق ... و
أيهما صافح ثم أنكر .... و لا أوافق كل من طالب شيخنا الأكبر بإستنكار ما قام به
بعض نواب الشعب بسب الدين فهذا لا يدخل في اختصاصه لأن مجلسنا الموقر ــ كما هو
معروف ــ سيد قراره ... يسب الدين زي ماهو
عايز ... و لكني أطالبه باعتباره حريصا علي كل ما يخص الدين و باعتباره أيضا منتميا إلي مؤ سسة
الحكومة... أطالبه بأن يوضح لنا كيف
يتم تنفيذ قرار حكومي من وزير ذو
حيثية عندما قال بأنه ( سيطلع دين بعض المصريين ).... !!!!
هــه....بـس ...عايزين نعرف طريقة تطليع الدين ...و بفتوي شرعية ...!!!!
ملحوظة :
قال واحد منهم أن بناء الجدار عمل شرعي لأن المهربين يدخلون
مصر بلا استئذان مخالفين الأمر الشرعي بعدم دخول البيوت إلا بعد استئذان أهلها
...
و تمشيا مع السطحية السائدة فإنني أتقدم باقتراح عبيط
إذا كانت المسألة مسألة إستئذان فإنه يمكن ــ حلا لهذه المشكلة ــ أن
توضع نقطة جوازات علي فتحة كل نفق ( عددها أكثر من ألف نفق ) مع لافتة
ترحيب (أدخلوها بسلام آمنين ) ...!!!
|